وإذا بدا خلال الليلة الماضية الأحد أن أعمال النهب والحرائق خفّت مقارنة بالأيام السابقة، فالخسائر الاقتصادية المرتبطة بعواقب هذه الأعمال، تزداد باستمرار وفقا لصحيفة لي زيكو.
فالمدن، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، عانت من الخسائر، ولكن لا يزال من السابق لأوانه تحديد مقدار الأضرار.
واستهدفت أعمال العنف في المدن في الأيام الأخيرة خصوصاً المتاجر، حيث تعرضت منطقة باريس يوم الجمعة الماضي لمثيري الشغب الذين اجتاحوا المراكز التجارية التابعة لحي "كريتي" و"روسني-2" .
وكان متجر "نايك" للأجهزة الرياضية في باريس قد تعرض للنهب بعد أن اقتحمه نحو 50 شخصاً.
وفي ستراسبورغ، استهدف المشاغبون ساحة كليبر، حيث تعرض متجر "آبل" للتخريب، بحسب وكالة فرانس برس. وفي مرسيليا، تم استهداف المتاجر في وسط المدينة بشكل خاص، بالإضافة على عدد قليل في المناطق الشمالية.
وفي كل مكان، تعرضت مساحات المواد الغذائية والسوبر ماركات مثل "ألدي" و"ليدل" و"لوكلير" و"كارفور" للنهب والحرائق.
وقال رئيس المتاجر "أليكسندر بومبارد" عبر تويتر:"إن مشاعر الناس قوية في جميع متاجر كارفور في المدن التي تعاني من العنف " وأضاف :"إذا كان الضرر المادي خطيراً جداً ، فالمهم هو أننا لا نعاني من أي موظف مصاب" .
وبعد أربع ليال من الاضطرابات، أفاد وزير الاقتصاد، برونو لو مير ، والوزيرة المنتدبة للتجارة والسياحة ، أوليفيا غريغوار، بوجود عشرة مراكز تسوق وأكثر من 200 غيرها، تعرضت سلاسل البيع للتجزئة فيها، للهجوم والنهب في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى 250 متجراً للتبغ و 250 فرعا مصرفياً، ناهيك عن العديد من الشركات من جميع الأحجام، بما في ذلك العديد من محلات الأزياء والرياضة.
وتعد المطاعم من بين المؤسسات التي تضررت بشدة من الحرائق، ومنها مطاعم ماكدونالدز وكنتاكي فرايد تشكن ، كما تم بشكل خاص استهداف العلامات التجارية الشهيرة للوجبات السريعة .
لكن التأثير في الأشهر المقبلة على السياحة هو الذي يقلق هذا القطاع بشكل خاص، خصوصا أنه كان من المتوقع أن يكون هناك موسم سياحي جيداً جداً هذا الصيف.
التنبيهات التي صدرت عن السلطات الأميركية والبريطانية، والتي تقدم توصيات متعددة، كانت كافية لإلغاء حجوزات الزوار. ومن جهتها، احتجت بكين لدى السلطات الفرنسية إثر هجوم تعرضت له يوم الخميس الماضي في مرسيليا، حافلة تقل سائحين صينيين، ودعت مواطنيها إلى توخي المزيد من اليقظة والحذر.
وأكد تييري ماركس، الرئيس الكونفدرالي لاتحاد المهن والصناعات الفندقية (أوميه) ، الجمعة في بيان صحفي، أن أصحاب الفنادق عانوا من موجة إلغاء حجوزاتهم في جميع المناطق المتضررة".
من جهته، أوضح رئيس مكتب السياحة في باريس جان فرانسوا ريال لوكالة فرانس برس أنه قدر، في بداية شهر يوليو، نسبة الإلغاء للعملاء الدوليين بـ20-25%، وبنسبة 15% فقط للأميركيين.
وفي عالم الثقافة، كانت تأثيرات المخاوف المرتبطة بالاضطرابات الحضرية متناقضة للغاية. وكان الإلغاء الأكثر إثارة هو إلغاء حفلتين موسيقيتين للمغنية "ميلين فارمر" في استاد فرنسا، وذلك بقرار من السلطات. وكان معجبو ميلان فارمر، أتوا من بعيد، وأقاموا خيمهم بالفعل في الضواحي لتأمين أماكن جيدة. وسيتعين الآن حل مشكلة إعادة التذاكر. وفي عالم الموضة ، تم إلغاء الكثير من العروض للنساء والرجال.