سيغادر الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أن قاد حملة عاصفة لتعزيز الكفاءة قلب خلالها عدة وكالات اتحادية رأسا على عقب، لكنه فشل في نهاية المطاف في خفض الإنفاق كما كان يسعى.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لوكالة رويترز مساء أمس الأربعاء، إن نبأ مغادرة ماسك للإدارة صحيح، وإنه "سيبدأ المغادرة الليلة".
وشكر ماسك أمس الأربعاء، الرئيس ترامب في منشور على منصة إكس مع قرب انتهاء فترة عمله موظفا حكوميا خاصا في إدارة الكفاءة الحكومية.
كانت مغادرة ماسك سريعة وغير رسمية. ووفقا لمصدر مطلع لم يُجرِ ماسك محادثة رسمية مع ترامب قبل إعلان مغادرته، وأضاف المصدر أن مغادرته اتُخذت "على مستوى كبار المسؤولين".
وفي حين لم تتضح ملابسات مغادرته الإدارة الأميركية، إلا أنه يغادر بعد يوم من انتقاده مشروع قانون الضرائب الضخم الذي طرحه ترامب، واصفا إياه بأنه مكلف للغاية وإجراء من شأنه أن يُقوض عمله مع إدارة الكفاءة الحكومية.
وقال مصدر مطلع إن بعض كبار مسؤولي البيت الأبيض، بمن فيهم ستيفن ميلر، نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض، انزعجوا بشكل خاص من هذه التعليقات، واضطر البيت الأبيض إلى الاتصال بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لتأكيد دعم ترامب للحزمة، بحسب رويترز.
بعد تنصيب ترامب، سطع نجم ماسك سريعا وظهر كقوة مؤثرة في الإدارة الأميركية واتسم بأنه متحرر من القيود التقليدية.
وخلال حملة ترامب الانتخابية قال ماسك إن إدارة الكفاءة الحكومية ستتمكن من خفض الإنفاق الاتحادي بما لا يقل عن تريليوني دولار. ووفقا للتقديرات الحالية للإدارة، فإن جهودها أسفرت عن توفير 175 مليار دولار حتى الآن، وهو رقم لم تتمكن رويترز من التحقق منه بشكل مستقل.
لكن بعد ذلك اصطدم ماسك بثلاثة من كبار أعضاء حكومة ترامب وهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير النقل شون دافي، ووزير الخزانة سكوت بيسنت. ووصف مستشار ترامب التجاري بيتر نافارو بأنه "أحمق".
وفي الوقت نفسه، بدأ ماسك يلمح إلى أن وقته في الحكومة سينتهي، بينما عبر في بعض الأحيان عن إحباطه لأنه لم يتمكن من خفض الإنفاق بشكل أقوى.
وفي مؤتمر لشركة تسلا في 22 أبريل، أشار إلى أنه سيقلص بشكل كبير عمله الحكومي للتركيز على أعماله الخاصة.
وقال ماسك لصحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع "وضع البيروقراطية الاتحادية أسوأ بكثير مما كنت أعتقد. ظننت أن هناك مشاكل، لكن من المؤكد أن تحسين الأمور في واشنطن معركة شاقة، على أقل تقدير".
كان من المقرر أن تنتهي فترة ماسك، التي استمرت 130 يوما، في 30 مايو تقريبا. وأكدت الإدارة أن جهود إدارة كفاءة الحكومة الاتحادية لإعادة الهيكلة وتقليص حجمها ستستمر.
وقال ماسك "مهمة إدارة كفاءة الحكومة الاتحادية ستكون أقوى بمرور الوقت، إذ ستصبح أسلوب حياة في الحكومة".
تمكن ترامب وإدارة كفاءة الحكومة من خفض القوة العاملة المدنية الاتحادية، والبالغ عددها 2.3 مليون موظف، بما يقارب 12 بالمئة أو 260 ألف موظف، وذلك من خلال تهديدات بالفصل والإقناع بالاستقالات الجماعية وعروض تقاعد مبكر، وهو ما خلصت إليه مراجعة أجرتها رويترز لعمليات مغادرة الأجهزة الحكومية.
وأثارت أنشطة ماسك السياسية احتجاجات، ودعا بعض المستثمرين ماسك إلى ترك عمله مستشارا لترامب وإدارة تسلا عن كثب.
ودافع ماسك، أغنى رجل في العالم، عن دوره باعتباره مسؤولا غير منتخب منحه ترامب سلطة غير مسبوقة لتفكيك أجزاء من الحكومة الأميركية.
وبعد أن أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم الحملة الرئاسية لترامب والجمهوريين الآخرين في العام الماضي، قال في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيخفض إنفاقه السياسي بشكل كبير.
وقال ماسك خلال منتدى اقتصادي في قطر "أعتقد أنني فعلت ما يكفي" .