شهد افتتاح معرض لوبورجيه الدولي للطيران والفضاء في باريس، اليوم الاثنين، توتراً دبلوماسياً بعد أن اتهمت إسرائيل الحكومة الفرنسية بإصدار تعليمات بإغلاق أجنحة عدد من شركاتها الدفاعية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن السلطات الفرنسية طلبت من منظّمي المعرض إغلاق أربعة من أبرز أجنحة شركات السلاح الإسرائيلية، بينها «رافائيل» و«إلبِت سيستمز» و«IAI» و«Uvision»، ووصفت الخطوة بأنها «فضيحة غير مسبوقة» ذات دوافع سياسية وتجارية، خاصة أنها تستهدف شركات تنافس الصناعات الفرنسية.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن القرار جاء بعد تجاهل تلك الشركات تعليمات أمنية فرنسية تقضي بإزالة نماذج لأسلحة هجومية أو تعتمد على الطاقة الحركية من معروضاتها. وقد فُصلت الأجنحة المغلقة بحواجز سوداء عن بقية أجنحة المعرض، بينما ظلت أجنحة إسرائيلية أخرى صغيرة الحجم ومقر وزارة الدفاع الإسرائيلية مفتوحة للزوار.
في المقابل، امتنع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، خلال كلمته الافتتاحية، عن التطرق إلى الجدل، مكتفياً بالدعوة إلى «أوربة» جهود صناعة الطيران والدفاع، بما يضمن عدم انفراد فرنسا بتحمّل الأعباء.
وقالت اللجنة المنظمة لمعرض لوبورجيه إنها تعمل على «إيجاد حل مرضٍ» للأزمة القائمة عبر محادثات مع جميع الأطراف المعنية.
على صعيد آخر، غاب العملاق الأميركي «بوينغ» هذا العام عن المعرض، بعدما قرر تقليص مشاركته على خلفية التحقيقات المتعلقة بتحطم طائرة «إير إنديا»، ما يعكس استمرار تداعيات أزماته الأخيرة المرتبطة بنموذج «737 ماكس» والسلامة الصناعية. وقد ألغى المدير التنفيذي للشركة، كيلي أورتبرغ، والمديرة التنفيذية للطائرات التجارية، ستيفاني بوب، زيارتهما المقررة.
في المقابل، حصدت «إيرباص» صفقات مهمة، أبرزها اتفاق مع شركة «AviLease» السعودية لتوريد 30 طائرة من طراز «A320neo» و10 طائرات شحن من طراز «A350F»، بقيمة تقديرية تبلغ 3.5 مليار دولار. كما أعلنت «إيرباص» عن صفقة جديدة مع شركة «الرياض للطيران» لشراء 25 طائرة من طراز «A350-1000».
ومن المتوقع أيضاً أن تعلن بولندا خلال المعرض عن صفقة تاريخية مع «إيرباص» لشراء نحو 47 طائرة «A220» لصالح شركة الطيران الوطنية «LOT»، ما يُعد جزءاً من إعادة ضبط العلاقات مع فرنسا.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض يُعد حدثاً رئيسياً لصناع الطيران والدفاع، ويأتي في وقت حرج تشهده المنطقة نتيجة المواجهة العسكرية بين «إسرائيل» وإيران، وما يرافقها من مخاوف على أمن الطيران وسلاسل الإمداد، في ظل قلق عالمي متزايد من سياسة الرسوم الجمركية الأميركية واحتمالات اضطراب التجارة الدولية.