تزامناً وتوترات "رفح".. الجنيه المصري يفقد تماسكه أمام الدولار
أدى تصاعد التوترات الجيوسياسية في غزة إلى تآكل الأثر الإيجابي لرفع تصنيف مصر الائتماني من قبل وكالة فيتش، إضافة إلى زيادة التدفقات الدولارية الناجمة عن صفقة رأس الحكمة ودفعات قرض صندوق النقد الدولي، ليتراجع الجنيه المصري في البنوك المحلية لمستويات قرب 48 جنيهاً مجدداً، جنباً إلى جنب والأداء الإيجابي لمؤشر الدولار الأميركي في سوق العملات اليوم الثلاثاء.
وبحسب تقارير دولية، فإن قوات الجيش الإسرائيلي باتت تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بعد قصف مكثف على عدة أحياء بالمناطق الشرقية لمدينة رفح الفلسطينية.
وتراجعت قيمة الجنيه أمام الدولار بين 5 و10 قروش، ليتراوح سعره بين (47.84 جنيه و48 جنيها للشراء) حتى 48.94 و48.1 جنيه للبيع في البنوك الرسمية، مقابل مستويات حول 47.8 جنيه قبل رفع التصنيف وتصاعد التوترات.
سعر الصرف الآن
وارتفع سعر صرف الدولار في غالبية البنوك الخاصة، ليسجل في مصرف أبوظبي الإسلامي 48 جنيها للشراء و48.1 جنيه للبيع، فيما سجل في كريدي أجريكول والأهلي الكويتي 47.89 جنيه للشراء و47.99 جنيه للبيع.
وفي البنك التجاري الدولي أكبر بنك خاص في مصر، ارتفع الدولار إلى 47.84 جنيه للشراء و47.94 جنيه للبيع.
فيما سجل في أكبر بنكين حكوميين البنك الأهلي المصري وبنك مصر 47.9 جنيه و47.85 جنيه للشراء على التوالي و48 جنيها و47.95 جنيه للبيع على التوالي، بينما بلغ 47.89 جنيه للشراء و48.02 جنيه للبيع في المركزي المصري.
وشهد سعر الصرف في مصر فجوة كبيرة بين السوق الرسمية والسوق الموازية، التي بلغ فيها قمته عند مستوى 70 جنيهاً للدولار، في وقت سابق من العام الجاري، قبل أن يتخلى عنها بعد الإعلان عن تدفقات دولارية جديدة لمصر، كان أولها إعلان الحكومة المصرية توقيع صفقة مع الإمارات لتطوير مشروع بمنطقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار، وتلته اتفاقيات تمويل مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي وآخرين.
اقرأ أيضاً- رهان الفائدة والبنوك.. أسواق أوروبا تتعافى مؤقتاً
تصاعد التوترات
وفي بيان رسمي للخارجية المصرية، أدانت فيه العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية وسيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، واعتبرت مصر هذا "التصعيد الخطير" يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني.
وحذرت مصر في البيان من أن العملية الإسرائيلية في رفح تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة.
ووافقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الاثنين على اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة قدمته مصر وقطر، لكن إسرائيل قالت: "إن الشروط لا تلبي مطالبها ومضت قدما في ضربات على رفح بينما تخطط لمواصلة المفاوضات حول الاتفاق".
رفع التصنيف
وأرجعت وكالة فيتش قرارها برفع النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري على خلفية "انخفاض مخاطر التمويل الخارجي على المدى القريب بشكل ملحوظ" بسبب صفقة "رأس الحكمة" مع الإمارات، والانتقال إلى سياسة سعر صرف مرنة، وتشديد السياسة النقدية.
وذلك بالإضافة إلى التمويل الإضافي من المؤسسات المالية الدولية وعودة تدفقات غير المقيمين إلى سوق الدين المحلية، بحسب وكالة التصنيف الائتماني.
وفي غضون ذلك تلاشى التأثير الإيجابي لرفع تصنيف مصر الإئتماني، ومنذ أيام عدلت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، النظرة المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية.
تدفقات دولارية
وتترقب مصر الحصول على الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة، بقيمة تقترب من 20 مليار دولار خلال الأيام المقبلة.
ورغم التدفقات التدفقات الدولارية، تتحمل مصر الضرر الأكبر جراء الصراع في منطقة البحر الأحمر، الذي تسبب في تراجع إيرادات قناة السويس، بما يزيد على 50%، بحسب رئيس الحكومة مصطفى مدبولي.