
وأوضح "يوروستات"، في تقرير، الثلاثاء، أن معدل التضخم السنوي في دول المنطقة (20 دولة)، تباطأ من مستوى 5.3% في يوليو السابق.
وعلى أساس شهري، ارتفع معدل التضخم بنسبة 0.5% في أغسطس، مقابل انخفاض 0.1% في الشهر السابق له.
وارتفع التضخم الأساسي -الذي يستثني بعض البنود من بينها الغذاء والطاقة- بنسبة 5.3% على أساس سنوي، فيما زاد بنسبة 0.3% على أساس شهري.
وحسب البيانات، فإن التضخم في منطقة اليورو شهد تباطؤا في العام الحالي، بعد أن سجل ذروته في أكتوبر 2022 عندما سجل 10.6%.
وتأثرت اقتصادات منطقة اليورو من التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، والتي تسببت في ارتفاع مستويات التضخم العالمي وتزايد أسعار السلع والطاقة إلى مستوى قياسي.
ولجأت البنوك المركزية حول العالم إلى سياسات رفع الفائدة في محاولة لكبح جماح التضخم الذي وصل لأعلى مستوى منذ عقود.
وتوقع البنك المركزي الأوروبي أن يبلغ متوسط التضخم في منطقة اليورو 5.6% في عام 2023، و3.2% في عام 2024، و2.1% في عام 2025.
وفي وقت سابق اليوم، قال فرانسوا فيليروي دي غالو، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إن البنك سيبقي أسعار الفائدة عند 4% ما دامت هناك حاجة لكبح التضخم، مشيراً إلى أنه لا يفضل أي زيادات مستقبلية في أسعار الفائدة في هذه المرحلة.
وفي مقابلة مع تلفزيون "بي إف إم" اليوم الثلاثاء، أضاف فيليروي: "نظراً للوضع الحالي؛ نرى أن أسعار الفائدة عند مستوى جيد. وبصرف النظر عن أي مفاجآت؛ نحن عمليون وننظر إلى كيفية تطور التضخم، وعلينا الآن التحلي بالصبر والثبات".
وأضاف: "نتناول جرعة مناسبة من الدواء، لكن علينا الاستمرار في ذلك لفترة طويلة بما يكفي لحين تباطؤ التضخم".
وتأتي هذه التصريحات بعد أن رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة العاشرة على التوالي، على الرغم من معارضة المسؤولين الأكثر حذراً.
وأوضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، أنها لا تستطيع تحديد ما إذا كانت أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها أم لا، فيما أكد زملاؤها الأكثر تشدداً منذئذ أن هذا الرفع ربما لا يكون الأخير.
وأشار فيليروي إلى أن "أسعار الفائدة مستقرة حالياً، لكنني لن أصرح بأي شيء يتعلق بمدى استمرارية هذا المستوى".
وأضاف: "نحن عمليون جداً، وننظر إلى كيفية تطور المرض، أقصد التضخم، حيث تظهر علامات أولية مشجعة. لكن مع انحسار المرض وتلاشيه يوماً ما؛ وهذا يعني العودة إلى معدل 2%، سنتوقف عن تناول الدواء، وحينها يمكن أن يُخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة. لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، ولذا ينبغي التحلي بالصبر".
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من تحديث بنك فرنسا، الذي يرأسه فيليروي، لتوقعات الاقتصاد الكلي، التي أظهرت نمواً في معدلات التضخم للعامين الجاري والمقبل. لكن التوقعات الخاصة بالقراءات الأساسية الأضعف التي ركز عليها البنك المركزي الأوروبي، خُفضت مؤخراً.