ارتفعت الاستثمارات الصينية في الخارج خلال الأشهر الأولى من رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، مع توسع مصانعها في الخارج في مواجهة التهديدات الناجمة عن التعريفات الجمركية الأميركية.
ووفق تقرير لوكالة «بلومبرغ» زادت الشركات الصينية أصولها الدولية بنحو 48 مليار دولار أميركي في الربع الأول، بحسب البيانات الأولية الصادرة عن إدارة الدولة للنقد الأجنبي يوم الجمعة، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 28% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وقال التقرير إن البيانات تُلقي الضوء على كيفية تعامل الشركات الصينية مع المراحل الأولى من حرب الرسوم الجمركية التي شنها ترامب هذا العام، فبينما تجد الشركات الصينية نفسها عالقة بين المنافسة الشرسة في الداخل والمخاطر المتزايدة للحصار التجاري، تُعزز حضورها في الخارج سعياً لتخفيف حدة التوترات من خلال خلق فرص عمل وفرص اقتصادية في الأسواق الخارجية.
وحاول ترامب بدوره استغلال محادثات التجارة للضغط على دول من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا لكبح جماح تجارتها مع بكين، وقد يشمل ذلك فرض قيود على استثماراتها وقيود أخرى تهدف إلى منع الصين من تصدير طاقتها الصناعية الفائضة.
في غضون ذلك، عززت بكين الرقابة على الاستثمارات الخارجية للشركات المحلية بعد أن ضغطت تدفقات رأس المال الخارجية القياسية على اليوان، كما اتخذت خطوات لتقييد استثمارات الشركات المحلية في الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكرته «بلومبرغ» الشهر الماضي.
تُظهر شركة (CK Hutchison Holdings) الصينية مدى صعوبة البيئة التي يمكن أن تكون عليها الشركات التي وقعت في مرمى النيران، فقد وافقت المجموعة التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها على بيع 43 ميناءً، بما في ذلك ميناءان في بنما، إلى كونسورتيوم تقوده شركة بلاك روك مقابل 19 مليار دولار من العائدات النقدية في مارس.
وقد أثارت الصفقة غضب الصين، التي طلبت من الشركات المملوكة للدولة وقف أي تعاون جديد مع الشركات المرتبطة بـلي كا شينغ، وعائلته، حسبما أفادت «بلومبرغ» .
وأظهرت بيانات هيئة الأوراق المالية الصينية أن المستثمرين الأجانب حولوا 14.7 مليار دولار إلى الصين في الربع الأول من العام الجاري، وهو ما يمثل قفزة بنسبة تزيد على 32% عن العام الماضي.
وقد حاولت بكين التودد إلى الشركات الدولية، حيث وعد الرئيس الصيني شي جين بينغ قادة الأعمال العالميين في مارس، بتحسين الوصول إلى الأسواق ومعالجة التحديات التي تواجههم في العمل في الصين.