الخميس 27 مارس 2025 ص
بات شهر رمضان الكريم اختباراً صعباً لقدرة الأسر في العديد من الدول العربية على التكيّف مع ارتفاع الأسعار، إذ تحولت مائدة الإفطار إلى معادلة صعبة بين الضروريات والميزانية المحدودة في ظل تآكل القدرة الشرائية.
فمن يملك نحو 7 دولارات ستتمكن أسرته المكونة من نحو 3 أفراد على الأقل من الحصول على وجبة إفطار بشهر رمضان في ليبيا، غير أن تلك القيمة تصعد قليلاً، وتسجل 10 دولارات في مصر ونحو 15 دولارا بكل من المغرب والجزائر و40 دولاراً بسوريا.
تلك الأرقام التقديرية لوجبة إفطار «رمضان» الرئيسة أدلى بها 6 خبراء اقتصاد في دول ليبيا ومصر والمغرب والجزائر وسوريا، في أحاديث منفصلة لـ«إرم بزنس»، موضحين أن الاختلاف طبيعي ومتوقع، ويرجع إلى أسباب عديدة بينها قوة العملة المحلية أمام الدولار والتضخم.
وفق رئيس منتدى بنغازي للتطوير الاقتصادي والتنمية، المحلل الاقتصادي، خالد بوزعكوك، لـ«إرم بزنس»، فإن وجبة إفطار رمضان متوسطة لعائلة متكونة من 3 أشخاص تصل إلى 50 ديناراً ليبيا وبسعر السوق الموازي تصبح بين 7 دولارات و7 دولارات ونصف الدولار.
بوزعكوك أوضح أن «كل شيء مرتبط في ليبيا بسعر الدولار الذي يحدد ثبات وتقلبات الأسعار، خاصة أن ليبيا تعتمد على الغذاء عبر الاستيراد من الخارج بنسبة 90%».
وكشفت بيانات ليبية رسمية حديثة عن ارتفاع معدل التضخم في ليبيا إلى 2.7% خلال الربع الثالث من العام 2024، مقارنة بـ2.0% في الربع الثاني من العام نفسه.
مديرة المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى بمصر، هدى الملاح، قالت لـ«إرم بزنس»، إن متوسط وجبة إفطار رمضان للأسرة المصرية تبلغ قيمته 500 جنيه بما يوازي 10 دولارات، لافتة إلى أنه في رمضان يزداد الطلب، ولا سيما مع تزايد شراء الاحتياجات لأسباب كثيرة من التخزين وأعمال الخير؛ وبالتالي نرى ارتفاع الأسعار.
وكان التضخم بلغ قمة قياسية في فبراير 2024 عند 36%، بحسب بيانات مركز الإحصاء المصري، قبل أن يبدأ رحلة تراجع تدريجي ليصل إلى 23.2% في يناير الماضي.
ووفق رئيس المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة، الخبير الاقتصادي رشيد الساري، لـ«إرم بزنس»: فإن الحد الأدنى لوجبة إفطار رمضان بالمغرب للفرد 20 درهماً، بينما وجبة العائلات تقريبا تسجل 100 درهم (10 دولارات) بالحد الأدنى والمتوسط قد يصل إلى 15 دولاراً، وربما 20 دولارا للأسر الميسورة قليلاً.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية، المحرك الرئيس للتضخم في المغرب، 0.8% والمواد غير الغذائية 1.2%، وفق تقديرات المندوبية السامية للتخطيط بالبلاد يناير الماضي، وتوقع بنك المغرب (البنك المركزي) أن يبلغ التضخم 1% في المتوسط في 2024 قبل أن يرتفع 2.4% في 2025.
وبحسب المحاضر في العلوم الاقتصادية بجامعة ابن خلدون والخبير المالي، عبد الرحمن عية، الذي تحدث لـ«إرم بزنس»، فإن سعر وجبة الإفطار للفرد على الأقل تسجل ما بين 2 و3 دولارات نحو 450 ديناراً بالسعر الحر، ودون 300 دينار، وبالمتوسط نحو 6 دولارات.
بدوره، قدّر الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة ورقلة في الجزائر، سليمان ناصر، لـ«إرم بزنس»، متوسط سعر وجبة إفطار رمضان لنحو 3 أفراد بالبلاد إلى ما بين 2000 و3000 دينار بما يقابل نحو 15 دولارا إلى 22 دولاراً.
وأشار إلى أن «الاختلافات في قيم أسعار وجبات الإفطار بين الدول العربية يعود إلى حسب قوة العملة ومستوى التضخم، وكل شيء يفرق كثيراً».
وسجل معدل التضخّم في الجزائر خلال ديسمبر 2024 حوالي 4.9% وفق أرقام الديوان الوطني للإحصائيات.
رئيس قسم الاقتصاد بجامعة دمشق عبد القادر عزوز، قال لـ«إرم بزنس»، إن وجبة إفطار رمضان لأسرة مكونة من 5 أفراد تسجل أكثر من 400 ألف ليرة بما يوازي في السوق الموازي نحو 40 دولاراً.
وأكد أن تحسن سعر الصرف للعملة المحلية أمام الدولار يكون من خلال زيادة الإنتاج والاستثمارات وبيئة أمنية مستقرة، لافتاً إلى أن ارتفاع الوجبة نتاج ما سبق وقيمة العملة وفرقها أمام الدولار.
وبلغ معدل التضخم في سوريا 28.8% في نوفمبر الماضي على أساس سنوي، وهو أدنى من 146.9% المسجل في الفترة ذاتها من السنة السابقة، في حين بلغ التضخم العام 67.4% في الفترة بين ديسمبر 2023 وحتى نوفمبر 2024، وفق أول بيان للتضخم صادر عن المصرف المركزي بعد سقوط نظام بشار الأسد.
