وقال التقرير السنوي الذي يظهر النشاطات المصرفية والذي أعدته مجموعة من المنظمات غير الربحية، بما في ذلك Rainforest Action Network، إن البنوك قدمت 673 مليار دولار لتمويل صناعة الوقود الأحفوري العام الماضي، بينما قدمت البنوك الكندية حصة متزايدة من الأموال، على الرغم من أن المقرضين الأميركيين لا يزالون اللاعب المهمين.
وكان بنك رويال بنك أوف كندا، أكبر ممول لمشاريع الوقود الأحفوري في عام 2022.
وبحسب التقرير انخفض إجمالي التمويل في عام 2022 من 801 مليار دولار في 2021، وذلك بسبب الظرف الجيوسياسية والاقتصادية غير العادية، وليس التحولات في السياسة المصرفية.
وقال مدير الأبحاث في شبكة Rainforest Action Network، إبريل ميرلو، والمؤلف الرئيس للتقرير، لمجلة بارونز، إنه لا يوجد شيء يؤدي للاعتقاد بأن البنوك تقرض أقل لأنها اتخذت قرارا استباقيا بتمويل أقل، وفي حال كانت البنوك قد سنت سياسات مناخية صارمة في عام 2021، كان من المتوقع أن يكون التغير أكبر بكثير في حجم التمويلات.
لا يوجد أي إشارات على خفض البنوك لتمويلات الوقود الأحفوريمدير الأبحاث في شبكة Rainforest Action Network إبريل ميرلو
وحققت شركات النفط الكبرى، أرباحا قياسية في عام 2022، بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كان لديهم الكثير من الأموال مما أدى إلى خفض الحاجة للجوء للبنوك.
وفي نفس الوقت فإن ارتفاع أسعار الفائدة جعل الاقتراض أقل جاذبية، حيث غيرت العوامل الجيوسياسية والاقتصادية ما كانت تفعله شركات الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتها الرأسمالية في عام 2022، وفقا لميرلو.
وفي نفس الوقت انضم العديد من البنوك إلى تحالف الحياد الصفري المصرفي، وتعهدت بمواءمة محافظ الإقراض والاستثمار لديها بهدف تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وعلى الرغم من ذلك تواجه البنوك انتقادات بأنها لا تفعل ما يكفي لخفض التمويل للفحم وشركات النفط والغاز.
وقالت عضوة الكونغرس رشيدة طليب، إن هذا التقرير يوضح أن التزامات صافي الصفر للبنوك لا تتناسب مع تعهداتهم.
ورصد التقرير في عامه الربع عشر، تمويل الوقود الأحفوري من أكبر 60 بنكا في العالم، بما في ذلك صفقات القروض والاكتتاب في السندات والأسهم.
وقال المؤلفون: "تحليلنا.. يظهر أنه على الرغم من لغتها الصفرية الصافية، فإن سياسات البنوك يمكن أن تفعل المزيد للتوافق مع الالتزامات العالمية".
التزامات البنوك للوصول للحياد الصفري لا تتفق مع تعهداتهمعضوة الكونغرس رشيدة طليب
وكان بنك La Banque Postale الفرنسي المملوك للدولة، البنك الوحيد المذكور في التقرير الذي التزم في تمويل شركات النفط والغاز، وكان البنك قد قال في عام 2021 أنه سيتوقف عن تقديم الخدمات لقطاعي النفط والغاز بحلول عام 2030.
وبحسب التقرير فإن رويال بنك أوف كندا كان أكبر ممول للوقود الأحفوري العام الماضي، حيث قدم 42.1 مليار دولار، بزيادة عن تمويله لعام 2021 الذي بلغ 40.4 مليار دولار.
وقال مسؤول في البنك يدعى أندرو بلوك لبارونز، أن التقرير والاستنتاجات لا تقيس التقدم المحرز في تحقيق أهداف البنك المناخية، مؤكدا أن البنك واثق من استراتيجيته المناخية.
ومنذ توقيع اتفاقية باريس التاريخية بشأن تغير المناخ- وهي اتفاقية عالمية للحد من الانبعاثات الخطيرة التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض- في عام 2016، قدمت رويال بنك أوف كندا تمويلا بقيمة 253.9 مليار دولار، وفقا للتقرير.
رويال أوف كندا بنك كان أكبر بنك ممول للوقود الأحفوري في عام 2022تقرير نشاط المصارف
وأوضح ميرلو أنه خلال السنوات الأخيرة زادت البنوك الكندية حصتها من التمويل من حوالي 10.20 % في عام 2020 و 17.15 % في عام 2021، إلى 20.47 عي عام 2022، موضحة أن البنوك الكندية تمول الجزء الأكبر من إنتاج رمال القطران والتوسع.
وتعتبر رمال القطران الكندية، والمعروفة أيضا باسم الرمال النفطية، أكبر مخزون من النفط الخام على هذا الكوكب. وهي مزيج من الرمل والماء والطين ونوع من الزيت الثقيل يسمى البيتومين، وفقا للجمعية الكندية لمنتجي البترول.
وعلى الرغم من توسع دور كندا، وجد التقرير أن البنوك الأميركية تواصل هيمنتها على تمويل الوقود الأحفوري، حيث شكلت 28.45 % من الإجمالي في عام 2022.
وكان بنك جي بي مورغان الذي يعد أكبر بنكا أميركيا، الممول الأكبر في العالم للوقود الأحفوري على أساس تراكمي منذ 2016 وفقا للتقرير.
وقدم البنك تمويلا بقيمة 39 مليار دولار في عام 2022، ليصل إجمالي تمويله منذ عام 2016 إلى 434 مليار دولار. وكان بنك جي بي مورغان أيضا أكبر ممول بين البنوك الأمريكية في عام 2022.
وفي بيان عبر البريد الإلكتروني تم إرساله إلى بارونز، قال بنك جي بي مورغان إنه يوفر التمويل عبر قطاع الطاقة ويزيد تمويله للطاقة النظيفة بهدف توفير تريليون دولار للجهود الخضراء بحلول عام 2030.
ولا يزال كل من بنك سيتي غروب، وويلز فارغو وبنك أوف أميركا من بين أكبر خمسة ممولين للوقود الأحفوري منذ عام 2016 حتى 2022، وفقا للتقرير.
وامتنع بنك أوف أمريكا وسيتي عن التعليق. بينما قال بنك ويلز فارغو إن تغير المناخ قضية حاسمة مشيرا إلى التزامه بدعم العملاء في كل من الطاقة التقليدية ومصادر الطاقة المتجددة لتسهيل الانتقال المنظم بعيدا عن الوقود الأحفوري.
اتفق العديد من الدراسات العلمية والهيئات السياسية على أن العالم بحاجة إلى خفض انبعاثات الكربون بمقدار النصف بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050 للحفاظ على الاحترار العالمي تحت العتبة الرئيسية البالغة 1.5 درجة مئوية.