
ووقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التركي أردوغان، على الإعلان المشترك للاجتماع الثاني لمجلس التعاون رفيع المستوى بين الجزائر وتركيا.
وعلى هامش هذه الزيارة، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الأناضول التركية، ومذكرة تفاهم أخرى بين وكالة الفضاء الجزائرية ووكالة الفضاء التركية للتعاون في مجال استخدام علوم وتكنولوجيات وتطبيقات الفضاء للأغراض السلمية.
كما تم التوقيع على اتفاقية تجارية بين شركتي سوناطراك وبوتاش التركية فيما يخص عقد شراء وبيع الغاز الطبيعي المسال وذلك إلى جانب بروتوكول تعاون في مجال الأرشيف، واتفاقية توأمة بين المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الحروق الكبرى بمدينة زرالدة في ولاية الجزائر، ومستشفى مدينة باشاك شهير بإسطنبول.
وعلاوة على ذلك، تم التوقيع على إعلان وزاري مشترك حول نية التوقيع على اتفاق التجارة التفاضلي الجزائري التركي، واتفاق تعاون في مجال حماية المستهلك وملاحظة الأسواق وتفتيشها ومراقبة نوعية المنتجات والخدمات.
كما وقع الجانبان على مذكرة تفاهم في مجال البيئة، واتفاق حول الإنتاج السينمائي المشترك، وبروتوكول تعاون في مجال المنح الدراسية للتعليم العالي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التشريفات.
ووصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في مؤتمر صحفي مشترك مع رجب طيب أردوغان، زيارة الأخير بأنها "استحقاق هام في مسار العلاقات بين الجزائر وتركيا بالرغم من الظروف الخاصة والاستثنائية التي تطبع الأوضاع الحالية على المستوى الإقليمي والدولي".
وقال تبون: " لقاؤنا اليوم كان فرصة ثمينة تطرقنا من خلاله للعلاقات الثنائية بصورة عامة والإنجازات التي حققناها معا. علاقتنا قوية وذات آفاق مفتوحة للمزيد من التعاون بالنظر للإرادة السياسية الصادقة في الجزائر وتركيا".
وتوقع تبون، أن يتجاوز حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا، 6 مليارات دولار بنهاية العام الحالي، بعدما بلغ أكثر من 5 مليارات دولار العام الماضي.
وكشف تبون، أن الجزائر تعد الوجهة الأولى للاستثمارات التركية في إفريقيا، كما تعد الشريك التجاري الثاني لتركيا في القارة السمراء.
من جهته، أشاد أردوغان، بمستوى العلاقات بين بلاده والجزائر، مبرزا وجود نية مشتركة لإضافة مصطلح "استراتيجي" إلى تسمية مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.
وأعرب أردوغان، عن أمله ببلوغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى أكثر من 10 مليارات دولار في المنظور القريب، مؤكدا أن تركيا ستسعى جاهدة لزيادة استثماراتها في الجزائر.
وفي وقت سابق اليوم، قال سفير تركيا لدى الجزائر، محمد مجاهد كوجك يلماز، إن حجم التجارة الثنائية مع الجزائر بلغ 5.3 مليارات دولار خلال العام الماضي، مؤكدا عزم البلدين على رفع الرقم إلى 10 مليارات دولار.
وأكد السفير التركي أن العلاقات بين البلدين تطورت بعد تحرر الأخيرة من الاستعمار الفرنسي، وبدأت تحقق أرقام تجارة صاعدة، تتجه لمزيد من النمو بفعل تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتوقيع اتفاقيات مشتركة.
وأضاف: "الجزائر مرت بمرحلة مؤلمة خلال سنوات الحرب الأهلية بين عامي 1992 و2002، إلا أنها تمكنت من تضميد الجراح بسرعة، وأصبحت فاعلا مهما في الساحتين السياسية والاقتصادية".
وذكر كوجك يلماز أن الاستثمارات التركية في الجزائر تتجاوز اليوم 6 مليارات دولار.
بينما بلغ حجم التجارة بين تركيا والجزائر 5.3 مليارات دولار عام 2022، وأضاف: "نتوقع أن يتجاوز الرقم 6 مليارات دولار في 2023".
وأضاف: "كما نعمل مع الجزائر على الوصول إلى حجم تجارة ثنائي يبلغ 10 مليارات دولار في أقرب وقت ممكن، وهو الهدف الذي حدده رئيسا البلدين التركي رجب طيب أردوغان، والجزائري عبد المجيد تبون".
كوجك يلماز ذكر أنه بدأ ممارسة مهامه الرسمية بالجزائر بداية سبتمبر الماضي، وقال: "لدينا العديد من الخطوات التي يتعين علينا اتخاذها، وأهمها تنفيذ اتفاقية تحفيز الاستثمار المتبادل بين البلدين".
وأشار إلى أنه من المتوقع تجديد الاتفاقية بين الشركة الوطنية الجزائرية للنفط والغاز (سوناطراك) وشركة خطوط أنابيب البترول التركية "بوتاش".
وشركة "بوتاش" عمومية تركية تختص بتزويد السوق التركي بالغاز، حيث تقوم سوناطراك بتزويدها بالغاز الطبيعي منذ 1988، لا سيما عبر مرفأ مرمرة.
وينص العقد الحالي الموقّع بين "سوناطراك" و"بوتاش" على رفع حجم صادرات الغاز الجزائري إلى تركيا لنحو 5.4 مليارات متر مكعب سنويا، بدلا من 4.4 مليارات متر مكعّب المتضمنة في العقد السابق.
وأوضح السفير التركي أن هناك أكثر من 10 اتفاقيات، بعضها يتعلق بالبعد الاقتصادي وبعضها بالبعد الثقافي، منها افتتاح فرع لبنك الزراعة التركي، ومدرسة لمؤسسة المعارف الوقفية ومركزًا ثقافيًا تركيًا (معهد يونس أمره) بالجزائر.
وأشار كوجك يلماز إلى أن الجزائر بالنسبة لتركيا بمثابة بوابة كبيرة إلى إفريقيا، وأن تركيا بالنسبة للجزائر بوابة إلى آسيا الوسطى وشرق آسيا.
وقال: "عندما أنظر إلى الجزائر، أرى بلدًا لديه شيء تقريبًا من كل شيء في العالم، بمعنى آخر، فالجزائر بلد غني بالموارد المعدنية والغاز الطبيعي والنفط".
وأضاف: "إنه بلد قادر على إنتاج جميع أنواع الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية، كما لديه صحراء شاسعة، وموارد تعد الأكبر في العالم من المياه الجوفية تحت الصحراء".
وذكر أن رواد الأعمال الأتراك مهتمون بالاستثمار في الجزائر، وتحقيق أرباح مهمة بالتعاون مع الإخوة في الجزائر، وكذلك التعاون مع النظراء في الجزائر من أجل التصدير المشترك إلى بلدان أخرى".