ًكشفت مصادر تجارية أن صادرات النفط الخام السعودية إلى الصين سترتفع في أغسطس 8.5% إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين، في وقت تسعى فيه المملكة لاستعادة حصتها السوقية لدى أكبر مستورد في العالم، وفق وكالة «رويترز».
وأظهر إحصاء لمخصصات شركات التكرير الصينية أن شركة «أرامكو السعودية» ستشحن حوالي 51 مليون برميل إلى الصين في أغسطس المقبل، بمعدل 1.65 مليون برميل يوميا.
وتمثل هذه الكمية زيادة بنحو 4 ملايين برميل عن الكميات المخصصة لشهر يوليو الجاري، كما أنها الأعلى منذ أبريل 2023، وفقا لبيانات «رويترز» و«كبلر».
وذكرت المصادر أن شركة التكرير الحكومية «سينوبك» الصينية ستتسلم المزيد من الخام في أغسطس.
وتعمل أكبر شركة تكرير في آسيا على زيادة أنشطتها بعد الانتهاء من أعمال صيانة في عدة وحدات في الربع الثاني.
وأشارت المصادر التجارية إلى أن مخصصات المصافي الصينية الأخرى ظلت من دون تغيير عن الشهر السابق.
ورفعت السعودية يوم الأحد، الأسعار لأغسطس للمشترين في آسيا وأوروبا بأكثر من دولار واحد للبرميل، في وقت من المتوقع فيه أن يرتفع الطلب المحلي على النفط الخام، ما سيقلل الصادرات. ومن المرجح أيضا أن يزداد الاستهلاك الصيني.
وطلبت شركات تكرير آسيوية بالفعل المزيد من إمدادات الخام الفورية للتحميل في أغسطس وسبتمبر من منتجي الشرق الأوسط بعد قفز العلاوات الفورية في يونيو بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل.
تأتي زيادة الإمدادات للصين في أعقاب اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائها، في ما يعرف بتحالف «أوبك+»، على زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس ضمن خطط التحالف لإلغاء تخفيضات طوعية سابقة للإنتاج.
ومع زيادات أغسطس يكون «أوبك+» قد ضخ 1.918 مليون برميل يومياً منذ أبريل، ما يبقي 280 ألف برميل يومياً فقط من الخفض البالغ 2.2 مليون برميل يومياً.
وعلاوة على ذلك سمح التحالف للإمارات بزيادة إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يومياً.
ويضخ «أوبك+» نحو نصف النفط العالمي، وقلص الإنتاج منذ عام 2022 لدعم السوق، لكنه سلك اتجاهاً مغايراً هذا العام لاستعادة حصته في السوق وسط دعوات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمجموعة بضخ المزيد للمساعدة في إبقاء أسعار البنزين منخفضة.
خفّضت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال السنوات الأربع المقبلة، في ظل مؤشرات على تباطؤ اقتصادي في الصين.
ورغم هذا الخفض قصير الأجل، رفعت «أوبك» توقعاتها على المدى الطويل، مستشهدة بتزايد احتياجات الطاقة في الدول النامية.
وتتوقع المنظمة أن يرتفع هذا الطلب إلى 106.3 مليون برميل يومياً في عام 2026، ويواصل الصعود ليصل إلى 111.6 مليون برميل يومياً بحلول عام 2029.