تراجعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، في ظل تقييم المستثمرين لتأثير الزيادة غير المتوقعة في مخزونات الخام الأميركية، رغم استئناف الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر وتوقعات بانخفاض إنتاج النفط في الولايات المتحدة.
فقد انخفضت العقود الآجلة لخام «برنت» بمقدار 20 سنتاً أو 0.29% لتسجل 69.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 17 بتوقيت غرينيتش، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 24 سنتاً أو 0.35% إلى 68.09 دولار للبرميل.
وأفادت «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية (EIA)، الأربعاء، بأن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 7.1 مليون برميل لتصل إلى 426 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.1 مليون برميل. وفي المقابل، تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
ورغم الضغوط الناتجة عن ارتفاع المخزونات، حدّت من تراجع الأسعار عودة التوترات في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، حيث استؤنفت الهجمات الأسبوع الماضي بعد فترة من الهدوء النسبي. وأُسندت تلك الهجمات، بحسب مصادر، إلى جماعة الحوثيين.
وكانت مهمة إنقاذ جارية، الأربعاء، لإغاثة طاقم سفينة شحن غرقت إثر هجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص، في هجوم تبنّاه الحوثيون.
دعمت الأسعار أيضاً توقعات جديدة من وكالة الطاقة الأميركية، أصدرتها الثلاثاء، تشير إلى أن إنتاج النفط الأميركي سيكون أقل من المتوقع في عام 2025، بعدما دفع انخفاض الأسعار عدداً من المنتجين المحليين إلى تقليص نشاطهم.
في سياق موازٍ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي من هذا المعدن الحيوي المستخدم في السيارات الكهربائية، والمعدات العسكرية، وشبكات الكهرباء، وسلع استهلاكية أخرى.
وجاءت هذه الخطوة في وقت قرر فيه ترامب تأجيل تطبيق بعض الرسوم الجمركية حتى الأول من أغسطس، ما أعطى بصيص أمل للشركاء التجاريين بإمكانية التوصل إلى تسويات، وإن ظلت الشركات الأميركية في حالة من عدم اليقين بشأن المرحلة المقبلة.
على صعيد الإمدادات، يستعد تحالف «أوبك+» لزيادة كبيرة في الإنتاج بدءاً من سبتمبر، حيث من المقرر إنهاء التخفيضات الطوعية لثمانية أعضاء ورفع حصة إنتاج الإمارات، وفقاً لخمسة مصادر مطلعة. وكان التحالف قد أعلن يوم السبت زيادة في المعروض بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس.
وقال سُوبرو ساركار، رئيس قطاع الطاقة في بنك «دي بي إس» لرويترز إن أسعار النفط أظهرت «تماسكاً مفاجئاً» رغم تسارع وتيرة زيادة الإمدادات من «أوبك+».
من جهته، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، الأربعاء، أن الأسواق تستوعب زيادات الإنتاج دون أن يؤدي ذلك إلى تراكم في المخزونات، في إشارة إلى وجود طلب قوي. وأضاف: «يمكنكم ملاحظة أنه، رغم الزيادات في الأشهر الماضية، لم نشهد ارتفاعاً كبيراً في المخزونات، ما يعني أن السوق كانت بحاجة لتلك البراميل».