logo
طاقة

هل تتجاوز أوروبا نقص الغاز في فصول الشتاء المقبلة؟

هل تتجاوز أوروبا نقص الغاز في فصول الشتاء المقبلة؟
تاريخ النشر:6 يوليو 2023, 03:44 م
مر فصل الشتاء الماضي بسلاسة، على الرغم من انخفاض واردات الغاز الروسي من 146 مليار متر مكعب في عام 2021، إلى 65 ملياراً  في عام 2022.

فارتفاع الإمدادت عبر أنابيب الغاز من النرويج والمملكة المتحدة وأذربيجان، إضافة إلى شحن الغاز الطبيعي المسال بالبواخر، وخصوصا الغاز الأميركي، تعوّض جزئياً انخفاض إمدادات روسيا، الذي كان أكبر مزود للاتحاد الأوروبي وفقاً لما أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

وعلاوة على ذلك، وبفضل الطقس المعتدل والجهود التي بذلها الأفراد والشركات، للحد من الاستهلاك، كان مستوى المخزونات في نهاية الشتاء الماضي، أعلى بمرتين مما كان عليه في عام 2022 ، وفقا  لدراسة أجرتها شركة "كيرني".

ولكن هذا لا يعني أن مسألة الإمدادات قد  انتهت بالنسبة للعام 2023. وجاء في مذكرة حديثة لكابيتال إيكونوميكس أنه "يجب على أوروبا أن تتجنب التوقف عند انتصاراتها، وأن تقوم بتكوين مخزونات قبل الشتاء".

ومن المتوقع أن ينتعش الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا هذا العام بنسبة 9%، وخلال نفس الفترة، من المتوقع حدوث انخفاض بنسبة 20% في الواردات عبر خطوط أنابيب الغاز، ويرجع ذلك أساساً إلى انخفاض مشتريات الغاز الروسي وانخفاض الإنتاج المحلي، ولا سيما إغلاق المواقع في هولندا.

ولكن خبراء كابيتال إيكونوميكس اعتبروا أنه "نظراً لأهمية حجم المخزونات وضعف الطلب، لا نخشى بعد ارتفاعاً جديداً في الأسعار" .

وفي عام 2022، تضاعفت فاتورة الغاز في أوروبا ثلاث مرات تقريباً، أي بزيادة قدرها أكثر من 220 مليار يورو مقارنة بعام 2021. وكان الصندوق المرجعي الأوروبي الذي قفز في أغسطس 2022، إلى أكثر من 340 يورو لكل ميغاواط / ساعة، اقترب منذ شهرين من أسعار العقد السابق، أي بزيادة 30 يورو تقريباً.

وأشار أوليفييه سوبا، الشريك في "كيرني"  إلى أن السعر سيرتفع مثل كل عام مع اقتراب فصل الشتاء، ولكن نقطة البداية اليوم أقل مما كانت عليه قبل عام .

ومن المتوقع أن يرتفع المعروض من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 7% بفضل وصول وحدات عائمة لإعادة تحويل الغاز إلى شمال أوروبا. ويضيف سوبا: "بين مستوى السعر المنخفض نسبياً، والمخزونات الأعلى من العام الماضي، والقدرة المتزايدة للدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال والبنية التحتية للواردات الأوروبية، لا نرى أي إشارات سلبية اليوم". والمجهول الكبير من الآن ونهاية ديسمبر هو مستوى واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال.

ويلاحظ خبير الطاقة أن "ديناميكية الانتعاش الصناعي في الصين والظروف الجوية، قد تحوّل أسواق الغاز من حالة تهدئة إلى حالة  توتر". 

واعرب هذا الخبير عن تفاؤله بالنسبة للسنوات القليلة المقبلة. ورأى أن بين الولايات المتحدة وقطر وإفريقيا (موزمبيق والجزائر ومصر وليبيا ربما..)، ستكون إمدادات الغاز كافية للاحتياجات الأوروبية. وسيكون للاتحاد الأوروبي الآن، بعد أن كان يعتمد بشدة قبل حرب أوكرانيا على مورد واحد، أي روسيا، أصبح لديه الآن إمدادات أكثر تنوعاً، وخاصة أن قدرتها على الاستيراد ستزداد بلا شك بأكثر من 70% بحلول عام 2030. وهذا سيوفر لها مرونة كبيرة في العرض ، كما تؤكد دراسة كيرني.

ومن المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة، التي ستكون بحلول عام 2030 ثاني أكبر مصدر لواردات الاتحاد الأوروبي، 73 مليار متر مكعب. وهذا فقط سيساوي نصف واردات روسيا من الغاز في عام 2021 وربما أقل من صادرات النرويج المستقبلية، المقدرة بأكثر من 80 مليار متر مكعب في غضون سبع سنوات، حتى لو خفضت أوسلو إنتاجها كما هو مخطط لها.

 "لن تكون هناك مشاكل في العروض، وما  يصعب التنبؤ به هو السعر" يلخص سوبا. ويشير إلى أن أوروبا ستشتري المزيد من الغاز الطبيعي المسال أكثر من ذي قبل. ولكن نقل الغاز الطبيعي المسال، أي الغاز الطبيعي المسال قبل الصعود إلى السفينة ثم إعادة معالجته عند الوصول، يكون أكثر تكلفة من النقل عن طريق خط أنابيب الغاز.

وإذا انخفض استهلاك الغاز الطبيعي ​​في أوروبا، فقد يعود ذلك إلى قيود يفرضها المنظمون، أو إلى تحفظ المستهلكين بسبب ارتفاع الأسعار أكثر من أسعار غيره من موارد الطاقة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC