تقارير
تقاريرالنفط وفنزويلا- شتر ستوك

الغاية تبرر الوسيلة.. أميركا تخفف عقوبات أكبر احتياطي نفط بالعالم

التقارب مع فنزويلا تزامنًا ومخاوف تعثر إمدادت الشرق الأوسط
مع تحرك أسعار النفط بقوة صوب مستويات الـ 100 دولار، سارعت الولايات المتحدة الأميركية بعقد اتفاق مع فنزويلا التي كانت تخضع للعقوبات الأميركية، ومن شأن هذا الاتفاق أن يحرر أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم.

وتتزامن المساعي الأميركية مع اشتعال الصراع في منطقة الشرق الأوسط التي تسيطر على ثلث إمدادات النفط العالمية، وسط مخاوف من اتساع الصراع ليشمل أطراف اخرى.

تخفيف العقوبات المفروضة على قطاعات النفط والغاز والذهب في كاركاس مع الالتزام بإجراء الانتخابات العام المقبل تحت مراقبة مراقبين دوليين.
الإدارة الأميركية
النفط الآن

وانخفضت أسعار النفط مرة أخرى خلال تعاملات، اليوم الخميس، بعد الارتفاعات القوية، أمس الأربعاء، والتي جاءت على وقع تصاعد حدة التوترات في منطقة الشرق وانخفاض المخزونات الأميركية.

ومع تقارب أميركا وفنزويلا والتوصل لاتفاق مبدئي، عكست أسعار النفط الاتجاه الصاعد لتنخفض خلال هذه اللحظات بحوالي 1%.

ونزلت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف نايمكس بحوالي 1.1% إلى مستويات قرب الـ 87 دولارا للبرميل بعدما اقتربت من مستويات الـ 90 دولارا،أمس الأربعاء.

وفي الوقت ذاته، عصفت المخاوف بزيادة الإمدادات من جانب فنزويلا بسعر الخام القياسي برنت لينخفض البرميل بحوالي 1.5% مقترباً من فقدان مستويات الـ 90 دولارا.

وخلال تعاملات أمس الأربعاء، ارتفعت أسعار النفط بقوة بأكثر من 3% وفي غضون ذلك، نجح خام برنت القياسي في تجاوز مستويات الـ93 دولارًا للبرميل.

اقرا أيضًا- الإمارات.. احتياطي ضخم يعزز مركز الدولة لمواجهة الهزات العالمية
نفط فنزويلا

وفي الوقت ذاته، اتفقت إدارة بايدن وحكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على اتفاق تخفف بموجبه الولايات المتحدة العقوبات على صناعة النفط الفنزويلية.

وحذرت واشنطن من إمكانية التراجع عن تخفيف العقوبات في حال انهيار الاتفاق بشأن الانتخابات، ووفقًا للاتفاق من المقرر أن تكون الانتخابات في النصف الثاني من 2024.

وبعد اتفاق فنزويلا مع واشنطن على إجراء انتخابات العام المقبل تحت مراقبة مراقبين دوليين، بدأت الولايات المتحدة تخفيف العقوبات المفروضة على قطاعات النفط والغاز والذهب في كاركاس.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها أصدرت ترخيصًا لمدة ستة أشهر يسمح بإجراء معاملات تتعلق بقطاع النفط والغاز في فنزويلا التي كانت تخضع لعقوبات مشددة منذ عام 2019.

إلغاء التداول الثانوي لبعض السندات السيادية لفنزويلا، إضافة إلى الديون والأسهم التابعة لشركة النفط بتروليوس دي فنزويلا.
الخزانة الأميركية
تخفيف العقوبات

وفي غضون ذلك، قررت الإدارة الأميركية السماح بالتعامل مع شركة تعدين الذهب المملوكة للدولة في فنزويلا مينيرفين.

وفي الوقت ذاته، ألغت واشنطن الحظر على التداول الثانوي لبعض السندات السيادية لفنزويلا، إضافة إلى الديون والأسهم التابعة لشركة النفط بتروليوس دي فنزويلا.

وتمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، ومن شأن تقليص العقوبات الأميركية على صناعة النفط الفنزويلية أن يفيد البلدين اقتصاديًا.

اقرأ أيضًا- الرؤية الإيجابية لـ "موديز" تُعزز جاذبية إصدارت الدين السعودية
هبوط المخزونات

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن مخزونات النفط انخفضت 4.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.

وكانت التوقعات، ترجح أن تنخفض المخزونات بواقع 300 ألف برميل، وتزامنًا تراجعت مخزونات كوشينغ بنحو 800 ألف برميل إلى 21 مليون برميل.

الطلب الصيني

وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، ارتفاع إجمالي إنتاج المصافي في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم (الصين).

وارتفع إنتاج المصافي بنسبة 12% على أساس سنوي عند 63.62 مليون طن متري خلال سبتمبر، ما يعادل ذلك 15.48 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

وفي غضون ذلك، عزز من صعود الأسعار أمس، بيانات نمو اقتصاد الصين بنسبة 4.9% على أساس سنوي خلال الربع الثالث، بأفضل من التوقعات البالغة 4.5%.

قلب أسعار النفط بسبب تخفيف العقوبات الأميركية على فنزويلا من ناحية ومخاوف الأسواق من تعثر إمدادات الشرق الأوسط من ناحية أخرى.
دانييل هاينز- ANZ
قضية العرض

وقال دانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع في ANZ: "لا يزال نقص المعروض هي محور التركيز في سوق النفط الخام".

ورجح كبير استراتيجيي السلع في ANZ تقلب أسعار النفط بسبب تخفيف العقوبات الأميركية على فنزويلا من ناحية ومخاوف الأسواق من تعثر إمدادات الشرق الأوسط من ناحية أخرى.

تعزيز المعنوايات

وأشار دانييل هاينز، إلى أن المعنويات تعززت بعد أن قالت أوبك إنها تتوقع انخفاض مخزونات الخام بمقدار 3 (ملايين برميل يوميًا) هذا الربع.

وقال هاينز: " تراجع المخزونات الأميركية للأسبوع الثاني على التوالي مع توقعات انخفاض المخزون من جانب أوبك واحتمالات تأثر الإمدادات من الشرق الأوسط عزز من الرهان على ارتفاع الأسعار".

اقرأ أيضًا- سندات إسرائيل تسقط.. وتكلفة المخاطر بأعلى مستوى في 11 عاماً
زيادة المعروض

وفي غضون ذلك، رجح محللو سيتي غروب أن تؤثر الزيادة المتوقعة في الإمدادات من روسيا وإيران والعراق وليبيا ونيجيريا وفنزويلا، على أسعار النفط.

وأشارت المذكرة إلى أن العالم يبالغ في تقدير نمو الطلب الصيني بصورة كبيرة، في الوقت الذي يلوح فيه في الأفق ركود اقتصادي في أوروبا، وتباطؤ في الولايات المتحدة.

ستواصل أوبك+ بقيادة السعودية معالجة اختلالات الأسواق عبر تخفيضات جديدة إذا لزم الأمر.
كلاوديو غاليمبرتي- كلاوديو غاليمبرت
مخاوف الطلب

ويرى محللو إيه إن زد أن المخاوف من أن الاقتصاد الصيني المتعثر سوف يؤثر في الطلب، تزامنًا و تقدم المفاوضات بين واشنطن وكاركاس بشأن تخفيف العقوبات على نفط فنزويلا.

ورجح خبراء إيه إن زد أن يستمر الضغط على الأسعار رغم انخفاض مخزونات الخام في مركز كوشينغ الأميركي، وتراجع المخزونات الأميركية بوجه عام.

أوبك +

ولفت مدير الأبحاث في ريستاد إنرجي، كلاوديو غاليمبرتي إلى أن مسار الأسعار سيعتمد على وضع الاقتصاد الكلي في الصين بصورة أساسية.

وفي المقابل، توقع مدير الأبحاث في ريستاد إنرجي، أن تواصل أوبك+ بقيادة السعودية معالجة اختلالات الأسواق عبر تخفيضات جديدة إذا لزم الأمر.

تقلبات شديدة

وكانت أسعار النفط دخلت في موجة من التقلبات الشديدة مع مراقبة المستثمرين للجهود الدبلوماسية الرامية إلى احتواء الصراع، في حين أن احتمال زيادة الإمدادات من فنزويلا يزيد الضغط على النفط الخام.

وقال ريكاردو إيفانجيليستا، كبير المحللين في أكتيف تريدز، في مذكرة، إن الاتفاق الذي يخفف العقوبات من شأنه أن يوفر بعض الراحة من المخاوف المتعلقة بالعرض التي هيمنت مؤخرًا على عقلية تجار النفط.

وفي الوقت ذاته، يرى رافي بويادجيان، كبير محللي الاستثمار في XM، أن توترات منطقة الشرق ستظل المحرك الرئيس لأسواق الطاقة على المدى القصير.

اقرأ أيضًا- رغم تصاعد المخاطر.. السيادي السعودي ينجح بجمع 3.5 مليار دولار

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com