
وشُيّد المشروع في موقع يمتد على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً، وساهم في توفير 4500 فرصة عمل خلال مرحلة الإنشاء.
وأكد الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي خلال تدشين المشروع، أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ماضية في خططها لتعزيز أمن الطاقة، عبر خلق مزيج متنوع، يساهم في خفض الانبعاثات، ويدعم الاقتصاد الوطني وجهود التنمية المستدامة.
وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام"، جاء ذلك بمناسبة تدشين محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بحضور الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومحطة الظفرة التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 غيغاواط، تعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم.
وقال: "إن هذا المشروع الرائد الذي يأتي تدشينه مع قرب استضافتنا مؤتمر الأطراف COP28، نموذج للمشروعات التي تُنفّذ وفقاً للاستراتيجيات الوطنية، الهادفة إلى رفع حصة الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات، ودعم المساعي العالمية لتحفيز العمل المناخي الفاعل، بما يخفّف من آثار تغير المناخ، ويدعم عملية التنمية المستدامة الشاملة".
وتضم المحطة قرابة 4 ملايين لوح شمسي ثنائي الوجه، وهي تقنية مبتكرة تتيح إنتاج طاقة كهربائية بكفاءة أكبر، عبر التقاط الإشعاع الشمسي بواسطة وجهي الألواح الشمسية الأمامي والخلفي.
وأنشأ مشروع محطة الظفرة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، إلى جانب شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وشركة "إي دي إف رينوبلز"، وشركة "جينكو باور"، بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات.
يأتي تدشين هذا المشروع البارز قبل انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات، التي أصبحت في أقل من 15 عاماً، من الدول الرائدة عالمياً في مجال الطاقة الشمسية، فهي تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث نصيب الفرد من استهلاك الطاقة الشمسية.
واستمع الشيخ هزاع بن زايد من الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف (COP28) رئيس مجلس إدارة "مصدر"، إلى شرح حول المشروع، وأهميته الاستراتيجية، ودوره في تعزيز أمن الطاقة الوطني، حيث تقع محطة الظفرة للطاقة الشمسية، التي أنشئت من مرحلة واحدة، على بعد 35 كيلومترا من مدينة أبوظبي، وتساهم في تزويد حوالي 200 ألف منزل بالكهرباء، وتفادي إطلاق 2.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "تماشياً مع رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، ونشر حلول الطاقة المتجددة، ودعم العمل المناخي، نفخر اليوم بتدشين الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي، هذا الإنجاز الوطني الذي يمثل خطوة جديدة في مسيرة الابتكار التكنولوجي لدولة الإمارات في مجال الطاقة، ويجسد نهجها بمدّ جسور التواصل والتعاون في بناء الشراكات النوعية والذكية، كركيزة أساسية لتحقيق التقدم والنمو والازدهار، إذ جاء تطوير محطة "الظفرة" نتيجة تعاون بين "مصدر" وثلاث شركات رائدة هي "طاقة" الإماراتية، و"إي دي إف" الفرنسية، و"جينكو باور" الصينية".
وأضاف: "تمثل محطة الظفرة نقلة نوعية ضمن خطط دولة الإمارات الاستراتيجية، لضمان أمن الطاقة وتنويع مصادرها، وتحقيق انتقال تدريجي ومنطقي وذكي في قطاع الطاقة، بحيث يكون هذا الانتقال برنامجاً ونموذجاً للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وذلك بموازاة جهود خفض الانبعاثات، وإيجاد حلول واقعية وعمليّة للحد من تداعيات تغير المناخ".
وبدأت رحلة الطاقة المتجددة في الدولة منذ عام 2009، مع تدشين "مصدر" أول مشاريعها بقدرة إنتاجية بلغت 10 ميجاواط، وصولاً إلى اليوم الذي نشهد فيه تدشين محطة الظفرة بقدرة 2 جيجاواط، أي أكثر بمقدار 200 ضعف.
وحقق هذا المشروع الضخم، الذي يضاف إلى سلسلة إنجازات الدولة في مجال الطاقة المتجددة، رقماً قياسياً عالمياً من حيث سعر التكلفة، عند إتمام صفقة تمويل المشروع، مما يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ، بالحد من الانبعاثات الكربونية على مستوى الدولة والعالم.