المعادلة الجديدة.. النفط الأميركي وأوبك+ والتوترات

أصبح النفط الأميركي وأوبك+ بما لا شك فيه طرفي المعادلة الجديدة لأسواق النفط العالمية والتي تحدد اتجاه الأسعار ، خاصة بعدما باتت الولايات أكبر منتج تاريخي للنفط الخام، بينما تستحوذ أوبك+ على ما يقرب من 30% من الإنتاج العالمي.

وبجوار أوبك+ والنفط الأميركي تقف عددًا من المحركات على غرار التوترات الجيوسياسة وإنتاج أوبك+ وتعافي الطلب العالمي والطلب الصيني على النفط، وكذلك التضخم العالمي وقوة الدولار التي تتحدد بناء على تحركات الفيدرالي .

محور التركيز

وقال آندرو ليبو رئيس شركة ليبو أويل أسوسيتس: "إن التوقعات بأن أوبك+ ستستمر في تخفيضات الإنتاج الطوعية حتى الربع الثاني من عام 2024 هي محور التركيز الرئيسي على السوق".

وقالت مصادر "إن من المتوقع اتخاذ قرار بشأن تمديد تخفيضات أوبك+ في الأسبوع الأول من مارس، وأن تعلن الدول قراراتها بصورة فردية".

وقال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك "الالتزام بتخفيضات الإنتاج الطوعية حتى نهاية العام سيكون إشارة قوية وبالتالي يجب أن ينظر إليه على أنه شيء إيجابي بالنسبة للسعر".

ووفقًا لتقارير ومسوحا دولية ضخت أوبك 26.42 مليون برميل يوميا في فبراير بزيادة 90 ألف برميل يوميا عن يناير.

اقرأ أيضًا- ماراثون وول ستريت.. الأسهم تلامس ذروة 53 عاماً

بيكر هيوز

في مؤشر مهم على نمو الطلب على النفط في الولايات المتحدة الأميركية ارتفع عدد منصات الحفر عن النفط في أميركيا إلى 506 في الأسبوع الماضي بزيادة 3 حفرات.

وإجمالًا بلغ عدد المنصات العاملة في التنقيب عن الفط والغاز في الولايات المتحدة إلى 629 منصة، بزيادة 3 منصات في إشارة إلى استقرار منصات التنقب عن الغاز.

ووفقاً لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يتجه إنتاج النفط الأميركي إلى مستويات قياسية جديدة في الأعوام المقبلة، ليبلغ المتوسط 13.2 مليون برميل يومياً في 2024، و13.4 مليون برميل يومياً العام المقبل.

120 منصة

بيد أنه وعلى صعيد سنوي تنخفض عدد الحفارات العاملة عن النفط والغاز في الولايات المتحدة بواقع 12 محطة خلال عام كامل حينما كانت في مارس 2024 حوالي 749 منصة عاملة.

وعلى صعيد دولي ووفقًا لبيانات بيكر هيوز تراجع عدد المنصات العاملة في التنقيب عن النفط خلال أسبوع باقع 7 منصات إلى 958 منصة.

فيما أظهرت إحصاءات بيكر هيوز أن عدد المنصات الدولية العاملة في التنقيب عن النفط ارتفع خلال عام بواقع 43 منصة حينما كانت 915 منصة.

وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية تتوقع تباطؤ نمو الإنتاج الأميركي إلى 0.4 مليون برميل يوميًا في عامي 2024 و2025 مع تراجع عدد منصات التنقيب.

كلمة سر

ويبدو ان الخام الأميركي سيكون واحدًا من المحددات الرئيسة لحركة أسعار النفط هذا العام، حيث يتجه إنتاج الخام الأميركي نحو مستويات قياسية جديدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإبقاء على الأسعار منخفضة.

ولفتت إدارة معلومات الطاقة إلى إلى أن التحسينات في مستويات الكفاءة ستكون المحرك الرئيسي وراء زيادة الإنتاج، على الرغم أن تدفق النفط الخام سيتوسع بوتيرة أبطأ إذ يواصل عدد المنصات الأميركية تراجعه.

وكانت تقديرات S&P Global أفادت في ديسمبر الماضي أن أميركا أصبحت أكبر منتج للنفط تاريخياً.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 82 دولارًا للبرميل في عام 2024 و79 دولارًا للبرميل في عام 2025، بالقرب من متوسط 2023 البالغ 82 دولارًا للبرميل.

إنتاج اوبك+

وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يسجل متوسط الإنتاج لدى أوبك+ مستويات 36.3 مليون برميل يومياً في العام الجاري، على أن ترتفع إلى 37.2 مليون برميل يومياً في 2025.

وعلى الرغم من تخفيضات الإنتاج من جانب أوبك+، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن تتجاوز مستويات الإنتاج العالمي الاستهلاك بحلول منتصف 2025.

وقالت إدارة معلومات الطاقة، إنها تتوقع أن تنتج "أوبك+" أقل من أهدافها المعلنة حاليًا في عام 2024، لكنها أشارت إلى تجاوز الإنتاج العالمي الاستهلاك بحلول منتصف عام 2025 وبالتالي زيادة المخزونات النفطية.

اقرأ أيضًا- كيف تحول الماء في تونس إلى سلعة باهظة الثمن؟

تمديد الخفض

ووفقًا لتقارير دولية يدرس تحالف أوبك+ تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية في الربع الثاني من 2024 لتوفير دعم إضافي للسوق، وريما يبقي التخفيضات لنهاية العام.

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها بقيادة روسيا في نوفمبرعلى تخفيضات طوعية تصل في المجمل إلى نحو 2.2 مليون برميل يوميا خلال الربع الأول من العام الجاري

جنبًا إلى جنب وتمديد خفض الإنتاج شمل الاتفاق تمديد السعودية لخفضها الطوعي للإنتاج إضافة لخفض روسيا لصادراتها النفطية.

ومن المقرر بموجب الاتفاق الحالي أن يبلغ إجمالي تخفيضات الإنتاج 3.66 مليون برميل يوميا اعتبارا من بداية أبريل، بينما قالت السعودية في وقت سابق: "إن التخفيضات قد تستمر بعد الربع الأول إذا لزم الأمر".

موازنة الكفة

نفذت "أوبك+" سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق وسط ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين غير الأعضاء ومخاوف إزاء الطلب بينما تواجه اقتصادات كبرى أزمة ارتفاع أسعار الفائدة وتسعى لكبح التضخم.

وتتصدى "أوبك+" للإنتاج الأميركي الغزير حيث باتت الولايات المتحدة أكبر مورد للنفط والغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بعد العقوبات على روسيا وتعطل إمدادات الشرق الأوسط بسبب هجمات البحر الأحمر.

وتتوقع أوبك نمو الطلب القوي نسبيا 2.25 مليون برميل يوميا، بقيادة آسيا، لعام آخر في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية نموا أبطأ كثيرا يبلغ 1.22 مليون. 

اقرأ أيضًا- النفط يقفز لذروة 4 أشهر مع فشل إخماد الحرب

تعقد المفاوضات

وتوقع محلل السلع الأولية لدى راكوتين أن يحافظ الصراع في الشرق الأوسط على حد أدنى لأسعار النفط، بعد أن دعت حركة حماس الفلسطينيين إلى التوجه للمسجد الأقصى في القدس مع بداية شهر رمضان الشهر المقبل.

ولفت يوشيدا أن المخاطر في المفاوضات للتوصل إلى هدنة في غزة، تتبدد مع مرور الوقت خاصة بعد الأحداث الأخيرة، وهو ما يقود إلى استمرار التوترات في البحر الأحمر واستمرار هجمات الحوثيين.

وقال الرئيس جو بايدن: "الولايات المتحدة تتحقق من تقارير عن قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على أشخاص لدى انتظارهم تسلم مساعدات غذائية في غزة".

وأضاف الرئيس الأميركي: "الواقعة الدامية ستعقد محادثات وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن إسرائيل ألقت باللوم في الوفيات على الحشود المحيطة بشاحنات المساعدات".