أسعار النفط تتراجع مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف اليوم الاثنين، مع اتجاه المستثمرين لتقييم تراجع المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب توقعات بزيادة إنتاج «أوبك+» في أغسطس، واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام «برنت» بمقدار 19 سنتاً، أو ما يعادل 0.3%، إلى 67.58 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:30 بتوقيت غرينيتش، وذلك قبل انتهاء عقد تسليم أغسطس في وقت لاحق من اليوم. أما عقد سبتمبر الأكثر نشاطاً، فقد تراجع بمقدار 34 سنتاً إلى 66.46 دولار. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 62 سنتاً، أو 1%، إلى 64.90 دولار للبرميل.

ورغم تسجيل خامي «برنت» و«غرب تكساس» أكبر خسائر أسبوعية منذ مارس 2023 خلال الأسبوع الماضي، إلا أنهما يتجهان لتحقيق مكاسب للشهر الثاني على التوالي، بنسبة 5.8% و6.8% على التوالي.

وكانت الأسعار قد قفزت فوق 80 دولاراً للبرميل عقب اندلاع صراع استمر 12 يوماً في 13 يونيو بعد قصف إسرائيلي استهدف منشآت نووية إيرانية، لكنها تراجعت بعد ذلك إلى 67 دولاراً.

عودة تركيز السوق إلى أساسيات العرض والطلب

وقال أليكس هودز، محلل لدى «ستون إكس»، في مذكرة يوم الاثنين : «يبدو أن توقعات زيادة الإمدادات وضعف الطلب وفقاً لتقارير وكالات السوق ستعود لتكون المحرك الأساسي لأسعار النفط، خاصة بعد انحسار التوترات بين إيران وإسرائيل».

وكانت أربعة مصادر في «أوبك+» قد أفادت لـ"رويترز" الأسبوع الماضي أن المجموعة تخطط لزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً في أغسطس، بعد زيادات مماثلة في مايو ويونيو ويوليو.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك»: «أعتقد أن هذه الزيادة المحتملة في الإمدادات لا تزال أقل من تقديرات السوق، ما يجعل أسعار الخام عرضة لمزيد من التراجع»، مضيفاً: «نحن على وشك دخول فترة انخفاض موسمي في الطلب، وهو ما سيجعل تأثير زيادات إنتاج أوبك+ أكثر وضوحاً وأصعب على السوق تجاهله».

ومن المقرر أن تعقد المجموعة اجتماعها المقبل في 6 يوليو.

الإنتاج يرتفع لكن السوق لا تزال مشدودة

ورغم اتجاه المجموعة لزيادة الإنتاج، أشار جيوفاني ستاونوفو، محلل لدى «يو بي إس»، إلى أن السوق ما زالت تواجه حالة من التوازن الدقيق، حيث تبقى صادرات أوبك+ مستقرة والإنتاج لا ينمو بالوتيرة المتوقعة.

وكشف مسح أجرته «رويترز» أن إنتاج أوبك ارتفع خلال مايو، لكن الزيادة كانت محدودة بسبب تخفيضات الإنتاج في الدول التي كانت قد تجاوزت حصصها سابقاً، في حين أن السعودية والإمارات لم ترفعا إنتاجهما سوى بشكل معتدل، دون بلوغ المستويات المسموح بها.

وفي السياق ذاته، تشير بيانات شركة «كاز موناي غاز» الحكومية إلى أن كازاخستان، التي غالباً ما تتجاوز حصصها الإنتاجية ضمن «أوبك+»، قد تتخطى توقعاتها السنوية للإنتاج بنسبة 2% خلال هذا العام بفضل زيادة الإنتاج في حقول النفط الكبرى على بحر قزوين.

وفي استطلاع شمل 40 اقتصادياً ومحللاً خلال يونيو، توقّع المشاركون أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 67.86 دولار للبرميل في 2025، ارتفاعاً من توقعات مايو التي بلغت 66.98 دولار، بينما يُتوقع أن يصل خام غرب تكساس إلى 64.51 دولار، مقارنة بتقديرات الشهر السابق البالغة 63.35 دولار.