تراجعت أسعار خام برنت والخام الأميركي «غرب تكساس الوسيط» اليوم الجمعة، لتفقد مكاسبها السابقة عقب تقارير أفادت بأن تحالف «أوبك+» يعتزم رفع الإنتاج في أغسطس، بعد الزيادة المقررة بالفعل لشهر يوليو.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 25 سنتاً أو 0,37% لتسجل 67,48 دولار للبرميل بحلول الساعة 17:15 بتوقيت غرينتش، فيما تراجع خام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي بمقدار 20 سنتاً أو 0,31% ليصل إلى 65,04 دولار للبرميل.
وأفاد أربعة مندوبين لتحالف «أوبك+»، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاءها، بأن المجموعة تتجه إلى زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً، بعد زيادة مماثلة مقررة في يوليو.
وقال فيل فلين، المحلل الرئيس لدى «برايس فيوتشرز غروب»: «مجرد صدور تقرير عن نية أوبك زيادة الإنتاج تسبب بانهيار الأسعار».
وكانت أسعار النفط تتجه بالفعل نحو تسجيل خسائر أسبوعية تقارب 12%، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وخلال 12 يوماً من التصعيد العسكري عقب استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو، قفزت أسعار برنت لفترة وجيزة فوق مستوى 80 دولاراً للبرميل، قبل أن تتراجع إلى 67 دولاراً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق هدنة.
وقال جانيف شاه، المحلل لدى «ريستاد إنرجي» لرويترز: «الأسواق تجاهلت بشكل شبه كامل علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت قائمة قبل نحو أسبوع، وعادت إلى التحرك بناء على العوامل الأساسية». وأشار شاه إلى أن الأسواق تترقب اجتماع تحالف «أوبك+» المرتقب في 6 يوليو، مع التركيز على مؤشرات الطلب خلال فصل الصيف.
وأوضح فلين أن التوقعات بارتفاع الطلب خلال الأشهر المقبلة كانت قد دعمت أسعار النفط في وقت سابق من جلسة الجمعة. وأضاف: «الأسعار تستفيد حالياً من علاوة طلب».
وكانت الأسعار قد تلقت دعماً أيضاً في بداية الجلسة من تقارير عن تراجع حاد في مخزونات المنتجات النفطية المكررة، وفقاً لما قاله توماس فارغا، المحلل لدى «بي في إم أويل أسوشيتس».
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي صدرت الأربعاء، انخفاضاً في مخزونات النفط الخام والوقود خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بارتفاع معدلات التكرير وزيادة الطلب.
في الوقت ذاته، أظهرت بيانات صدرت الخميس أن المخزونات المستقلة من وقود الديزل في مركز التكرير والتخزين في أمستردام-روتردام-أنتويرب (ARA) هبطت إلى أدنى مستوى لها في أكثر من عام، فيما استمرت مخزونات المنتجات النفطية المكررة في سنغافورة في التراجع مع زيادة صافي الصادرات أسبوعاً بعد أسبوع.
من ناحية أخرى، قفزت واردات الصين من النفط الإيراني خلال يونيو، مع تسارع وتيرة الشحنات قبل اندلاع النزاع بين إيران وإسرائيل وارتفاع الطلب من المصافي المستقلة، بحسب محللين.
وأفادت بيانات شركة «فورتكسا» المتخصصة في تتبع السفن بأن الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم وأكبر مشترٍ للخام الإيراني، استوردت أكثر من 1,8 مليون برميل يومياً من النفط الإيراني خلال الفترة من 1 إلى 20 يونيو، وهو مستوى قياسي وفقاً لبيانات الشركة.