«طاقة» الإماراتية تستثمر 10 مليارات دولار لدعم مركز البيانات في أبوظبي

أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» عن استثمار يتجاوز 37 مليار درهم (نحو 10 مليارات دولار) لدعم البنية التحتية الكهربائية اللازمة لمركز البيانات في أبوظبي، في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة. 

تأتي هذه الاستثمارات ضمن استراتيجية الشركة طويلة المدى لتوفير طاقة نظيفة ومعتمدة وموثوقة، تسهم في تمكين قطاعات المستقبل وتعزيز التحول الرقمي في دولة الإمارات.

وقال جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، إن القيمة السوقية للشركة تقدر بحوالي 360 مليار درهم، وتُعد واحدة من أكبر 5 شركات في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط في توليد ونقل الكهرباء وتحلية المياه، ولديها عمليات في 25 دولة.

أضاف، على هامش فعاليات المؤتمر العالمي للمرافق 2025، أن تواجد 1800 مشارك من أكثر من 110 دول في المؤتمر لمناقشة تحديات التحول في مجال الطاقة وأمن المياه، يعكس دور أبوظبي الرائد كمركز عالمي للابتكار والقيادة في مجال تحلية المياه والكهرباء ومشاريع البنية التحتية، لا سيما مشاريع الطاقة الكهربائية النظيفة وتحلية المياه، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).

وأكد أن «طاقة» خلال السنوات الأربع الماضية ضاعفت القدرة الإنتاجية من الكهرباء بما يعادل 56 غيغا واط، وهو ما يساوي أكثر من استهلاك المملكة المتحدة من الكهرباء، مشيراً إلى إعلان الاستحواذ على محطة طاقة كهرباء في دولة أوزباكستان تعمل بالغاز بسعة 875 ميغا واط بالتعاون مع «مبادلة»، والذي يساعد أوزباكستان في تحول الطاقة ويفتح لشركة «طاقة» أسواقاً جديدة في آسيا الوسطى، إضافة إلى الاستحواذ على شركة «ترانسميشن إنفستمنت» في المملكة المتحدة، المختصة في نقل الكهرباء المولدة من محطات الرياح في البحر وتوصيلها إلى الساحل، مؤكداً أن هذه الاستحواذات ستمنح شركة «طاقة» الفرص للنمو في أسواق جديدة.

أضاف أن «طاقة» تسهم في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز بيانات وذكاء اصطناعي من خلال توفير طاقة نظيفة ومعتمدة وموثوقة، مشيراً إلى أن الشركة تعمل حالياً على بناء محطة كهرباء تعمل بالغاز بنظام التوربينات بسعة واحد جيجا واط.

أشار إلى أن شركة «طاقة»، بالتعاون مع «مصدر» التي تمتلك فيها «طاقة» حصة رئيسية، تطور 5 غيغا واط من الطاقة الشمسية مدعومة ببطاريات بسعة 19 غيغا واط/ساعة، موضحاً أنه عندما يتم دمج البطاريات مع الطاقة الشمسية ينتج ما يعادل واحد جيجا واط من الكهرباء المستمرة خلال 24 ساعة، وهذا يُعد أكبر مشروع على مستوى العالم.

وقال إن مجموع الاستثمارات لدعم مركز البيانات بالكهرباء في أبوظبي سيتجاوز 37 مليار درهم.

من جهة أخرى، أكد أن المملكة المغربية تُعد من الأسواق المهمة في مجال الطاقة، حيث تمتلك الشركة محطات كهرباء هناك تغذي 35% من احتياجات المملكة من الكهرباء، وقد تم الأسبوع الماضي توقيع اتفاقيات مع الجهات المعنية في المغرب والمستثمرين هناك لاستثمار ما يعادل 50 مليار درهم على مدار السنوات القادمة لتحسين البنية التحتية في المملكة من خلال بناء محطات طاقة شمسية وطاقة رياح وتوربينات غازية، بالإضافة إلى بناء محطات تحلية مياه البحر بسعة 2.5 مليون متر مكعب في اليوم، وكذلك الاستثمار في شبكات نقل الكهرباء والمياه.

وقال إن من أولويات شركة «طاقة» التركيز على تنفيذ المشاريع التي تم الإعلان عنها مثل مركز بيانات أبوظبي والمشاريع الضخمة في المملكة المغربية، وكذلك المملكة العربية السعودية لبناء محطات وبناء مخزون استراتيجي لتخزين المياه يغذي مكة المكرمة في موسم الحج، مشيراً إلى أن شركة «طاقة» تستهدف على المدى الطويل استثمار 75 مليار درهم حتى عام 2030 لتنفيذ استراتيجية النمو للوصول إلى قدرة كهربائية تبلغ 150 غيغا واط، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف القدرة الحالية، بالإضافة إلى بناء محطات تحلية مياه بسعة 1.3 مليار غالون يومياً، حيث ستعمل ثلثا مشاريع تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي ذات الكفاءة العالية.