26 حريقاً خارجاً عن السيطرة في «ألبرتا» توقف 7% من النفط الكندي
فشل يلوح في مفاوضات إيران.. وعقوبات روسية محتملة تغذي الأسعار
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، لتوسع مكاسبها بعد الزيادة القوية أمس والتي جاءت على وقع اندلاع نحو 26 حريقا خارج عن السيطر في كندا قادت إلى توقف ما يقرب من 7% من إنتاج النفط العالمي.
في الوقت ذاته لا تزال الأسعار تتلقى دعما من الدولار الضعيف، جنبا إلى جنب والشكوك التي تحيط بتقدم المفاوضات بين واشنطن وطهران، إضافة إلى مخاوف بشأن تضييق الخناق على النفط الروسي مع تفاقم الازمة الأوكرانية.
◄ ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الثلاثاء بسبب المخاوف بشأن المعروض، مع استعداد إيران لرفض اقتراح أميركي لاتفاق نووي من شأنه أن يخفف العقوبات على البلد المنتج للنفط، ومع تضرر الإنتاج في كندا من حرائق الغابات.
◄ ازدادت العقود الآجلة لخام برنت القاسي تسليم أغسطس نحو 0.6 دولارا في البرميل أو مايعادل 0.9% وصولا إلى مستويات 65.18 دولار للبرميل، بحلول الساعة 6:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر يوليو نحو 0.65% دولارا في البرميل أو ما يقرب من 1% وصولا إلى مستويات 63.11 دولار للبرميل.
◄ ارتفعت أسعار النفط خلال 5 جلسات تداول نحو 2.7%، واكثر من 6.3% خلال تعاملات 30 يوما، بينما تنخفض الأسعار بنسبة 13% منذ بداية العام، وما يقرب من 14% خلال تداولات عام كامل.
◄ قفزت أسعار النفط 3% أمس رغم تمسك تحالف «أوبك+» بخطط زيادة الإنتاج، إذ هددت حرائق غابات مشتعلة في مقاطعة ألبرتا الكندية المنتجة للنفط الإمدادات، وأثرت تهديدات الرئيس دونالد ترامب الجديدة بفرض رسوم جمركية على الدولار.
◄ تلقت الأسعار دعما أيضا من تراجع الدولار وسط مخاوف من أن تضر تهديدات ترامب الجديدة بفرض رسوم جمركية بالنمو وتؤجج التضخم، ونزول العملة الأميركية يجعل السلع المسعرة بالدولار مثل النفط أقل تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
تسببت حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا مركز الطاقة في كندا، في توقف إنتاج نحو 350 ألف برميل يومياً من النفط الثقيل، أي ما يعادل نحو 7% من إنتاج البلاد، حيث يهدد حريق ضخم بالقرب من الحدود الشرقية للمقاطعة، عمليات الرمال النفطية.
جاء ذلك بعدما اتسعت رقعة الحريق المعروف بـ«حريق كاريبو ليك» وغيره من الحرائق الخارجة عن السيطرة، وكانت صباح الإثنين على بُعد نحو 10 كيلومترات فقط من منشآت نفطية تنتج نحو 470 ألف برميل يومياً.
من بين الشركات التي قلصت إنتاجها بسبب الحريق الهائل شركات «سينوفس إينرجي»، و«إم إي جي إينرجي»، و«كانيديان ناتشورال ريسورسز»، وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال في نيويورك عبر مذكرة :«بدأ تأثير حرائق الغابات في ألبرتا يتسرب الآن للسوق».
شهدت مقاطعات البراري الكندية، ألبرتا وساسكاتشوان ومانيتوبا، تصاعداً مفاجئاً في حرائق الغابات، ما أجبر الآلاف من السكان على مغادرة منازلهم هرباً من الخطر المحتمل. وسجل إقليم ألبرتا، الذي يُعد مصدر معظم إنتاج النفط الكندي، 26 حريقاً خارجاً عن السيطرة صباح الإثنين.
في الوقت ذاته دعمت التوترات الجيوسياسية الأسعار، بعد أن قال دبلوماسي إيراني أمس الاثنين إن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي لإنهاء الخلاف النووي القائم منذ عقود، ووصفه بأنه لا يراعي مصالح بلده ولا يتضمن أي تخفيف لموقف واشنطن بشأن تخصيب اليورانيوم.
إذا فشلت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، فقد يعني ذلك استمرار العقوبات على طهران ما يحد من إمداداتها من النفط ويدعم الأسعار، مع اتباع الولايات المتحدة سياسة أقصى ضغط في التعاملات مع إمدادات النفط الإيراني، والتي تعني الوصول بالصادرات إلى مستوى صفر.
استمر الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا في إذكاء المخاوف بشأن الإمدادات وعلاوات المخاطر الجيوسياسية، خوفا من تصعيد العقوبات الاميركية على روسيا وتضيق الخناق على إمدادات النفط الروسية.
في حين كتب جورج ليون من شركة «ريستاد إينرجي» في مذكرة إن الأسعار تلقت دفعة أيضا من تصاعد المخاطر الجيوسياسية بعد الضربات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على روسيا مطلع الأسبوع.
ارتفعت عقود الخامين 3% في الجلسة السابقة بعد اتفاق «أوبك+» على إبقاء زيادة الإنتاج في يوليو عند 411 ألف برميل يوميا، وهي الزيادة نفسها في الشهرين السابقين وأقل مما كانت تتوقع الاسواق.
كتب دانيال هاينز كبير محللي السلع في بنك «إيه إن زد» عبر مذكرة :«مع عدم تحقق أسوأ المخاوف تخلى المستثمرون عن المواقف التي اتخذوها بناء على توقع انخفاض الأسعار قبل اجتماع (أوبك+) الذي عُقد في مطلع الأسبوع».
توقع محللو بنك «غولدمان ساكس» في مذكرة أن يوافق تحالف «أوبك+» على زيادة أخرى في الإنتاج تبلغ 410 آلاف برميل يوميا في أغسطس المقبل.
المحللون كتبوا في المذكرة: «تشير ظروف سوق النفط المستقرة نسبيا والبيانات القوية للنشاط الاقتصادي العالمي والدعم الموسمي لطلب النفط خلال الصيف إلى أن التباطؤ المتوقع في الطلب من المرجح ألا يكون حادا بما يكفي لوقف زيادة الإنتاج عند اتخاذ قرارات مستويات الإنتاج لشهر أغسطس في السادس من يوليو».
في حين توقع محللو بنك «مورغان ستانلي» زيادة بنحو 411 ألف برميل يوميا كل شهر، ليصل الإجمالي إلى 2.2 مليون برميل يوميا بحلول أكتوبر، وكتب محللو البنك في مذكرة: «مع أحدث قرار، لا مؤشر يذكر على تباطؤ وتيرة زيادة الحصص».