وتترقب أسواق النفط بيانات مخزونات النفط الأميركية التي ستصدر في وقت لاحق اليوم، عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وتأتي أهمية بيانات المخزونات الأميركية، كونها تعطي مؤشرًا حقيقيًا عن حالة العرض والطلب، في أكبر اقتصاد بالعالم ، تزامنًا وحالة التباطؤ التي يعاني منها الاقتصاد الصيني.
وفي الوقت ذاته زاد من مخاوف الأسواق بشأن زيادة المعروض، إعلان تركيا اليوم الأربعاء، عن التوصل لاتفاق بشأن إعادة تصدير النفط عبر خط نفط جيهان.
وينخفض النفط خلال هذه اللحظات، حيث يتراجع الخام الأميركي الخفيف بحوالي 1.5% أو ما يعادل 1.2 دولار عند مستويات قرب الـ 78 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ شهر.
وفي غضون ذلك يتراجع خام برنت القياسي بحوالي 1.4%عند مستويات قرب الـ 82.6 دولار للبرميل خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى منذ 26 يوليو الماضي.
ووفقًا لتوقعات الأسواق، من المرجح أن تعلن إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم، عن تراجع مخزونات النفط الأميركي بحوالي 2.85 مليون برميل.
وفي الأسبوع قبل الماضي تراجعت مخزونات النفط بأكثر من توقعات الأسواق، لتسجل هبوطا بحوالي 6 ملايين برميل.
وقال محلل السلع في آي جي، جون رونغ يب: "بعد السحب الهائل الذي بلغ 6.2 مليون برميل في الأسبوع السابق، لا تزال ظروف الإمدادات الإجمالية تميل إلى دفع الأسعار للتقلب".
وأظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في الأسبوع قبل الماضي إيجابية بيانات المخزونات، والتي تراجعت بأفضل من توقعات الأسواق.
وسجل مؤشر مخزونات النفط الأميركية انخفاضا بنحو 6 ملايين برميل، بينما كان من المتوقع انخفاض مخزونات النفط بنحو 2.2 مليون برميل فقط خلال الفترة نفسها.
جاء ذلك بعدما كانت مخزونات النفط الخام الأميركية، قد سجلت ارتفاعا بحوالي 5.9 مليون برميل في الأسبوع الأسبق.
ومنذ ساعات كشفت بيانات معهد البترول عن أن مخزونات النفط الأميركية انخفضت 2.418 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
وأظهرت بيانات معهد البترول أن مخزونات البنزين، زادت 1.898 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بينما انخفض مخزون المقطرات 153 ألف برميل.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس إن.إس تريدنج، التابعة لنيسان للأوراق المالية: "من المتوقع أن تطغى المخاوف إزاء ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الطلب في الصين على تقليص المعروض من أوبك+ في المدى القصير".
ويعتبر الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، حاسما لدعم الطلب على النفط خلال بقية العام، حيث أدى نموها الضعيف إلى إصابة الأسواق بخيبة الأمل، في ظل تحفيز من الدولة جاء دون التوقعات، وفقًا لكيكوكاوا.
وفي المقابل تواجه توقعات تراجع الطلب بشح الإمداد بعدما تطوعت السعودية، بخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا أخرى من يوليو إلى نهاية سبتمبر، وتعتزم روسيا خفض الصادرات في أغسطس بمقدار 500 ألف برميل يوميا.
وقال رئيس إن إس تريدينغ : "يتردد المستثمرون في اتخاذ مراكز كبيرة قبل ندوة جاكسون هول، حيث يريدون العثور على أدلة للخطوة التالية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي".
وفي غضون ذلك ارتفع مؤشر الدولار خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء، لأعلى مستوى في شهرين، وهو ما يرفع من تكلفة نقل وشراء النفط المسعر بالدولار على المستوردين.
وانخفضت أسعار النفط بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء، لتتراجع العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 0.5% أو ما يعادل 0.43 دولار نزولًا إلى مستويات عند 84.03 دولار للبرميل.
وفي الوقت ذاته انخفض الخام الأميركي نايمكس، لتتراجع العقود الآجلة تسليم أكتوبر بنسبة 0.6% أو ما يعادل 0.5 دولار للبرميل نزولًا إلى مستويات 79.64 دولار للبرميل.
وفي غضون ذلك توقع محللو بنك سيتي غروب في مذكرة تراجع أسعار النفط في الشتاء المقبل وحتى عام 2024، مع احتمالية ضعف الطلب وزيادة المعروض.
وأوضحت المذكرة أن تلك التوقعات الهبوطية مهددة بمخاطر منها الأعاصير التي قد تعطل الإمدادات من خليج المكسيك.
ولفت محللو بنك سيتي غروب إلى أن اتجاه أوبك+ نحو خفض الإنتاج لمنع حدوث تراجع كبير في الأسعار، قد يعزز كثيرًا من تماسك الأسعار.
ويتوقع محللو سيتي غروب أن المعروض من النفط خلال بقية العام الحالي وفي 2024، سيكون أكثر قوة كثيرًا مقارنة بالتوقعات السابقة.
وفي غضون ذلك رجح محللو سيتي غروب أن تأتي الزيادة، في الإمدادات من روسيا وإيران والعراق وليبيا ونيجيريا وفنزويلا.
وأشارت المذكرة إلى أن العالم يبالغ في تقدير نمو الطلب الصيني بصورة كبيرة، في الوقت الذي يلوح فيه في الأفق ركود اقتصادي في أوروبا، وتباطؤ في الولايات المتحدة.
ويرى محللو إيه إن زد أن المخاوف من أن الاقتصاد الصيني المتعثر سوف يؤثر في الطلب، تواجه محفزات شح المعروض التي استقبلتها الأسواق.
ورجح خبراء إيه إن زد أن يواصل ضغط الأسعا رغم التوقعات بانخفاض مخزونات الخام، في مركز كوشينغ الأميركي.
وفي الوقت ذاته يرى محللو بنك الكومنولث الأسترالي أن البيانات الصينية السلبية المستمرة، ستزيد من احتمالية زيادة إجراءات التحفيز.
وفي غضون ذلك رجح خبراء البنك أن يشهد النفط زيادة على الطلب من الصين، ما يؤدي إلى قفزة في أسعار النفط، بيد أن هذا يأتي رهنًا بقوة التحفيز.
ولفت مدير الأبحاث في ريستاد إنرجي، كلاوديو غاليمبرتي، إلى أن مسار الأسعار سيعتمد على وضع الاقتصاد الكلي في الصين بصورة أساسية.
وفي المقابل توقع مدير الأبحاث في ريستاد إنرجي، أن تواصل أوبك+ بقيادة السعودية معالجة اختلالات الأسواق عبر تخفيضات جديدة إذا لزم الأمر.