وول ستريت
وول ستريتشترستوك

انتعاش الطلب الصيني يضاعف أسعار الناقلات النفطية

أدت زيادة الطلب الصيني على النفط إلى ارتفاع تكاليف الشحن بشكل حاد، حيث أدى تدفق الصادرات الأميركية إلى الصين، إلى رفع أسعار تأجير ناقلات النفط الخام العملاقة عالمياً.

وتستورد الصين النفط بواسطة ناقلات النفط العملاقة، وهي إشارة إلى تسارع الطلب على الطاقة، بعد خروج ثاني أكبر اقتصاد في العالم من عمليات الإغلاق.

ويتم نقل الخام إلى الصين، وهي أكبر مستورد للنفط في العالم، في ناقلات بحجم برج إيفل تسمى ناقلات النفط الخام الكبيرة جدا، التي تحمل كل منها مليوني برميل من النفط.

ويقول وسطاء السفن، إن تكلفة استئجار أكثر أنواع الناقلات المرغوبة، والتي تتميز بأنظمة عادم حديثة، قفزت إلى ما يقارب 100 ألف دولار في اليوم، وهو ضعف معدل الشهر الماضي.

ويأتي وراء هذا الارتفاع، طفرة في الطلب على النفط الخام، بصناعة تكرير النفط في الصين، حيث يوجد طلب مرتفع على النفط الأميركي بشكل خاص في الوقت الحالي.

وتأثر الاقتصاد الصيني بعد إلغاء الرئيس شي جين بينغ، قيود كوفيد في أواخر العام الماضي، في حين تشير البيانات الأخيرة إلى أن النشاط يتحسن، ويقول التجار والوسطاء إن الطلب على النفط بدأ في الارتفاع.

وتسير واردات الخام الصينية على المسار الصحيح، لمطابقة أو تجاوز المستوى القياسي اعتبارا من يونيو 2020، وفقا لشركة تتبع السلع Kpler.

ويمثل ذلك انتعاشا لشركات تأجير الناقلات، بما في ذلك Frontline PLC المدرجة، في بورصة نيويورك، وEuronav NV وTeekay Tankers Ltd.

وفي نفس الوقت، هناك آثار آخرى محتملة، حيث من الممكن أن تؤدي الزيادة المستمرة في الطلب الصيني على الطاقة، إلى زيادة أسعار البنزين والغاز الطبيعي على مستوى العالم، وهذا من شأنه أن يعقد مهمة البنوك المركزية إلى تحاول كبح جماح التضخم.

وحتى الآن لم يظهر أثر زيادة الطلب الصيني في أسعار النفط، بل في نقيض من ذلك انخفضت أسعار خام برنت بنسبة 13% هذا الشهر، لتصل إلى 72.97 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ أواخر عام 2021.

وأثارت الاضطرابات في النظام المصرفي الأميركي والأوروبي، مخاوف من حدوث ركود من شأنه أن يعوق استهلاك الطاقة في الغرب.

وعلى الرغم من ذلك، يقول بعض المديرين التنفيذيين والتجار في قطاع الطاقة إن إطفاء تعطش الصين للنفط من المرجح أن يدفع الأسعار في وقت لاحق من هذا العام. وفقا للرئيس التنفيذي لشركة Euronav هوغو دي ستوب، والتي تمتلك أكثر من 40 ناقة نفط عملاقة.

ويقول أصحاب السفن والوسطاء، إن الناقلات التي تم وضعها لشحن الخام الأميركي إلى الصين، هي أكثر السفن التي تشهد طلبا في السوق.

وحتى قبل عمليات البيع هذا الأسبوع، أدى ضعف الطلب الأميركي إلى انخفاض سعر الخام الأميركي، مقارنة بنفط الشرق الأوسط، وقال متعاملون إن شراء الصين للنفط الروسي المنخفض زاد أيضا بعد أن ارتد في البداية عندما دخلت العقوبات حيز التنفيذ في ديسمبر 2022.

وستقوم السفن المستأجرة الآن بنقل النفط الأميركي إلى الموانئ الصينية في أواخر مايو، أو أوائل يونيو، وقال محللون في HSBC إن 41 حجزاً للناقلات حدث خلال الأيام العشرة الأولى من مارس، مقارنة بنحو 62 في فبراير بأكمله.

وأضاف المحللون أنهم يتوقعون بقاء أسعار ناقلات النفط العملاقة عند مستويات عالية.

وتصدرت يونيبيك، الذراع التجارية لشركة التكرير الصينية الحكومية، مجموعة الحجوزات منذ بداية فبراير وفقا للبيانات.

وقال أحد الوسطاء في سنغافورة إن هناك أكثر من 20 شحنة متجهة إلى يونيبيك، تحمل على متنها نحو 8.5 مليون برميل، وأن النشاط مستمر في مارس.

وتتناقض أسعار الناقلات المرتفعة مع التراجع في أسواق الشحن الأخرى، وهو انخفاض أطلق تحذيرا بشأن الاقتصاد العالمي. وتراجعت أسعار شحن الحاويات حيث قطع الشاحنون ما يصل إلى ثلث الرحلات عبر المحيط الهادئ بعد تباطؤ الطلب على السلع.

وتؤدي العقوبات المفروضة على النفط الروسي، إلى تقليص إمدادات السفن، وبدلا من استيراد الخام الروسي من موانئ البلطيق والبحر الأسود المجاورة، تشتري أوروبا من غرب إفريقيا والولايات المتحدة والخليج العربي. ويتجه النفط الروسي إلى الهند أو الصين، ويتبادل في بعض الأحيان من ناقلات أصغر إلى ناقلات أكبر، في طريقه في البحر الأبيض المتوسط.

وقد أدى عدم اليقين بشأن مستقبل الوقود البحري والتنظيم، إلى ردع المالكين عن تقديم الطلبات. تقدر Clarkson PLC، وهي شركة وساطة للسفن، أن سعة الناقلات ستنمو بنسبة 2.9% فقط من السفن الجديدة، التي تضرب المياه. في المقابل، من المقرر أن يزيد أسطول الغاز الطبيعي المسال بنسبة 50 %، بناء على دفاتر طلبات شركات بناء السفن.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، يوم الأربعاء، إنه من المتوقع أن تدفع الصين زيادة قدرها مليوني برميل في الطلب العالمي على النفط هذا العام، ما يرفعها إلى مستوى قياسي بلغ 102 مليون برميل.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com