وفي غضون ذلك، يبدو أن النفط تجاوز مؤقتًا صدمة المؤشرات الأولية لمخزونات النفط الصادرة عن معهد البترول الأميركي منذ ساعات قليلة.
وفي الوقت ذاته، تترقب الأسواق بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي والتي ستحدد كثيرًا توجهات الفيدرالي في الاجتماع المقبل بشأن أسعار الفائدة.
وتعد الفائدة المرتفعة رياحًا معاكسة لأداء النفط حيث تمنح الدولار الأميركي مزيدًا من القوة وهو ما يرفع من تكلفة حيازة ونقل وتأمين النفط.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة لخام نايمكس الأميركي تسليم أكتوبر بحوالي 0.3% إلى مستويات 89.15 دولار للبرميل.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم نوفمبر بنسبة 0.35% وصولًا إلى مستويات 92.33 دولار للبرميل.
عزز من صعود الأسعار إعلان وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، اليوم الأربعاء، بأن إنتاج النفط الروسي من المتوقع أن ينخفض1.5% خلال العام الجاري 2023.
ترى محللة السلع في سي إم سي، تينا تنغ، أن المتداولين سيراقبون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي لشهر أغسطس، والتي قد تحدد مدى ارتفاع أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد بالعالم وأكبر مستهلك للنفط.
ولفتت محللة السلع في سي إم سي إلى أن التوقعات الأفضل على المدى الطويل لأسعار النفط لا تزال باتجاه صاعد.
وعزت تنغ تلك التوقعات إلى ترجيحات زيادة الطلب في الصين، مع تراجع الإمدادات من قبل كبار المنتجين وهو عامل سيعزز من زخم ودعم الأسعار.
ومنذ قليل، أظهرت بيانات معهد البترول الأميريكي أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، ارتفعت بمقدار 1.174 مليون برميل خلال الأسبوع قبل الماضي.
ووفقًا للتقرير الأسبوعي لمعهد البترول، ارتفعت مخزونات البنزين 4.21 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بينما زاد مخزون المقطرات بمقدار 2.59 مليون برميل.
ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية بياناتها الرسمية عن المخزونات، اليوم الأربعاء، وسط توقعات بانخفاض مخزون الخام 1.9 مليون برميل.
وفي تقرير حديث لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، رفعت الإدارة توقعاتها لمتوسط سعر خام نايمكس الأميريكي إلى 79.65 دولار للبرميل خلال 2023.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة، من المرجح أن يبلغ متوسط سعر خام برنت القياسي مستوى 84.46 دولار للبرميل خلال عام 2023.
ويتزامن رفع توقعات متوسط أسعار النفط مع التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط من كبار المنتجين بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا.
وفي وقت سابق، كانت السعودية أعلنت عن تخفيضات طوعية لإنتاج الخام بمقدار مليون برميل يوميًا منذ شهر يوليو، وذلك قبل أن تقرر المملكة تمديد الخفض حتى نهاية ديسمبر.
وفي الوقت ذاته، أعلنت روسيا عن خفض صادرات النفط بواقع 500 ألف برميل، قبل أن تمدد هذا القرار حتى سبتمبر بتخفيض في حدود 300 ألف برميل.
وفي غضون ذلك، قررت أوبك+ خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا منذ نوفمبر 2022 وحتى نهاية 2024، إضافة إلى تخفيضات طوعية للإمدادات تنفذها 9 دول من التحالف، بقيادة السعودية.
وقال ينس بيدرسن، مدير أبحاث النفط والسلع الأولية في بنك دانسكي: "تواصل أسعار النفط الارتفاع، متحدية معنويات المخاطرة السلبية للطلب الصيني وقوة الدولار الأميركي".
وأشار بيدرسن، إلى أنه بالإضافة إلى سوق الوقود المحدودة بالفعل، تخطط روسيا لخفض صادرات الديزل من موانئها الغربية الرئيسية بمقدار الربع هذا الشهر والاحتفاظ بمزيد من الإمدادات في الداخل بسبب الصيانة الموسمية لمصافي التكرير.
ولفت بيدرسن إلى أن هذه الأخبار أدت إلى ارتفاع العقود الآجلة للديزل، متجاوزة مكاسب النفط الخام.
ومع ذلك، لا تزال بعض البنوك حذرة، تجاه ارتفاع أسعار النفط، وفقًا لرؤية محللي جي بي مورغان تشيس بقيادة ناتاشا كانيفا.
ويرى محللو جي بي مورغان تشيس أنه من غير المرجح أن يصل سعر النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل هذا العام وسط الطلب المقيد.
وأشارت ناتاشا كانيفا، إلى أنه إضافة إلى المشاعر السلبية بشأن تعافي الطلب الصيني يأتي تحول التوقعات بشأن استمرار البنوك المركزية في مكافحة التضخم عبر رفع الفائدة.
ويؤدي رفع الفائدة وخاصة من جانب الفيدرالي إلى تحفيز ارتفاع الدولار، والذي يمثل ضغطًا على ارتفاع الأصول المسعرة بالعملة الأميركية على غرار النفط والذهب.
وقالت ناتاشا كانيفا: "ستظل قلة العرض محركًا رئيسيًا، ولكن اعتبارًا من الأسبوع المقبل، من المرجح أن تجذب قرارات أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الاهتمام."
وبنهاية تعاملات، أمس الثلاثاء، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بحوالي 1.6% وصولا إلى مستويات أعلى الـ 92 دولارا للبرميل.
وتزامنًا ارتفع سعر برميل الخام الأميركي نايمكس بما يقرب من 1.9% وصولا إلى مستويات قرب الـ 89 دولارًا للبرميل بنهاية تعاملات، أمس الثلاثاء.