النفط يتراجع مع تقدم مفاوضات واشنطن - إيران
السوق تراقب اجتماعين لـ« أوبك+» اليوم والسبت
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة، اليوم الأربعاء، بعد التراجعات الكبيرة أمس، مدعومة بالقرار الأميركي الذي يمنع شركة شيفرون من تصدير الخام من فنزويلا بموجب ترخيص جديد؛ ما يزيد احتمال تقلص المعروض.
وانخفضت أسعار النفط أمس أكثر من 1% مدفوعة بمخاوف من زيادة المعروض بعد أن أحرز الوفدان الإيراني والأميركي بعض التقدم في محادثاتهما وتوقعات بأن تحالف «أوبك+» سيقرر زيادة الإنتاج في اجتماع سيعقد مطلع الأسبوع المقبل.
◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر أغسطس نحو 0.4 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.6% وصولاً إلى مستويات قرب 64 دولاراً في البرميل بحلول الساعة الـ5:20 بتوقيت غرينتش.
◄ ازدادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر يوليو نحو 8% أو ما يعادل 0.5 دولار في البرميل وصولاً إلى مستويات 61.4 دولار في البرميل.
◄ عند نهاية تعاملات أمس انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 65 سنتاً بما يعادل 1% إلى 64.09 دولار للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 64 سنتاً بما يعادل 1.04% إلى 60.89 دولار للبرميل.
◄ ارتفعت أسعار النفط، عند نهاية تعاملات يوم الاثنين لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي وسط مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
◄ ازدادت أسعار النفط في نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، لكنها سجلت أول انخفاض أسبوعي خلال 3 أسابيع، وسط تزايد المخاوف من زيادة المعروض بعد أنباء عن تجاه «أوبك+»، لتنفيذ زيادة جديدة في الإنتاج.
أصدرت إدارة الرئيس الأميريكي دونالد ترامب ترخيصاً جديداً لـ«شيفرون» يسمح لها بالاحتفاظ بأصولها في فنزويلا، بما في ذلك حصصها في مشروعات نفطية مشتركة مع شركة «بتروليوس دي فنزويلا» الحكومية، ولكن ليس لتصدير النفط أو توسيع أنشطتها.
في الأسابيع القليلة الماضية، أجرت «شيفرون» وعدد من الشركات الأوروبية محادثات مع مسؤولين في واشنطن للحصول على تصاريح للحفاظ على حصصها وأصولها في فنزويلا وسط سياسة الرئيس دونالد ترامب التقييدية تجاه كراكاس.
بموجب الترخيص الجديد، لا يمكن لـ«شيفرون» تشغيل حقول النفط في فنزويلا أو تصدير نفطها أو توسيع أنشطتها، مضيفة أن الهدف من ذلك هو تجنب أي مدفوعات محتملة لإدارة الرئيس نيكولاس مادورو.
قالت شركة «شيفرون»: «انتهت صلاحية الترخيص العام 41 بي، ويظل استمرار وجود (شيفرون) في فنزويلا متوافقاً مع جميع القوانين واللوائح المعمول بها، بما في ذلك إطار العقوبات الذي وضعته الحكومة الأميركية».
كتب روبرت ريني رئيس استراتيجية السلع والكربون لدى «ويستباك» في مذكرة: «فقدان براميل (شيفرون) الفنزويلية في الولايات المتحدة سيترك نقصاً في المصافي وبالتالي الاعتماد أكثر على خام الشرق الأوسط».
كان ترامب ألغى الترخيص السابق في الـ26 من فبراير، وازداد إنتاج النفط الفنزويلي قليلاً في السنوات القليلة الماضية إلى نحو مليون برميل يومياً بفضل التراخيص الممنوحة لـ«شيفرون» وشركات أجنبية أخرى.
لدى فنزويلا، العضو في منظمة «أوبك»، أكبر احتياطيات من النفط الخام في العالم، لكن إنتاجها النفطي لا يزال ضئيلاً للغاية مقارنة بما كان عليه قبل عقد بسبب نقص الاستثمار وسوء الإدارة في «بتروليوس دي فنزويلا» والعقوبات الأمريكية منذ 2019.
كما ازداد إنتاج النفط الفنزويلي قليلاً في السنوات القليلة الماضية إلى نحو مليون برميل يومياً بفضل التراخيص الممنوحة لـ«شيفرون» وشركات أجنبية أخرى.
جاء انخفاض الأسعار أمس بعد ظهور مؤشرات على إحراز تقدم محدود في الجولة الخامسة من المحادثات النووية الإيرانية الأميركية، وتتوقع السوق أن أي حل بين البلدين قد يضيف المزيد من إمدادات النفط الإيراني إلى السوق.
اختتم الوفدان الإيراني والأميركي جولة خامسة من المحادثات في روما الأسبوع الماضي، ورغم ظهور دلائل على إحراز بعض التقدم، كان هناك العديد من نقاط الخلاف التي تعذر تجاوزها، ولا سيما مسألة تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وكتب دينيس كيسلر نائب الرئيس للتداول في «بي أو كيه فاينانشال» عبر مذكرة: «يجتمع تحالف (أوبك+) أيضاً الأسبوع المقبل إذ من المرجح أن يتفق على زيادات أخرى في الإنتاج، وهو إذا ما حدث، سيكون بمثابة عامل ضغط كبير على أسعار النفط الخام في الأمد القريب، خصوصاً إذا أضافت إيران براميل من خلال الاتفاق المحتمل (مع الولايات المتحدة)».
أما إذا فشلت المحادثات النووية بين إيران وأميركا، فقد يعني ذلك استمرار العقوبات على إيران؛ ما يحد من إمدادات النفط الإيرانية، في حين أن أي حل سيؤدي إلى تدفق النفط الإيراني إلى السوق.
من المقرر عقد اجتماع كامل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها (أوبك+)، اليوم الأربعاء، إلا أنه من غير المتوقع حدوث أي تغييرات في السياسة.
كما أن اجتماعاً آخر من المتوقع أن يعقد يوم السبت قد يفضي إلى الاتفاق على تسريع إنتاج النفط في شهر يوليو، إذ قد يتقرر رفع الإنتاج لشهر يوليو عندما يجري ثمانية أعضاء في المجموعة محادثات، بشان مواصلة التخلي عن التخفيضات السابقة التي بلغت في ذروتها 2.2 مليون برميل.
أدى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتمديد المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو إلى تهدئة المخاوف من الرسوم الجمركية التي قد تؤثر سلباً في الطلب على الوقود؛ ما حد من الخسائر في الأسواق.
إلى ذلك كتب جيوفاني ستونوفو المحلل لدى بنك «يو بي إس» في مذكرة إن انحسار مخاوف الحرب التجارية يسهم في ارتفاع الأسعار، لكن فرص الارتفاع لا تزال محدودة حتى يتضح ما سيقرره «أوبك+» يوم السبت المقبل.