الأسعار تحوّل دفتها بعد أن سقطت لقاع أسبوعين
علاوة المخاطر تتلاشى والسوق تراقب «هدنة هشة»
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء، بعد بداية هادئة، مع صدور بيانات أولية إيجابية لمخزونات النفط الأميركية.
وجاءت زيادة الأسعار رغم الضغط المزدوج عليها إثر وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، ومنح الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضوءاً أخضر لبكين لشراء نفط إيران، حيث بلغت الأسعار أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين خلال بضع ساعات فقط، متكبدة خسائر 20%.
◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر ما يقرب من 0.95 دولار تعادل 1.45% لتبلغ مستويات 67.1 دولار للبرميل، بحلول الساعة 6:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.
◄ كما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس بمقدار واحد دولار في البرميل تعادل 1.5% إلى مستويات 65.4 دولار للبرميل.
◄ تعمقت خسائر السوق بعد أن نشر ترامب على منصة التواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» أن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، يمكنها الآن مواصلة شراء النفط من إيران.
◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 4.34 دولار تعادل 6.1% إلى مستويات 67.14 دولار للبرميل عند تسوية أمس، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.14 دولار تعادل 6% إلى مستويات 64.37 دولار للبرميل.
◄ كما تعرض النفط الخام لخسائر تجاوزت 7% أول أمس، بعد شن إيران هجوما على قاعدة عسكرية أميركية في قطر، لتتجنب بذلك خيار إغلاق مضيق هرمز التي لوحت به سابقاً.
كتب ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال»: «يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران، ونأمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة أيضاً».
في غضون ذلك، أوضح البيت الأبيض في بيان، أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أن الصين يمكنها مواصلة شراء النفط الإيراني بعد موافقة إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار.
ولفت إلى أن ترامب كان يقصد عدم إغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط، إذ إن إغلاقه كان سيؤدي لعواقب وخيمة على الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني في العالم.
من المتوقع أن يمثل أي تخفيف للعقوبات المفروضة على إيران تحولاً في السياسة الأميركية بعد تأكيد ترامب في فبراير أنه سيعيد فرض سياسة أقصى الضغوط على إيران بسبب برنامجها النووي وتمويلها لجماعات مسلحة في الشرق الأوسط.
وفرض الرئيس الأميركي جولات من العقوبات المتعلقة بإيران، بما في ذلك على عدد من المصافي الصينية المستقلة ومشغلي الموانئ بسبب شراء النفط الإيراني.
لا تعني تصريحات ترامب ان الصين كانت متوقفة عن شراء نفط إيران؛ إذ لا طالما عارضت الصين ما وصفتها بأنها إساءة استخدام واشنطن للعقوبات أحادية الجانب غير القانونية.
يمثل النفط الإيراني حوالي 13.6% من مشتريات الصين من النفط هذا العام؛ إذ يوفر الخام منخفض السعر مصدراً رئيساً للمصافي المستقلة التي تعمل بهوامش ربح ضئيلة.
بالمقابل، يشكل النفط الأميركي 2% فقط من واردات الصين، كما أن الرسوم الجمركية التي تفرضها بكين بـ10% على النفط الأميركي تعوق المزيد من المشتريات.
من شأن زيادة الصين ومستهلكين آخرين مشترياتهم من النفط الإيراني أن ترفع إمدادات النفط العالمية؛ ما يعني مزيداً من الضغط على أسعار النفط، التي لم تر إنفراجة إلا مع اندلاع الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
يعكس الضوء الأخضر الذي منحه الرئيس ترامب للصين لمواصلة شراء النفط الإيراني عودة إلى تطبيق متساهل للعقوبات، والتخلي عن سياسة أقصى ضغط، التي تم التغافل عنها في وقت سابق من الشهر الماضي.
كان تأثير العقوبات الأميركية على صادرات إيران محدوداً منذ ولاية ترامب الرئاسية الأولى عندما اتخذ إجراءات صارمة ضد طهران.
يبلغ إنتاج إيران من النفط حالياً نحو 3.3 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات «أوبك»، في حين تصدر طهران أكثر من مليوني برميل يومياً من النفط والوقود، عبر العديد من الوسائل من بينها أسطول الظل.
يراقب المتداولون من كثب وقف إطلاق النار الهش، مع اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل وإيران بانتهاكه بعد ساعات فقط من الإعلان عنه.
في وقت سابق من أمس، أشارت كل من إيران وإسرائيل إلى أن الحرب الجوية بينهما قد انتهت، على الأقل في الوقت الراهن، بعد أن وبخهما ترامب علنا لانتهاكهما وقف إطلاق النار.
وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، وقد تؤدي أعمال القتال إلى تعطيل إمداداتها من النفط، ومن ثم ارتفاع الأسعار، في المقابل من شأن تخفيف العقوبات الأميركية في إطار أي اتفاق نووي السماح لإيران بتصدير المزيد من النفط؛ ما سيؤثر سلباً على أسعار النفط العالمية.
قدرت بنوك استثمار «غولدمان ساكس» و«باركليز بنك»، علاوة مخاطر انقطاع الإمدادات أو تعطلها جراء الحرب التي اندلعت في 12 يونيو بحوالي 5 إلى 10 دولارات، وهي العلاوة التي تلاشت مع إعلان وقف إطلاق النار.
كتب كبير المحللين لدى شركة «بي.في.إم» للوساطة والاستشارات تاماس فارغا في مذكرة: «تلاشت تماماً علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تراكمت منذ الهجوم الإسرائيلي الأول على إيران قبل أسبوعين تقريباً».
تبددت مخاوف الأسواق بشأن إغلاق مضيق هرمز، بعد رد إيران المحدود على الولايات المتحدة التي قصفت ثلاثة مواقع نووية، من بينها موقع «فوردو» الذي يعد من أهم مواقع تخصيب اليورانيوم الإيراني.
◄ يترقب المستثمرون بيانات الحكومة الأمريكية حول المخزونات المحلية للخام والوقود المقرر صدورها اليوم الأربعاء.
◄ أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أمس أن مخزونات الخام الأميركي انخفضت بمقدار 4.23 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 يونيو.