الأسعار تتراجع إلى مستويات ما قبل الحرب
خام غرب تكساس الوسيط يهوي حوالي 15%
وسّعت أسعار النفط الخام تراجعاتها الحادة خلال التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، لتهوي نحو 15% في بضع ساعات، وهى الخسائر التي جاءت مع تجنب إيران إغلاق مضيق هرمز رداً على الهجمات الأميركية مطلع هذا الأسبوع.
وانخفضت أسعار النفط أكثر من 7% عند التسوية أمس، لتخسر أكثر من خمسة دولارات للبرميل بعد عدم اتخاذ إيران أي إجراء لتعطيل حركة ناقلات النفط والغاز عبر مضيق هرمز، لكنها هاجمت بدلاً من ذلك قاعدة عسكرية أمريكية في قطر.
◄ هوت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر اليوم، ما يقرب من 3 دولارات أو ما يعادل 3.2% لتبلغ مستويات 67.4 دولار للبرميل، بحلول الساعة الـ4:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى من الـ5 من يونيو الحالي.
◄ هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس بمقدار 3.5 دولار في البرميل، تعادل 3.5% إلى مستويات 64.4 دولار للبرميل.
◄ عند نهاية تعاملات أمس، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 5.53 دولار أو 7.2% إلى مستويات قرب 70 دولاراً للبرميل عند التسوية، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5.53 دولار في البرميل أو ما يعادل 7.2% إلى 68.51 دولار.
◄ جاءت التراجعات بعدما ردت إيران على الغارات الجوية الأميركية على مواقعها النووية الرئيسة بهجوم صاروخي على قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، ولم يسفر الهجوم عن أي إصابات.
◄ في وقت تلا نهاية جلسة أمس، انخفض كلا الخامين القياسيين بنحو 9% في تعاملات ما بعد ساعات التداول، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
كتب ترامب على منصة «تروث سوشيال» منذ ساعات أن وقف إطلاق نار كاملاً وشاملاً بين إسرائيل وإيران سيدخل حيز التنفيذ في غضون 12 ساعة، ومن ثم ستعتبر الحرب منتهية.
وقال البيت الأبيض، إن ترامب توسط في الاتفاق أمس، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما كان فريقه يتواصل مع المسؤولين الإيرانيين.
في التعاملات المبكرة أمس، ارتفع خام برنت نحو 6% وزاد الخام الأميركي 7.2%، مع قلق المستثمرين من أن الرد الإيراني قد يؤدي إلى تعطيل صادرات النفط من الخليج.
هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق قبالة سواحل جنوب إيران يمر عبره حوالي خُمس إمدادات النفط العالمية في طريقها إلى مصافي التكرير في أنحاء العالم.
وقالت إيران، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، إن الهجوم الأميركي على مواقعها النووية وسّع نطاق الأهداف المشروعة لقواتها المسلحة.
في الوقت ذاته، أعلنت شركة نفط البصرة العراقية الحكومية في بيان، أمس، أن شركات النفط الكبرى إيني وبي.بي وتوتال إنرجيز العاملة في حقول عراقية بدأت في إجلاء موظفيها من حقول النفط العراقية.
في غضون ذلك، بينما كانت الأسواق تنتظر رد إيران على الضربة الأميركية ارتفع النفط إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع الإسرائيلي الإيراني.
كتبت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق لدى «فيليب نوفا» في مذكرة: «إذا التزم الطرفان بوقف إطلاق النار كما أُعلن، فقد يتوقع المستثمرون عودة أسعار النفط إلى طبيعتها».
أضافت ساشديفا: «في المستقبل، سيلعب مدى التزام إسرائيل وإيران ببنود وقف إطلاق النار المعلنة في الآونة الأخيرة دوراً مهماً في تحديد أسعار النفط».
بعد أن وافقت إسرائيل وإيران بشكل كامل على وقف لإطلاق النار، إذا التزم الطرفان بالتوقيتات المحددة فستنتهي الحرب رسمياً بعد 24 ساعة لينتهي صراع استمر 12 يوماً.
في مطلع هذا الأسبوع، قدّر خبراء بنك «جيه.بي مورغان» أن أسعار النفط قد ترتفع إلى ما بين 120 و130 دولاراً للبرميل في أسوأ السيناريوهات التي تتضمن توسع الصراع في المنطقة، بما يشمل إغلاق مضيق هرمز.
لفتت خبراء «جيه.بي مورغان» إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل أثار المخاوف إزاء احتمال تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط؛ ما دفع أسعار الخام إلى الارتفاع مع تقييم المتعاملين لتزايد المخاطر الجيوسياسية.
بينما قال بنك «غولدمان ساكس» في تقرير صدر أول أمس الأحد، إن خام برنت قد يصل إلى ذروته لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وإذ ظلت منخفضة بنسبة 10% خلال 11 شهراً التالية.
يبلغ إنتاج إيران من النفط حالياً نحو 3.3 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات «أوبك»، في حين تصدّر طهران أكثر من مليوني برميل يومياً من النفط والوقود.
إيران هي ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وقد تؤدي أعمال القتال إلى تعطيل إمداداتها من النفط، وبالتالي ارتفاع الأسعار.
في المقابل من شأن تخفيف العقوبات الأميركية في إطار أي اتفاق نووي محتمل مع إيران بتصدير المزيد من النفط، سيؤثر سلباً على أسعار النفط العالمية.