تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أسبوع اليوم الاثنين، بعد أن أكد تحالف «أوبك+» عزمه تنفيذ زيادة كبيرة في إنتاج النفط خلال سبتمبر، في وقت لا يزال فيه المتعاملون متحفظين حيال تداعيات أي عقوبات إضافية محتملة ضد روسيا.
فقد انخفضت العقود الآجلة لخام «برنت» بمقدار 1.55 دولار، أي بنسبة 2.3%، لتصل إلى 68.1 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى منذ 23 يوليو.
كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.72 دولار، أو ما يعادل نحو 2.5%، ليبلغ 65.65 دولار للبرميل. وكان الخامان القياسيان قد خسرا نحو دولارين لكل منهما يوم الجمعة الماضي.
أعلن تحالف الدول المصدّرة للنفط وحلفاؤها، المعروف بـ«أوبك+»، يوم الأحد، موافقته على زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يومياً في سبتمبر، ضمن خطة تدريجية لاستعادة الحصص السوقية التي فقدتها خلال فترة خفض الإنتاج.
تُعد هذه الخطوة جزءاً من سلسلة زيادات تهدف إلى استعادة نحو 2.5 مليون برميل يومياً، وهو ما يمثل قرابة 2.4% من الطلب العالمي، وذلك في عودة مبكرة وكاملة من أكبر شريحة خفض نفذها التحالف.
وقال تاماس فارغا، المحلل في شركة «بي في إم» لوكالة رويترز إن «أسعار النفط تتعرض لضغوط نتيجة قرار أوبك+»، مضيفاً أن مناقشات محتملة حول إلغاء تخفيضات إضافية بمقدار 1.65 مليون برميل يومياً تسهم أيضاً في تعميق الضغط النزولي على الأسعار.
من جهتها، قدّرت «غولدمان ساكس» أن الزيادة الفعلية في الإمدادات من الدول الثماني الأعضاء في «أوبك+» التي رفعت إنتاجها منذ مارس، ستبلغ نحو 1.7 مليون برميل يومياً، مشيرة إلى أن بعض الأعضاء خفّضوا إنتاجهم لتعويض تجاوزهم للحصص المحددة سابقاً.
في الوقت نفسه، يواصل المستثمرون تقييم تداعيات الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات عشرات الشركاء التجاريين، بينما يترقبون أي عقوبات أميركية جديدة ضد موسكو.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدّد بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على مشتري النفط الروسي، بهدف زيادة الضغط على الكرملين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
في هذا السياق، كشفت مصادر تجارية وبيانات من «إل إس إي جي» أن سفينتين محمّلتين بالنفط الروسي كانتا متجهتين إلى مصافٍ هندية قد تم تحويل وجهتهما إلى مناطق أخرى عقب فرض العقوبات الأميركية الجديدة.
يقدّر محللو «آي إن جي» أن نحو 1.7 مليون برميل يومياً من الإمدادات قد تكون مهددة في حال توقفت المصافي الهندية عن شراء النفط الروسي.
مع ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين حكوميين في الهند يوم السبت تأكيدهما أن البلاد ستواصل استيراد النفط من روسيا رغم تهديدات ترامب.