تمويلات جديدة تُنعش طموحات عُمان في قطاع النحاس

تسعى سلطنة عُمان إلى استعادة دورها التاريخي في قطاع تعدين النحاس، عبر إحياء صناعة تعود جذورها إلى آلاف السنين، مستفيدة من وفرة الرواسب المعدنية في أراضيها.

وفي إطار جهودها لتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل للشباب العُماني، تتجه السلطنة إلى قطاع التعدين كبديل استراتيجي لتراجع عائدات الهيدروكربونات.

وخلال هذا الأسبوع، حصلت شركة «مزون للتعدين»، التابعة لشركة «تنمية معادن عُمان» المملوكة للدولة، على تمويل قدره 270 مليون دولار من خلال تحالف يضم 6 بنوك، من بينها «بنك قطر الوطني»، ويُخصص هذا التمويل لأعمال استخراج النحاس في منطقة ينقل الواقعة على بُعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب العاصمة مسقط.

وتُقدَّر الاحتياطات المؤكدة في موقع ينقل بنحو 23 مليون طن من خام النحاس، وتهدف شركة «مزون» إلى إنتاج 115 ألف طن سنوياً من النحاس بدءاً من أوائل عام 2027، بحسب ما أعلنته شركة «تنمية معادن عُمان».

ووفقاً لتقرير نشره موقع (AGBI)، أفاد أحمد السعيدي، رئيس قسم الاستكشاف في «مؤسسة فهود للمعادن» بأن شركة «تنمية معادن عُمان» استثمرت أكثر من ملياري دولار خلال السنوات الخمس الماضية في 15 امتيازاً، مشيراً إلى أن الشركة تهدف إلى تنويع الاقتصاد العُماني وتعزيز مساهمة قطاع التعدين في الدخل الوطني.

ورغم الزخم الذي يشهده القطاع، يحذّر بعض الخبراء من التحديات المرتبطة بتكاليف الاستخراج، ويشير خليفة السويدي، المهندس المتقاعد من «شركة عُمان للتعدين»، إلى أن «عملية استخراج المعادن في عُمان مكلفة؛ لأن خامات النحاس والزنك وحتى الجبس تقع على أعماق كبيرة وتحيط بها الصخور، لكنها تستحق العناء في النهاية، فهناك المزيد من المعادن في عُمان لم تُكتشف بعد».

وبالإضافة إلى النحاس، تمضي شركة «تنمية معادن عُمان» قدماً في مشاريع لاستغلال رواسب البلاد من التيتانيوم والكروميت والدولوميت، ويتضمن التقرير السنوي الأخير للشركة استثمارات قيد التنفيذ، من بينها مشروع «صحار تيتانيوم» بقيمة 165 مليون دولار، والذي لا يزال قيد الإنشاء، ومن المتوقع أن ينتج 150 ألف طن سنوياً من ثاني أكسيد التيتانيوم.

كما يجري العمل على مشروع «الشويمية للمعادن الصناعية» في جنوب السلطنة، بقيمة 750 مليون دولار، ويعد من أكبر المبادرات في هذا الإطار، وتندرج هذه المشاريع ضمن استراتيجية وطنية أوسع لتعزيز دور التعدين في الاقتصاد العُماني.

وأضاف السويدي: «مستقبل قطاع التعدين واعد، ويمتلك إمكانات كبيرة لدعم تنويع الاقتصاد العُماني».

وتدير شركة تنمية معادن عُمان حالياً 14 منطقة امتياز في مختلف أنحاء البلاد، وقد حدّدت نحو 500 ألف طن من الكروميت، و111 مليون طن من السيليكا عالية النقاء، و242 مليون طن من الدولوميت، ما يشير إلى إمكانات قوية لمزيد من التوسع في القطاع.