عززت أسعار النفط الخام من مكاسبها للجلسة الثانية على التوالي، اليوم الخميس، تزامنًا مع توقعات تلوح في الأفق بشأن شح المعروض، ومخاوف من تفاقم الهجوم الإسرائيلي في رفح . لتتجاوز الأسعار زيادة كبيرة تفوق التوقعات في مخزونات النفط الخام الأميركية.
وساعد على اتساع مكاسب النفط استخدام أميركا، أول أمس الثلاثاء، حق النقض "الفيتو" مرة أخرى ضد مشروع قرار لمجلس الأمن بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، يمنع المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
وفي الوقت ذاته لا تزال هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب متواصلة، الأمر الذي يتسبب في إثارة المخاوف بشأن تدفقات الشحن عبر باب المندب وقناة السويس.
النفط الآن
ارتفعت أسعار النفط، في التعاملات المبكرة، اليوم الخميس، وأبقت على المكاسب التي سجلتها أمس الأربعاء والتي جاءت وسط مؤشرات على نقص الإمدادات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم شهر أبريل بحوالي 30 سنتا إلى مستويات 78.17 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.25%.
وفي الوقت ذاته صعد خام برنت القياسي تسليم أبريل بحوالي 25 سنتا وصولًا إلى مستويات قرب 83.50 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.2%.
اقرأ أيضًا- الأسواق تهدأ مؤقتاً.. هل هناك ما يدعو للقلق؟
النفط أمس
وبنهاية تعاملات أمس الأربعاء ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أبريل 2024، بحوالي 0.8% وصولا إلى مستويات 83.03 دولارًا للبرميل.
بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي، تسليم أبريل بما يقرب من 1.2% وصولا إلى مستويات قرب الـ78 دولارًا للبرميل.
يرى محللو إيه إن زد (ANZ) أن علامات الطلب القوي في الصين عززت المعنويات، ودعمت ارتفاع أسعار النفط الخام، بعدما خفضت الصين الفائدة وانتعشت السياحة.
المخزونات الأميركية
وفي مؤشرات أولية على استهلاك النفط الخام في الولايات المتحدة الأميركية في الأسبوع الماضي، جاءت بيانات معهد البترول الأميركي، والتي ظهرت صباح اليوم الخميس، سلبية للغاية حيث ارتفعت كثيرًا أعلى من التوقعات.
وكشفت بيانات معهد البترول الأميركي الأسبوعية ارتفاع مخزونات النفط الخام بحوالي 7.168 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقابل توقعات بزيادة في حدود 4.298 مليون برميل.
وكانت بيانات معهد البترول الأميركي الأسبوعية في الأسبوع قبل الماضي كشفت عن زيادة بواقع 8.52 مليون برميل بعد زيادة أقل بواقع 0.67 مليون برميل، لترتفع المخزونات للأسبوع الثالث على التوالي.
اقرأ أيضًا- بنك عالمي: احترسوا الفيدرالي قد يفعلها!
ما يقود السوق؟
كتب محللو إيه.إن.زد في مذكرة: "اتسعت علاوة الأسعار الفورية مقارنة بالعقود الآجلة القريبة خلال الأسابيع الماضية، مما يشير إلى توقعات قوية للطلب على المدى القريب".
ولفت محللو إيه.إن.زد إلى أن الأسعار ارتفعت أكثر من 1% أمس الأربعاء، وسجلت عقود النفط المرتبطة بالتسليم على المدى القريب أعلى علاوة لها منذ أشهر.
وقال محللو إيه.إن.زد: "يدعم إعادة تشغيل مصافٍ في الولايات المتحدة الطلب، بعد أن أدت سلسلة من التوقفات في وقت سابق إلى خفض معدلات تشغيل المصافي الأميركية إلى أدنى مستوى في عامين".
علاوة المخاطر
وأوضحت رئيس مؤسسة فاندا إنسايتس لأبحاث السوق فاندانا هاري، أن أسعار العقود الآجلة باتت محددة نوعًا ما، وتتحرك في نطاق لا يقل عن 6-7 دولارات للبرميل من علاوة المخاطر المضمنة في المستويات الحالية.
وقالت فاندانا هاري: "الأسعار قد تظل مقيدة حتى نقطة التحول التالية في أزمة غزة، سواء كان ذلك بوقف التصعيد من خلال وقف إطلاق النار، أو تفاقم الهجوم الإسرائيلي في رفح".
اقرأ أيضًا- الدولار يهبط.. هل نفد صبر الفيدرالي؟
بيانات مرتقبة
وترقب الأسواق بيانات المخزونات الأميركية الرسمية وبيانات المصافي التي بدأت في العودة للعمل وهو ما يعزز آمال تعافي الطلب على النفط الخام ويعزز صعود الأسعار.
ويتوقع محللو إس أند بي غلوبال أن تكون معدلات استخدام المصافي الأميركية ارتفعت 0.9 % الأسبوع الماضي من 80.6 % من القدرة الإجمالية في الأسبوع الماضي.
وفي المقابل تترقب الأسواق بيانات مخزونات الخام الأميركية، والتي من المرجح أن تكون قد زادت في الأسبوع الماضي بما يقرب من 4 ملايين برميل وهو ما يعد سلبيًا على ارتفاع الأسعار.
توترات الشرق الأوسط
قال محلل السوق في آي جي (IG)، توني سيكامور: "أسواق توازن بين مخاوف الطلب الضاغطة على الأسعار والتوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط المحفزة لها".
وفي الوقت ذاته يرى محللو إيه إن زد (ANZ) أن المخاوف من أن يستغرق خفض الفيدرالي أسعار الفائدة وقتا أطول مما كان متوقعا تلقي بظلالها على توقعات الطلب على النفط.
وأدت بيانات التضخم الأميركية الأسبوع الماضي إلى تراجع التوقعات ببداية وشيكة لدورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة.
قال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس: "العوامل الداعمة للأسعار لم تعوض بشكل كامل مخاوف الطلب، حيث عدل تقرير وكالة الطاقة الدولية توقعات نمو الطلب على النفط لعام 2024 بالخفض".