العواقب خطيرة.. السعودية تحذر من السحب من مخزونات النفط
مخزونات النفط الأميركية- Shutterstock

العواقب خطيرة.. السعودية تحذر من السحب من مخزونات النفط

السحب من مخزونات الطوارئ سيكون مؤلماً
أطلقت المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء تحذيرًا لأسواق النفط، تزامنًا مع تقلب أسعار الطاقة، ودخول النفط في موجة من التذبذبات السعرية الحادة في ظل الصراع الحاد بين قوى العرض وقوى الطلب، جنبًا إلى جنب واستمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط التي تسيطر على ثلث صادرات النفط الخام.

وحذرت السعودية من النتائج العكسية للسحب من مخزونات النفط الخام، وفي الوقت ذاته أكدت المملكة على لسان وزير الطاقة التزامها بتوريد احتياجات الأسواق من النفط.

جاء ذلك خلال كلمة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان اليوم الثلاثاء، ضمن فعاليات النسخة السادسة من "مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقدة في الرياض.

نفاد الطاقة الاستيعابية الفائضة من المخزونات يحمل تداعيات خطيرة، ومن واجبي التحذير من استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية
وزير الطاقة السعوي
ماذا يحدث؟

وفي محاولة لكبح أسعار النفط تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة المعروض النفطي من خلال تخفيف العقوبات عن فنزويلا، وهي الخطوة التي تأتي بعد الإفراج عما يزيد على 200 مليون برميل من مخزونات النفط الاستراتيجية.

وفي الجهة الأخرى تقف مساعي أوبك بلس وكبار المنتجين في مراقبة أسواق الطاقة، ومحاولتهم إعادة التوازن للأسواق، وحماية النفط من الاهتزازات المستمرة، عبر آليات عدة بينها خطة خفض الإنتاج.

اقرا أيضًا- ثروة تتبخر.. الملياردير الذي فقد عرشه
أمر مؤلم

وحذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بشأن السحب من مخزونات الطوارئ النفطية.

وقال وزير الطاقة السعودي: "نفاد الطاقة الاستيعابية الفائضة من المخزونات يحمل تداعيات خطيرة، ومن واجبي التحذير من استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية".

وأضاف الأمير عبد العزيز بن سلمان: "السحب من مخزونات الطوارئ النفطية سيكون مؤلماً الأشهر المقبلة".

السحب من مخزونات الطوارئ النفطية سيكون مؤلماً الأشهر المقبلة
وزير الطاقة السعودي
خطة واشنطن

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أطلقت خطة لسحب ما يزيد على 200 مليون برميل من مخزونات الطوارئ في محاولة للضغط على الأسعار النفط.

ومنذ العام الماضي أطلقت واشنطن ما يقرب ما يزيد على 205 ملايين برميل في إطار خطة الرئيس بايدن لتجديد المخزونات ومواجهة ارتفاع أسعار النفط، التي انعكست على أسعار الوقود ومعدلات التضخم في أميركا.

وانخفضت مخزونات الطوارئ الأميركية من النفط الخام، إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1984، نزولًا إلى ما يقرب من 420 مليون برميل.

اقرأ أيضًا- سقوط تاريخي.. بنك إسرائيل في ورطة والشيكل يهوي
التواصل مع أوروبا

وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن المملكة تتواصل مع عدد من الحكومات الأوروبية بخصوص الأزمة الحالية.

وقال وزير الطاقة السعودي: "إن صادرات المملكة النفطية تضاعفت إلى أوروبا في سبتمبر، إلى 950 ألف برميل يومياً مقارنة بـ 490 ألف برميل في العام الماضي".

المملكة العربية السعودية ستورد النفط خلال الأشهر القادمة إلى كل من يحتاج من الدول
وزير الطاقة السعودي
توريد النفط

وأكد وزير الطاقة السعودية أن المملكة العربية السعودية ستورد النفط خلال الأشهر القادمة إلى كل من يحتاج من الدول.

ولفت وزير الطاقة السعودي، إلى أن الجميع يتحدث عن ركود قوي، ومن المهم التحوط ضد الأسوأ، مشيرًا إلى ضرورة الاستعداد للأسوأ دائمًا.

اقرأ أيضًا- توقعات بتحقيق بنوك الإمارات أعلى أرباح على الإطلاق
تحقيق الاستقرار

وفي وقت سابق قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان: "تريد السعودية تحقيق الاستقرار في سوق النفط، وسنواصل التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط الخام حتى نهاية العام الحالي".

وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أنه كلما انخفضت التقلبات في سوق النفط العالمية، قل تدخلنا بالسوق.

وقال وزير الطاقة السعودي: "نحن نعيش في حالة من عدم اليقين، وينبغي أن نكون حذرين للوضع، ولا ينبغي أن نترك سوق النفط بمفرده للتقلبات، بل يجب أن نكون استباقيين وسط التحديات العديدة".

وأكد وزير الطاقة السعودي أن قرارات السعودية ستعتمد سواء بخفض إنتاج النفط أم الزيادة على اتجاهات السوق.

نحن نعيش في حالة من عدم اليقين، وينبغي أن نكون حذرين للوضع، ولا ينبغي أن نترك سوق النفط بمفرده للتقلبات
وزير الطاقة السعودي
الخفض الطوعي

وأعلنت وزارة الطاقة أن المملكة العربية السعودية مستمرة في الخفض التطوعي، البالغ مليون برميل يوميًا، والذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو 2023.

وتم تمديد خفض الإنتاج التطوعي لاحقاً وحتى نهاية شهر ديسمبر من عام 2023م، وبذلك سيكون إنتاج المملكة في شهري نوفمبر وديسمبر القادمين، ما يقارب 9 ملايين برميل يوميًا.

وأكدت وزراة الطاقة أن هذا الخفض هو بالإضافة إلى الخفض التطوعي، الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة في شهر أبريل من عام 2023م، والممتد حتى نهاية شهر ديسمبر من عام 2024.

اقرأ أيضًا- سندات إسرائيل تئن.. تخفيض محتمل لعملاق الغاز
خطة أوبك+

وتوصلت أوبك+ إلى اتفاق للحد من الإمدادات حتى 2024 في آخر اجتماعاتها في يونيو، وتعهدت السعودية بخفض طوعي للإنتاج في يوليو، ثم قررت تمديده ليشمل أغسطس، وتم تمديده مرة أخرى حتى سبتمبر.

وتبلغ تخفيضات إنتاج التحالف، باستثناء التخفيضات الطوعية الإضافية من المنتجين الثلاثة، 3.66 مليون برميل يوميا، أي ما يقرب من 3.6% من الطلب العالمي.

كلما انخفضت التقلبات في سوق النفط العالمية، قل تدخلنا بالسوق، ويجب أن نكون استباقيين وسط التحديات العديدة
وزير الطاقة السعودي
مؤتمر الاستثمار

وانطلق اليوم مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض، ويبلغ عدد المشاركين في النسخة السادسة 6000 مشارك.

فيما يبلغ عدد المتحدثين 500 متحدث في جلسات المؤتمر، التي يبلغ عددها 180 جلسة ستعقد بشكل متزامن.

إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة موزعة على أيام المؤتمر الثلاثة، لمناقشة مواضيع مهمة، من بينها موازنة النجاح مع الاستدامة والصعود الجيو اقتصادي والمساواة في عالم غير متساوٍ وما يواجه قادة العالم في محاولتهم لإعادة العالم، لما كان عليه قبل جائحة كورونا، وما يواجهه من تحديات مستعصية وغير متوقعة.

وسيتم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، فضلاً عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم، فيما ستعقد القمة الأولى في المؤتمر في اليوم الأول تحت شعار "صراع الأجيال".

ويتضمن جدول أعمال اليوم الثاني من المؤتمر، قمة "اقتصاد الطاقة الجديد" بمشاركة متحدثين كبار، لطرح رؤيتهم حول الوضع الحالي لقطاع التمويل والاقتصاد العالمي، ودور بعض الدول كاليابان في تمويل الطاقة المستدامة.

بينما يتضمن اليوم الثالث والأخير من المؤتمر، قمما مصغرة حول صعود العملات الرقمية "الكريبتو" ومستقبل إفريقيا بمشاركة عدد من المتحدثين من الصين وهونغ كونغ، لبحث أهمية الشراكة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط، وجلسة أخرى حول مستقبل الحوكمة البيئية والاجتماعية.

اقرأ أيضًا- ضريبة الحرب.. النفط يتقلب بشدة هبوط عنيف وارتفاع كبير

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com