وصدرت أمس بيانات مخزونات النفط الخام الأميركية والتي ارتفعت على عكس التوقعات بعدما زادت بمقدار أربعة ملايين برميل خلال الأسبوع إلى 420.6 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين لتراجع قدره 1.9 مليون برميل.
وفي غضون ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم نوفمبر بنسبة 1.3% أو ما يعادل 1.2 دولار وصولا إلى مستويات أعلى الـ 93 دولارًا للبرميل.
وتعد المستويات الحالية هى الأعلى للنفط منذ منتصف نوفمبر 2022، وهو أعلى مستوى مسجل في 10 أشهر.
وتزامنًا ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف بحوالي 1.4% أو ما يعادل 1.25 دولار في البرميل وصولا إلى مستويات قرب الـ 90 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ مطلع نوفمبر 2022.
طغت توقعات تشديد الإمدادات وتراجع المعروض لبقية عام 2023 على المخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي وتراجع الطلب الصيني وارتفاع المخزونات الأميركية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، أمس الأربعاء: "إن تمديد السعودية وروسيا لتخفيضات إنتاج النفط سيؤدي إلى عجز في السوق خلال الربع الرابع".
ولفت محلل السلع تاماس فارغا من شركة بي في إم للوساطة النفطية إلى أن الأسواق استوعبت تقرير المخزونات الأميركية.
وقال تاماس فارغا من شركة بي في إم للوساطة النفطية: "عودة الأسعار للارتفاع يشير إلى أن الرهان على الاتجاه الصعودي بات أكثر رسوخًا بعد التراجعات السريعة أمس الأربعاء".
ولفت محلل بي في إم للوساطة النفطية إلى أن ميزان العرض والطلب في سوق النفط سيظل هو المحرك المهيمن للأسعار لبقية عام 2023.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا: "إن المخاوف بشأن الإمدادات تدعم ارتفاع أسعار النفط حيث يلتزم المنتجون بشدة بالإنتاج المقيد".
وقبل يوم واحد من تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر أمس الأربعاء، أصدرت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعات محدثة للطلب القوي وأشارت إلى عجز في العرض في عام 2023 إذا تم الحفاظ على تخفيضات الإنتاج.
وفي غضون ذلك، قال محللو ANZ للأبحاث: "يبدو سوق النفط متشدداً خلال الربعين أو الأرباع الثلاثة المقبلة مع استمرار قيود العرض وسط طلب قوي ما يرجخ صعود الأسعار".
وفي غضون ذلك، توقع محللون في بنك أوف أميركا أن استمرار تخفيضات الإمدادات قد يرفع العقود الآجلة لخام برنت فوق عتبة 100 دولار للبرميل قبل نهاية العام.
ويرى محللو لدى بنك أوف أميركا أن إبقاء أوبك+ على تخفيضات الإمدادات الحالية حتى نهاية العام إضافة إلى المشهد المتفائل بخصوص قوة الطلب في آسيا ربما يدفعان سعر خام برنت إلى تجاوز 100 دولار للبرميل قبل 2024.
وقال محللو بنك أوف أميركا: "إن آسيا تقود نمو الطلب العالمي على الطاقة، بينما تواصل الصين تعزيز احتياطياتها من النفط لمواكبة اعتمادها على الواردات".
ويرى محلل السلع في راكوتين للأوراق المالية، ساتورو يوشيدا أن توقعات الطلب المتزايد على النفط من جانب أوبك وإدارة معلومات الطاقة الأميركية عززت آراء السوق بشأن تقليص الإمدادات في المستقبل.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية أمس الأربعاء إلى أن تمديد السعودية وروسيا خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2023 سيعني أن السوق ستشهد نقصا كبيرا خلال الربع الرابع، بينما تمسكت إلى حد بعيد بتقديرات نمو الطلب هذا العام والعام المقبل.
وأشار ساتورو يوشيدا إلى أن أنباء إغلاق ليبيا، 4 من محطات تصدير النفط الشرقية بسبب العاصفة دانيال أسهمت أيضًا في دعم أسعار النفط.
وأوضح يوشيدا أن المزيد من المكاسب قد تكون محدودة، إذ إن هناك أيضًا ضغوطًا هبوطية من المخاوف المستمرة بشأن ضعف الطلب في الصين.
وانخفضت أسعار النفط بنهاية تعاملات أمس الأربعاء بعدما أظهرت بيانات إدارة الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات النفط والبنزين على عكس التوقعات، ويعد هذا التراجع هو الأول بعد 3 ارتفاعات.
وفي غضون ذلك، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر في حدود 0.2%، نزولًا إلى مستويات قرب 91.9 دولار للبرميل.
بينما انخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي نايمكس بحوالي 0.4% نزولًا إلى مستويات قرب الـ 88.5 دولار للبرميل.
وأمس الأربعاء، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء إن مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات النفط الخام بمركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت بمقدار 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من سبتمبر.
وأضافت الإدارة أن استهلاك مصافي التكرير من الخام زاد بمقدار 177 ألف برميل يومياً في الأسبوع الماضي، وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 0.6 نقطة مئوية خلال الأسبوع.
وقالت الإدارة إن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة زادت 5.6 مليون برميل إلى 220.3 مليون برميل، مقارنة مع توقع المحللين في استطلاع أجرته رويترز بزيادة قدرها 0.2 مليون برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت 3.9 مليون برميل خلال الأسبوع إلى 122.5 مليون برميل، مقابل توقعات بزيادة 1.3 مليون برميل.
وقالت الإدارة إن صافي واردات الولايات المتحدة من الخام ارتفع 2.65 مليون برميل يومياً.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تشهد سوق النفط عجزًا في المعروض قدره 210 آلاف برميل يوميًا خلال العام الجاري، بانخفاض عن توقعات الشهر الماضي البالغة 670 ألف برميل يوميًا.
وقالت الوكالة الدولية إن قرار كل من السعودية وروسيا بتمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية العام الجاري سيؤدي إلى حدوث عجز كبير في السوق حتى الربع الأخير من العام الجاري، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتضيف هذه التوقعات مزيداً من الزخم إلى مسيرة الارتفاع التي بدأها النفط منذ منتصف يونيو الماضي، حينما قيدت المملكة العربية السعودية وروسيا الإنتاج، وشهد الطلب الأميركي والصيني مرونة نسبياً.
ومن المتوقع أن حدوث فائض في الإمدادات النفطية قدره 490 ألف برميل يومياً، مقارنة بعجز قدره 160 ألف برميل يومياً في تقديرات الشهر الماضي، ويرجع التغيير الكبير في التوقعات غالبًا إلى مراجعة هبوطية لتقديرات إجمالي الطلب في 2022 و2023.