تسرب نفطي ضخم بالقرب من باب المندب

بعد أيام قليلة من تعرض سفينة الشحن المسجلة في المملكة المتحدة روبيمار لأضرار جسيمة عقب هجوم صاروخي من جانب الحوثيين، اتسعت تداعيات الأضرار التي أصابت بدن السفينة والتي أسفرت عن تسرب نفطي ضخم.

وفي سياق الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن هجوما شنه الحوثيون اليمنيون على سفينة الشحن روبيمار تسبب في أضرار جسيمة للسفينة وتسريب بقعة نفط بطول 29 كيلومترا.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان بشأن سفينة الشحن المملوكة للمملكة المتحدة والتي ترفع علم بيليز "السفينة راسية ولكن المياه تتسرب إليها ببطء".

يأتي ذلك بينما تخيم المخاوف من أن تؤدي تلك الهجمات إلى زيادة مستمرة في فاتورة الشحن، وهو ما سينعكس على الاقتصاد العالمي مع عود ارتفاع معدلات التضخم.

إدانة بريطانية

وأدانت الحكومة البريطانية هجوم الحوثيين على سفينة شحن مسجلة في المملكة المتحدة، والتي تم استهدافها بصاروخ من قبل الحوثيين.

وقد تعرضت سفينة الشحن "روبيمار"، المسجلة في المملكة المتحدة والتي ترفع علم بيليز، لهجوم بصاروخين للحوثيين في خليج عدن وبالقرب من باب المندب، صباح يوم الاثنين 19 فبراير.

وأدان متحدث باسم الحكومة البريطانية الهجوم قائلا: "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات وسفن التحالف موجودة حاليا في مكان الحادث".

وكانت هذه السفينة متجهة إلى فارنا في بلغاريا من ميناء خور فكان في الإمارات العربية المتحدة، وبحسب التقارير فإن طاقمها لبناني.

توترات مستمر

ويرى توني سيكامور، محلل السوق في (آي.جي) أن أسواق النفط لا تزال تسعر تغلب مخاوف التوتر الجيوسياسي المستمر في الشرق الأوسط وتعطل حركة الملاحة ما يثير مخاوف نقص الإمدادات.

ولفت محلل السوق لدى (آي.جي) إلى أن الحوثيين يواصلون هجماتهم على الممرات الملاحية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ما يدعم ارتفاع الأسعار.

ومنذ منتصف نوفمبر استهدف الحوثيون، بشكل متكرر السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بهجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ.

وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد بدأ، من قبل، عملية حماية السفن في البحر الأحمر، تزامنًا مع إطلاق الاتحاد الأوروبي مهمته في البحر الأحمر لحماية السفن.

وأدت هجمات الحوثيين إلى تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر وتغير الكثير من السفن والشاحنات لطريق العبور ابتعادًا عن قناة السويس.

اقرأ أيضًا- شهادة على التقدم.. الإمارات خارج قائمة"فاتف" الرمادية

الضعف والوفرة

وقال محللون لدى موديز لخدمات المستثمرين: "إن الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تؤدي إلى تأخر البضائع ورفع تكاليف الشحن، إلا أن ضعف الطلب ووفرة السفن يخففان من تأثيرها على التضخم".

ويجري تحويل مسار السفن بعيدا عن الطريق التجاري المختصر المار عبر قناة السويس إلى الطريق الأطول والأعلى تكلفة حول أفريقيا، وذلك بسبب الهجمات التي يشنها الحوثيون.

وقال دانيال هارليد، محلل قطاع النقل في شركة التصنيف الائتماني وتحليل المخاطر: "إنه من غير المتوقع أن يكون لعمليات التحويل تأثير كبير على التضخم لأنها ليست مدفوعة بالطلب".

ويحتاج تغيير مسار السفن للإبحار حول أفريقيا زيادة في عدد السفن بنسبة تتراوح بين 6 إلى 10% بسبب فترات الإبحار الأطول التي تؤدي إلى إبطاء عودة السفن إلى نقاط انطلاقها، مما يرفع الأسعار الفورية عند الطلب على بعض المسارات بأكثر من 100%.

اقرأ أيضًا- ما القصة؟.. عودة الحياة لأكبر مصفاة نفط بالعراق