ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي اليوم الجمعة، مع تسجيله أداءً إيجابياً هذا الأسبوع بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الخسائر. جاء هذا الارتفاع نتيجة غياب سياسات جمركية واضحة خلال الأسبوع الأول من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما أدى إلى ضغوط على الدولار في مختلف الأسواق.
وصعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6% مقابل الدولار، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ 9 يناير عند 1.2344 دولار. وعلى غرار العملات الرئيسة الأخرى، واصل الجنيه تحقيق مكاسب أسبوعية كبيرة مقابل الدولار، حيث يُتوقع أن ينهي الأسبوع بزيادة تبلغ 2.1%.
وفي مقابلة نُشرت مساء الخميس، صرّح الرئيس ترامب بأنه يعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، وأنه يفضل تجنب استخدام الرسوم الجمركية ضدها، مع وصفه الصين بأنها «قوة استثنائية».
وأدت حالة عدم اليقين بشأن السياسات الجمركية لترامب إلى هيمنة هذا الموضوع على أسواق العملات خلال الأسبوع، حيث عمد المستثمرون إلى بيع الدولار بشكل واسع.
وأشار محللون إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة تؤكد أن الرسوم الجمركية قد «تُستخدم كأداة تفاوضية»، ما يوحي بأن «بعض السياسات التجارية التي كان السوق يتوقعها قد لا تتحقق».
وقال موهيت كومار، المحلل في «جيفريز»: «التهديد بالرسوم الجمركية سيُستخدم لانتزاع شروط مواتية للشركات الأميركية، لكن في نهاية المطاف، لن تكون الرسوم الجمركية بالقدر الذي كان يُخشى منه»، وأوضح كومار أن «الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية ستستمر في تغذية تقلبات السوق».
من جهة أخرى، ارتفع اليورو بنسبة 0.1% مقابل الجنيه الإسترليني خلال اليوم ليصل إلى 84.39 بنس، لكن زوج العملات لم يشهد تغيراً كبيراً طوال الأسبوع. ومع ذلك، سجل اليورو مكاسب بنسبة 2% مقابل الجنيه منذ بداية العام، في ظل تزايد مخاوف المستثمرين بشأن «الآفاق الاقتصادية للمملكة المتحدة».
وأظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة أن «النمو المتواضع للشركات البريطانية شهد تسارعاً طفيفاً في بداية عام 2025»، رغم «تراجع التوظيف والتفاؤل وازدياد الضغوط السعرية».
وارتفع مؤشر «S&P» المركب لمديري المشتريات في قراءته الأولية إلى «50.9 نقطة»، وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، مقارنة بـ«50.4 نقطة» في ديسمبر.