الإسترليني يتجه نحو أقوى مكاسب فصلية في عامين

يتجه الجنيه الإسترليني، اليوم الاثنين، نحو تسجيل أقوى مكاسب فصلية أمام الدولار منذ أكثر من عامين، مدعوماً بضعف الدولار الأميركي على نطاق واسع، وتزايد التفاؤل بشأن اتفاق تجاري محتمل بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

ويُعد الجنيه الإسترليني من أبرز المستفيدين من موجة بيع الأصول الأميركية التي تُهيمن على الأسواق منذ ستة أشهر، وسط قلق المستثمرين من نمط الحُكم المتقلب للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي قد يدفع بالاقتصاد الأميركي نحو الركود ويؤثر في الاقتصاد العالمي.

ويتجه الجنيه لتحقيق أفضل أداء فصلي منذ أكتوبر 2022، مع مكاسب تُقدر بنحو 6% مقابل الدولار الأميركي. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، ارتفعت العملة البريطانية بأكثر من 9%.

 وفي تعاملات الاثنين، تراوح أداء الجنيه بين مكاسب وخسائر محدودة، لينهي الجلسة على تراجع طفيف بنسبة 0.1% إلى 1.3705 دولار، بعد ارتفاع ملحوظ خلال الأسبوعين الماضيين. كما تراجع أمام اليورو، حيث صعدت العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 0.2% إلى 85.59 بنس.

تفاؤل بدعم الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة

يتزايد إقبال المستثمرين على الأصول البريطانية، بعد أن أصبحت المملكة المتحدة أول اقتصاد رئيس يُبرم اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة. ودخل اتفاق جديد لخفض الرسوم الجمركية الأميركية على بعض المنتجات الصناعية البريطانية حيّز التنفيذ يوم الاثنين.

وقالت سوزانا ستريتر، كبيرة محللي الاستثمار والأسواق لدى «هارغريفز لانزداون» لرويترز: «كانت المملكة المتحدة أول من وقع اتفاقاً مع الولايات المتحدة، رغم استمرار بعض الشكوك في قطاعات محددة».

وأضافت: «لكن هذا الاتفاق يضيف قدراً أكبر من الاستقرار للعلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، بخلاف ما نشهده مع الاتحاد الأوروبي، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن».

مؤشرات إيجابية للنمو وسط توقعات بخفض الفائدة

على صعيد آخر، أظهرت البيانات الأخيرة أن الاقتصاد البريطاني سجل في الربع الأول من عام 2025 أعلى معدل نمو سنوي خلال عام، رغم وجود مؤشرات على تباطؤ الطلب الاستهلاكي قد تُؤثر في النشاط الاقتصادي في الأشهر المقبلة.

ويتوقع المستثمرون أن يقوم بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول ديسمبر المقبل، مع ترجيح أن تبدأ أول التخفيضات في سبتمبر، وفقاً لبيانات جمعتها «إل إس إي جي».

أداء قوي لأسواق الأسهم البريطانية

كما يتجه العديد من الأصول البريطانية الأخرى لإنهاء الربع على أداء قوي، حيث يتجه مؤشر «فوتسي 250» - الذي يضم شركات متوسطة الحجم ذات انكشاف محلي - نحو تسجيل أفضل أداء فصلي منذ أكتوبر 2020.