logo
فوركس

الذهب: لماذا لم تعد العلاقة العكسية مع الفائدة الحقيقية تعمل؟

الذهب: لماذا لم تعد العلاقة العكسية مع الفائدة الحقيقية تعمل؟
سبائك من الذهب والفضة بأحجام مختلفة موضوعة داخل خزنة على طاولة لدى تاجر المعادن الثمينة «برو أوروم».المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:23 يناير 2025, 01:13 م

يواصل الذهب تسجيل الأرقام القياسية خلال الأشهر الأخيرة، وذلك على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية، التي كانت تاريخياً تمثل عائقاً أمام المعدن الأصفر. ومع تنامي حالة عدم اليقين الجيوسياسي وزيادة مشتريات البنوك المركزية، يقترب الذهب من تحقيق هدف 3000 دولار للأوقية.

العلاقة التاريخية السلبية

لطالما لوحظت علاقة سلبية بين أسعار الفائدة الحقيقية (الأسعار الاسمية مطروحة منها التضخم) وأسعار الذهب. فالذهب، كونه أصلاً لا يولد عائداً، يصبح أكثر جاذبية عند انخفاض أسعار الفائدة، إذ تقل العوائد على السندات. والعكس صحيح، فكلما ارتفعت أسعار الفائدة، انخفضت جاذبية الذهب.

ولكن منذ عام 2022، ومع بداية دورة التشديد النقدي، بدأت هذه العلاقة تنهار. ومع رفع الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة منذ يوليو 2022، ارتفعت أسعار الفائدة طويلة الأجل. ولكن على عكس المتوقع، ارتفعت أسعار الذهب بالتوازي، بل واستمرت في تحقيق أرقام قياسية، رغم وصول الفائدة الأميركية لعشر سنوات إلى مستويات غير مسبوقة منذ ما قبل أزمة 2008.

الذهب كملاذ آمن

يُعتبر الذهب الملاذ الآمن بامتياز، وهو ما يزداد أهمية في ظل تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي، وعودة الحرب إلى أوروبا، والاضطرابات المتزايدة في الشرق الأوسط، والضغط الصيني المتزايد على مضيق تايوان، كلها عوامل ترفع من الطلب على الذهب.
العديد من الدول، بما فيها فرنسا والولايات المتحدة، تعاني عجزاً مالياً كبيراً. في ظل غياب الحلول الواضحة لهذه الأزمات المالية، يُنظر إلى الذهب كوسيلة لحماية الثروات من التدهور المستمر في قيمة العملات.

مشتريات البنوك المركزية

البنوك المركزية تؤدي دوراً رئيسياً في تعزيز الطلب على الذهب. على مدار السنوات الثلاث الماضية، زادت هذه البنوك احتياطياتها من الذهب بشكل كبير، خاصة بعد العقوبات الغربية على روسيا التي جمدت مليارات الدولارات من الأصول. الصين وروسيا كانتا من أبرز المشترين، في محاولة لتقليل اعتمادهما على الدولار الأميركي.

ارتفاع الطلب من الأفراد في آسيا

الطلب الفردي في آسيا، وخاصة من الصين والهند، شهد زيادة ملحوظة خارج قطاع المجوهرات. وفقاً لمجلس الذهب العالمي، زاد استثمار الأسر الصينية والهندية في الذهب بنسبة 68% و19% على التوالي خلال الربع الأول من 2024 مقارنة بالربع الأول من 2023. في الهند، يعود ذلك إلى زيادة القدرة على الادخار، بينما في الصين، فإن التراجع في أسواق العقارات والأسهم دفع المستثمرين نحو الذهب.

ويتفق الخبراء على أن النظرة المستقبلية للذهب إيجابية. ويتوقع العديد من الاستراتيجيين وصول السعر إلى 3000 دولار للأوقية في الأشهر المقبلة، مدفوعاً بالعوامل المذكورة سابقاً وبالرغبة في تحقيق أهداف مالية بارزة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC