استقر الدولار الأميركي مقابل اليورو، اليوم الخميس، بعدما سجّل أكبر مكاسبه خلال أسبوعين في الجلسة السابقة، مدعوماً بتصريحات مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» التي حذّرت من تصاعد المخاطر الاقتصادية؛ بسبب ارتفاع التضخم والبطالة، إلى جانب مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين قبيل اجتماع مرتقب في سويسرا، يوم السبت.
كانت لجنة السوق المفتوحة التابعة لـ«الفيدرالي» قد أبقت أسعار الفائدة دون تغيير كما هو متوقع، إلا أن رئيس البنك جيروم باول أقرّ بعدم اليقين بشأن اتجاه الاقتصاد الأميركي، قائلاً: «الرد المناسب في السياسة النقدية غير واضح حالياً.. لا نعلم فعلياً ما الذي ينبغي علينا فعله».
ورغم ذلك، لا تزال الأسواق تتوقع ثلاثة تخفيضات للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، الأولى منها ربما تأتي في يوليو أو سبتمبر.
في تداولات صباح الخميس في آسيا، استقر الدولار عند 1.1313 مقابل اليورو، بعد أن ارتفع بنسبة 0.56% يوم الأربعاء، منهياً سلسلة خسائر استمرت ثلاث جلسات. كما بقي مستقراً عند 143.79 ين، وعند 1.3298 دولار أمام الجنيه الإسترليني، في وقت كانت الأسواق تترقب قراراً بخفض الفائدة من بنك إنجلترا بمقدار 0.25 نقطة مئوية.
أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، فقد استقر عند 99.842، بعد أن ارتفع بنسبة 0.26% في الجلسة السابقة.
وقال جوزيف كابورسو، رئيس قسم الاقتصاد الدولي والاستدامة في «كومنولث بنك أوف أستراليا»: «الاحتياطي الفيدرالي لا يرغب في استباق تحولات الاقتصاد الأميركي، بل ينتظر بيانات ملموسة لتوجيه قراراته»، مضيفاً أن تصريحات مسؤولي البنك خلال الفترة المقبلة قد تميل إلى التشدد بهدف تثبيت توقعات التضخم، وفق وكالة «رويترز».
كما عزز الدولار أيضاً التفاؤل بإمكانية حدوث انفراجة تجارية، بعدما أُعلن أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين جيميسون غرير سيجتمعان مع القيادي الاقتصادي الصيني هي ليفينغ، يوم السبت.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد لمح الأربعاء إلى أن الصين بادرت إلى الاتصال بشأن استئناف المحادثات، لكنه أبدى عدم رغبته في خفض الرسوم الجمركية كشرط للاتفاق. وعلى خلفية ذلك، استقر اليوان الصيني عند 7.2235 لكل دولار في السوق الخارجية، بعد تراجعه بنسبة 0.26%، الأربعاء.
كما سجل الدولار الأسترالي، الذي يُعد مؤشراً غير مباشر لتحركات اليوان؛ بسبب الروابط التجارية القوية بين أستراليا والصين، تراجعاً حاداً ليتداول عند 0.6433 دولار، بعدما خسر أكثر من 1% في الجلسة السابقة.