3 سيناريوهات لقرار الفيدرالي.. البيانات تفتح الباب لكل الاحتمالات

رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول
رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باولرويترز
اليوم يوم الفيدرالي، لا صوت يعلو فوق تصريحات جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مساء اليوم الأربعاء، حيث تترقب الأسواق قرار الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.

ويأتي اجتماع الفيدرالي الأميركي وسط حالة من الغموض التي تكتنف الأسواق بشأن مصير الفائدة، بيد أن التوقعات الأقوى تتجه إلى تثبيت الفائدة، إلا أن البيانات الأخيرة تأتي بالتزامن مع تضارب تصريحات الصقور والحمائم من أعضاء الفيدرالي تفتح الباب لكافة الاحتمالات.

ويأتي ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي اليوم تزامنًا مع ارتفاع معدلات الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى أعلى مستوياتها في 22 عاما بعدما رفع الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 12 مرة في 14 اجتماعًا.

في ظل حالة عدم اليقين يجب أن نعير إدارة المخاطر أهمية بالغة، لذا فإن البنك في الاجتماعات القادمة، سيقوم بتقييم التقدم بناء على مجمل البيانات والتوقعات
جيروم باول
السيناريو الأول

ويتلخص هذا السيناريو في إبقاء الفيدرالي الأميركي على معدلات الفائدة دون تغيير، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا.

وقد يتضمن بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك والتوقعات الاقتصادية الصادرة عن البنك، تلميحا على أن الفيدرالي الأميركي قد يرفع الفائدة مجددا إذا استمرت الضغوط التضخمية.

اقرأ أيضًا- المركزي الصيني لم يخرج عن النص.. قرار الفائدة وفقا للتوقعات
السيناريو الثاني

وهو السيناريو الذي تدعمه البيانات أيضًا وهو أن يقوم الفيدرالي الأميركي برفع الفائدة بنحو 25 نقطة خلال اليوم الأربعاء.

وفي هذا السناريو قد يلمح الفيدرالي إلى هدوء الضغوط التضخمية وتباطؤ التوظيف الأميركي، وأنه لن يرفع الفائدة مجددا حتى تصدر مزيد من البيانات الاقتصادية.

السيناريو الثالث

وهذا السيناريو هو الأقل ترجيحًا، حيث يقوم الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس مع التأكيد على أن التضخم لا يزال مرتفعًا.

وفي هذا السيناريو من المرجح أن يلمح الفيدرالي إلى رسوخ التضخم وأن البنك سيظل محافظًا على سياسته المتشدد لكبح الضغوط التضخمية.

التغلب على التضخم قد يتطلب على الأرجح رفعًا آخر لأسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر
لوريتا ميستر
بيانات مربكة

ورغم أن بيانات التضخم الأميركي جاءت مقلقة تزامنا وبيانات سوق العمل والتوظيف التي لا تزال تثير بعض القلق شأن عودة ارتفاع التضخم.

وخلال أغسطس، تسارع نمو مؤشر أسعار المستهلك الأميركي مسجلا 3.7%، بأعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لارتفاعه إلى 3.6%، كما جاء أعلى من القراءة السابقة للمؤشر التي سجلت 3.2% فقط خلال يوليو الماضي.

بيد أنه وفي المقابل تباطأ معدل التضخم الأميركي الأساسي وهو الأهم للفيدرالي، إلى 4.3% على أساس سنوي بنهاية أغسطس الماضي، مقابل القراءة السابقة في يوليو عند 4.7%.

وفي الوقت ذاته، ارتفع التوظيف بالقطاع غير الزراعي بواقع 187 ألف وظيفة فقط، وذلك بأكثر من توقعات الأسواق التي أشارت لارتفاعه بنحو 169 ألف وظيفة، وكانت القراءة السابقة قد أظهرت إضافة الاقتصاد لحوالي 157 ألف وظيفة خلال يوليو.

وفي غضون ذلك، سجل معدل البطالة ارتفاعا إلى 3.8% خلال نفس الشهر، وهو ما جاء أسوأ من التوقعات التي كانت قد أشارت إلى بقاء المؤشر عند مستوى 3.5% ، بعدما كانت القراءة السابقة قد سجلت انخفاضا إلى 3.5% بيوليو الماضي.

اقرأ أيضًا- العجز يرتفع 1300%.. ثالث أكبر اقتصاد بالعالم يصطدم بالانكماش
ماذا يريد الفيدرالي؟

يستهدف صانعو السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ما يسمى بالهبوط الناعم للاقتصاد، أو الركود السلس لمواجهة التضخم..

ويسعى الفيدرالي إلى تحقيق هدفه عبر تضيق سوق العمل من خلال رفع أسعار الفائدة والتي ترفع تكاليف اقتراض الشركات وسعيها للتوظيف وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبي للبطالة وانخفاض التوظيف.

وفي غضون ذلك ومع ضيق سوق العمل تنخفض الأجور وكذلك يتراجع الإنفاق الاستهلاكي لدى المواطنين وهو ما يحد من موجات التضخم وارتفاع الأسعار.

بيد أن الفيدرالي يتحرك بحذر لتحقيق هذا الهدف من أجل الوصول بالتضخم إلى مستهدفاته عند مستويات 2%، دون أن يضر بالاقتصاد الأميركي وزخم النمو.

البيانات الأخير تخبرنا بأن التضخم بدأ في التباطؤ ولابد من ترك الوقت كي يبدأ تأثير رفع الفائدة في الظهور على الأسعار
لوري لوغان
جيروم باول

بينما أكد باول أن التشديد النقدي بأقل من حاجة السوق قد يسمح لترسخ التضخم فوق المستوى المستهدف ويتطلب في نهاية المطاف سياسة نقدية أكثر عنفًا.

وفي الوقت ذاته، أشار رئيس الفيدرالي إلى أن التشديد النقدي بأكثر من الحاجة قد يؤدي أيضا لإلحاق ضرر غير ضروري بالاقتصاد الأميركي وإحداث ركود عميق.

وقال باول: "في ظل حالة عدم اليقين يجب أن نعير إدارة المخاطر أهمية بالغة، لذا فإن البنك في الاجتماعات القادمة، سيقوم بتقييم التقدم بناء على مجمل البيانات والتوقعات".

وأضاف باول: "سوف نحتاج إلى استقرار الأسعار لتحقيق فترة مستدامة من ظروف سوق العمل القوية التي تعود بالنفع على الجميع، وسنستمر في ذلك حتى تنتهي المهمة".

فيدرالي كليفلاند

وفي غضون ذلك، أكدت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، أن التغلب على التضخم قد يتطلب على الأرجح رفعًا آخر لأسعار الفائدة الأميركية.

وتأتي تصريحات ميستر متفقة مع توجهات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول بشأن انفتاح البنك على رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم وتحقيق مستهدف الـ 2%.

التضخم بدأ في الانخفاض من قبل إلا أنه عاد للصعود في أغسطس بعد النتائج الإيجابية في يونيو ويوليو
أوستان غولسبي
فيدرالي دالاس

أكدت رئيس بنك الفيدرالي الاحتياطي الأميركي في ولاية دالاس لوري لوغان، أنها تعتقد أنه قد يكون من المناسب أن يتخطي الفيدرالي الأميركي رفع سعر الفائدة باجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر الحالي.

وأشار رئيس بنك الفيدرالي الاحتياطي الأميركي في ولاية دالاس إلى أن البيانات الأخير تخبرنا بأن التضخم بدأ في التباطؤ ولابد من ترك الوقت كي يبدأ تأثير رفع الفائدة في الظهور على الأسعار.

اقرأ أيضًا- لمنع التسريبات.. المركزي الأوروبي يلجأ لخطوة ليس لها مثيل
فيدرالي شيكاغو

وفي المقابل، يرى رئيس فيدرالي شيكاغو أوستان غولسبي أن معدل التضخم في الولايات المتحدة لا يزال أعلى من المستوى المستهدف.

ولفت غولسبي إلى أن التضخم بدأ في الانخفاض من قبل إلا أنه عاد للصعود بعد النتائج الإيجابية في يونيو ويوليو.

وأشار رئيس فيدرالي شيكاغو إلى أن مواجهة التضخم قد تقود إلى ركود فعلي وهو الأمر الذي بات غير مضمونا.

ولفت أوستان غولسبي إلى أن الفيدرالي قادر على عبور الأزمة وكبح التضخم دون تحقيق ركود قاس، مشيرًا إلى قوة ومتانة الاقتصاد الأميركي.

فيدرالي نيويورك

وفي الوقت ذاته، أشار عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بولاية نيويورك جون ويليامز إلى أن التضخم يتحرك في الاتجاه الصحيح.

وأكد جون ويليلمز أن البنك سيبني قراره في اجتماع اليوم بناءً على البيانات الأخيرة الصادرة دون الإشارة إلى قرار واضح.

ولكن فيما يتعلق بتوقعاته لقرار اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر، أوضح ويليامز أنه يحتاج إلى مزيد من البيانات قبل اتخاذ القرار.

البنك سيبني قراره في اجتماع اليوم بناءً على البيانات الأخيرة الصادرة دون الإشارة إلى قرار واضح
جون ويليامز
بلاك روك

وتتوقع أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، بلاك روك، أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة حتى عام 2024.

وترى لورا كوبر، كبيرة محللي الاستثمار الكلي في بلاك روك، أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يجب أن يبقي أسعار الفائدة في منطقة تقييدية حتى عام 2024 بسبب الضغوط التضخمية.

وقالت كوبر:" على الرغم من ترسخ علامات صعوبة خفض التضخم بقوة، فمن المرجح أن تستقر ضغوط الأسعار فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%".

وتتوقع كوبر أن يثبت بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة يوم الأربعاء، لكنه سيبقي الباب مفتوحًا أمام زيادات أسعار الفائدة في المستقبل. 

غولدمان ساكس

بينما يرى خبراء غولدمان ساكس أن الاحتياطي الفيدرالي انتهى من رفع الفائدة هذا العام، حتى لو أظهر المخطط الذي سيصدره عقب انتهاء اجتماع السياسة النقدية غدًا احتمالية زيادة الفائدة مرة أخرى. 

وفي غضون ذلك، أشار كبير الاقتصاديين في غولدمان ساكس جان هاتزيوس إلى أن الفيدرالي قد يثبت أسعار الفائدة في سبتمبر ولكن قد يعود لرفعها في نوفمبر.

وقال هاتزيوس: "النمو المحتمل في الربع الرابع ربما يقنع المزيد من المشاركين في لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة بالتخلي عن رفع الفائدة النهائي هذا العام، ونعتقد أن هذا ما سيحدث في النهاية".

ويتوقع غولدمان ساكس أن أغلبية ضئيلة من صانعي السياسة النقدية في البنك لا تزال تتجه نحو رفع الفائدة مرة أخرى.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يجب أن يبقي أسعار الفائدة في منطقة تقييدية حتى عام 2024 بسبب الضغوط التضخمية
بلاك روك
ويلز فارغو

وتوقع المحللون في ويلز فارغو بنك أن تظل أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماع اليوم.

ويرى محللو ويلز فارغو أن التوقعات الاقتصادية من أعضاء الفيدرالي الأميركي قد تعكس توقعات أكثر تفاؤلا للاقتصاد الأميركي.

 اقرا أيضًا- عدم اليقين يعصف بأسواق الوقود.. إضراب شيفرون يستمر
جي بي مورغان

وفي غضون ذلك، يرى الرئيس العالمي للدخل الثابت والسلع لدى جي بي مورغان بوب ميشيل، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مستعد للتضحية باقتصاد الولايات المتحدة لصالح كبح التضخم المرتفع.

ورجح الرئيس العالمي للدخل الثابت والسلع لدى جي بي مورغان أن الفيدرالي الأميركي من المرجح أن يبقي أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول حتى يصل التضخم إلى هدف البنك البالغ 2%.

أغلبية ضئيلة من صانعي السياسة النقدية في البنك لا تزال تتجه نحو رفع الفائدة مرة أخرى
غولدمان ساكس
كوميرز بنك

بينما يرى الخبراء الاستراتيجون في كوميرز بنك أن بيانات التضخم الأميركية، تصب في اتجاه ألا تتغير التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة.

ولفت محللو كوميرز بنك إلى أنه رغم ارتفاع التضخم الأميركي في أغسطس بمقدار 0.5% ليصل إلى 3.7%، إلا أن هذا الارتفاع المرتبط بسعر البنزين كان متوقعا.

وبحسب محللي كوميز بنك فإنه من المرجح أن يتوقف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن رفع الفائدة خلال اليوم ولكنه قد يعطي تلميحا حول مستقبل الفائدة باجتماعاته المقبلة وهو ما سيكون له تأثير واضح على الدولار.

اقرأ أيضًا- الكارثة لم تنته.. بكين تعتقل موظفين بعملاق العقارات إيفرغراند

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com