ويبدو أن التغيرات والتعديلات الأخيرة في المجموعة الاقتصادية التي أجراها الرئيس أردوغان عقب الفوز بولاية جديدة، لم تمنح الأسواق الإشارات التي كانت تنتظرها، والتي كان آخرها منذ ساعات حيث تم تعيين محافظ جديد للمركزي التركي.
وفي غضون ذلك، يبدو أن الليرة التركية في طريقها إلى المتستهدفات التي سبق وأن حددتها بنوك الاستثمار العالمية وتداولات العقود المستقبلية قبيل الانتخابات.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة، نزلت الليرة التركية إلى أدنى مستوى جديد على الإطلاق حيث تم مشاهدتها بالقرب من مستويات 23.64 ليرة للدولار بتراجع يتجاوز 1.5%.
ومنذ إعلان فوز الرئيس أردوغان بالانتخابات الرئاسية انخفضت الليرة التركية من مستويات 19.97 ليرة للدولار إلى المستويات الحالية بتراجع في حدود 19% ليرتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة بواقع 3.7 ليرة دفعة واحدة.
اقرأ أيضًا..
الذهب سينطلق بقوة.. رهان أكبر مدير أصول بالعالم
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعيين حفيظة أركان محافظًة للبنك المركزي التركي.
وعملت حفيظة في مصارف غولدمان ساكس وغراي ستون، وتيفاني آند كو، وشغلت منصب عضو بمجالس إدارات كبريات الشركات الاقتصادية في الولايات المتحدة.
وستكون حفيظة أركان خامس من يتولى رئاسة المركزي في 4 سنوات، وستحل محل شهاب قافجي أوغلو.
وجنبًا إلى جنب والإعلان عن تعيين حفيظة أركان تم تعيين قافغي أوغلو رئيسا لهيئة التنظيم والرقابة المصرفية (بي دي دي كيه).
ويأتي ذلك بعد أيام من تعيين محمد شيمشك، الرئيس السابق للشؤون الاقتصادية، وزيرًا للمالية، والذي يُنظر إليه على أنه من المرجح أن ينفذ سياسات مواتية للسوق.
وأظهرت بيانات يوم الخميس أن صافي الاحتياطيات الدولية في البنك المركزي سجل أدنى مستوى عند 5.7 مليار دولار في الثاني من يونيو.
وحصلت أنقرة على نحو 28 مليار دولار من اتفاقات مقايضة العملات في السنوات القليلة الماضية مع الإمارات وقطر والصين وكوريا الجنوبية.
قال بريندان ماكينا ، الخبير الاقتصادي بالأسواق الناشئة في ويلز فارغو والخبير الإستراتيجي في الفوركس: "لدينا نظرة متشائمة للغاية بشأن الليرة التركية نتيجة توقعات استمرار المركزي في سياسته التيسيرية".
وأشار ماكينا إلى تركيز السياسة النقدية التركية على السعي لتحقيق النمو والمنافسة التصديرية بدلاً من ترويض التضخم.
حيث يؤيد أردوغان وجهة النظر غير التقليدية القائلة بأن رفع أسعار الفائدة يزيد التضخم، وفقًا لماكينا.
اقرأ أيضًا..
توقف مؤقت.. أكبر بورصة للعملات المشفرة بالعالم تفاجئ الأسواق
ويتوقع ماكينا أن تصل الليرة إلى مستوى قياسي جديد عند 25 ليرة مقابل الدولار بنهاية الربع الثاني .
وقال يلز فارغو والخبير الإستراتيجي في الفوركس: " ستتجه الليرة بعد ذلك إلى 27 ليرة للدولار في وقت مبكر من العام المقبل".
ورجح الخبير الاقتصادي بالأسواق الناشئة أن تظل أطر السياسة النقدية والاقتصادية غير التقليدية لتركيا في مكانها في المستقبل.
وقال ماكينا من Wells Fargo: "إن التوقعات الاقتصادية لتركيا قاتمة للغاية في ظل السياسات المتبعة حاليًا".
ولفت محلل ويلز فارغو إن كلمة السر ستكون في قدرة البنك المركزي التركي على تأمين خطوط تبادل احتياطي العملات مع دول في الشرق الأوسط والصين.
وأشار ماكينا إلى أنه في حال تمكن المركزي التركي من الاستمرار في الاعتماد على خطوط تبادل احتياطي العملات، فربما يكون هناك بعض الدعم في سوق العملات".
قال تيموثي آش، كبير المحللين الإستراتيجيين السياديين في BlueBay Asset Management: "مع احتياطيات العملات الأجنبية المحدودة وأسعار الفائدة الحقيقية السلبية الهائلة، فإن الضغط على الليرة ثقيل".
وأشار كبير المحللين الاستراتيجيين السياديين في BlueBay Asset Management إلى ارتفاع مقايضات التخلف عن سداد الائتمان، والتي تقيس تكلفة التأمين على التعرض للديون التركية.
وتم تداول مقايضات الديون لأجل خمس سنوات عند حوالي 664.18 نقطة أساس، لتسجل ارتفاعًا بنسبة 20٪ من مستوى 550 نقطة أساس قبل جولة الإعادة.
اقرأ أيضًا..
روسيا تُهدد.. اتفاق تصدير الحبوب على المحك
وقال ستيفن شوينفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة MarketVector: "إذا استمرت الليرة في الانخفاض وارتفع التضخم مرة أخرى بسبب سياسة أسعار الفائدة المنخفضة سيمنح هذا سوق الأسهم دفعة قوية".
وأضاف شوينفيلد: "يمكننا أن نرى رحلة جديدة لارتفاع الأسهم التركية بدعم من المستثمرين المحليين على غرار ما حدث في السوق في عام 2022".
ووفقًا لتوقعات سابقة لغولدمان ساكس فقد تجاوزت الليرة التركية توقعات البنك بعد أن هبطت بشكل حاد بعد الانتخابات.
وكان غولدمان ساكس قد توقع أن الليرة التركية لا تزال لديها مجال للهبوط إلى مستويات أدنى إلى 23 مقابل الدولار في ثلاثة أشهر، مقارنة بتقدير سابق بلغ 19 مقابل الدولار.
وفي غضون ذلك، يرى المتعاملون في سوق المشتقات المالية احتمال تراجع الليرة بنسبة 25% لتسجل 26 ليرة لكل دولار بنهاية الربع الثالث من العام الحالي.
وتوقع محللو جيه بي مورغان إجراء تعديلات كلية عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية، وافترضوا فرضيتين على أساس مدى الاقتراب من السياسات الأكثر تقليدية، مثل رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.
ويرى محللو جيه بي مورغان في فرضية "الالتزام الشديد" أن تهوى الليرة مبدئيا ليسجل الدولار ما بين 24 و25 ليرة للدولار.
وتابع محللو جيه بي مورغان أن الليرة ستهبط عقب ذلك إلى 26 ليرة للدولار بنهاية العام بالمقارنة مع قيمته قبل الانتخابات عند 19 ليرة.
اقرأ أيضًا..
الكويت الوطني: بـ 2024 الإمارات مَصدرا وحيدا لزيادة إمداد النفط
ويرى محللو جي بي مورغان أن السيناريو الثاني يحمل استمرار سيناريو السياسة التقليدية الذي يتبناه الرئيس التركي حيث الفائدة المنخفضة.
وتوقع محللو البنك في هذا السيناريو أن تهبط قيمة الليرة إلى ما يقارب 30 أمام الدولار بنهاية العام، لكن بمعدل هبوط مبدئي أبطأ، بينما من غير المرجح حدوث تغيرات كبيرة في عائدات السندات في هذه الفرضية.
وأضاف محللو جيه بي مورغان: "ستكون هناك حاجة إذن إلى إجراء تقييم تكتيكي ونتوقع تزايد التقلبات".
وخلال العام الماضي 2022 انخفضت الليرة التركية من مستويات 13.3 ليرة للدولار إلى مستويات 18.69 ليرة للدولار بتراجع بلغت نسبته 41%.
وإجمالا ومنذ سبتمبر 2021 وحتى تعاملات اليوم الجمعة انخفضت الليرة التركية مقابل الدولار في حدود 185%.
ونزلت الليرة التركية خلال تلك الفترة من مستويات 8.3 ليرة للدولار إلى مستويات الـ 23.64 ليرة للدولار.
وفي غضون ذلك، قام المركزي التركي بخفض الفائدة بواقع 1050 نقطة أساس نزولًا من 19% إلى 8.5%.
جنبًا إلى جنب ارتفع معدل التضخم إلى ذروة 24 عامًا ليقفز إلى 84.5% قبل أن يتراجع في الأشهر السبعة الماضية قرب الـ 40%.
اقرأ أيضًا..