تمكنت الشركات المدرجة ضمن مؤشر «إس آند بي 500» من مواصلة النمو الملحوظ في الربحية خلال عام 2024، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع الأرباح بنسبة 11.5% وزيادة الإيرادات بنسبة 5.5%. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في عام 2025، يتوقع المختصون تقلبات أكبر في الأسواق الأميركية، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية والجيوسياسية.
أظهر استطلاع حديث أجرته «ماركت ووتش» بين استراتيجيي الاستثمار وجود توافق عام على أن مؤشر «إس آند بي 500» سيتراجع إلى مستوى 5,400 نقطة بحلول نهاية عام 2024 مع الإشارة إلى أن هذا المؤشر أغلق عند 5,648.40 نقطة أمس بارتفاع بنحو 19% منذ بداية العام.
على الرغم من التوقعات المتفائلة، يثار السؤال حول مدى تأثير «الهبوط السلس» أو التباطؤ الاقتصادي على توجهات المستثمرين هذا العام. وأظهرت دراسة أجرتها الجمعية الأميركية للمستثمرين الأفراد «AAII» أن 55.5% من المستثمرين يتبنون توقعات محايدة أو سلبية للأسهم في النصف الثاني من العام، بينما يعبر 44.5% فقط من المستثمرين عن تفاؤلهم على المدى القصير. يشير هذا التوجه إلى أن بعض المستثمرين بدأوا يفقدون الثقة في السوق، مما قد يؤثر في الأداء المستقبلي للأسهم.
خلال الاستطلاعات الأخيرة، ارتفعت نسبة المستثمرين الذين يشعرون بالحياد تجاه سوق الأسهم إلى أكثر من 30% في 10 استطلاعات من بين 22 استطلاعًا، بينما تجاوزت نسبة المتشائمين 30% في أربعة استطلاعات فقط. وفي المقابل، انخفضت نسبة المتفائلين إلى أقل من 40% في خمسة استطلاعات. تعكس هذه البيانات تحولًا في مشاعر المستثمرين، حيث أصبح الحذر والحياد أكثر انتشارًا، ما يعكس القلق المتزايد بشأن المستقبل الاقتصادي وأداء سوق الأسهم في الفترة المقبلة.
في ظل التحديات الاقتصادية، توقع الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفضاً في سعر الفائدة بحلول نهاية العام، إلا أن الأسواق تراهن على احتمال خفض أكبر للفائدة بمقدار 100 نقطة أساس. قد يكون لهذا التحرك تأثير إيجابي على أسعار الأسهم إذا تم بشكل متوازن، ولكنه قد يثير مخاوف إذا جاء كرد فعل طارئ لتجنب الركود.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، من المتوقع أن يشهد السوق تقلبات ملحوظة، وسجل مؤشر «إس آند بي» في السابق مكاسب متوسطة بنسبة 7% خلال سنوات الانتخابات، وهو أقل من متوسط العائد السنوي البالغ 10%.