سجّلت الأسواق المالية العالمية مكاسب قوية، اليوم الخميس، مدفوعة بالتفاؤل المحيط بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية لاحقاً هذا العام، رغم استمرار المخاوف من الإجراءات الجمركية التصعيدية للرئيس الأميركي دونالد ترامب وتأثيرها المحتمل على التجارة العالمية.
أعلن ترامب فرض رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس اعتباراً من 1 أغسطس، كما هدّد بإجراءات عقابية مماثلة ضد صادرات البرازيل وأبلغ سبعة شركاء تجاريين آخرين بعقوبات مرتقبة.
رغم ذلك، جاءت ردة فعل الأسواق محدودة، حيث صعد مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.1% و«فوتسي 100» البريطاني بـ1.2% ليسجّلا مستويات تاريخية، كما ارتفع مؤشر «MSCI» لأسهم آسيا-المحيط الهادئ (باستثناء اليابان) بنسبة 0.5%.
ويرى بعض المحللين أن الأسواق أصبحت أقل حساسية لتصريحات ترامب، إذ يقول دان كوتسوورث من «AJ Bell»: «الأسواق باتت تتجاهل إعلانات ترامب الجمركية المتكررة وتراها ضجيجاً أكثر من كونها خطوات حقيقية»، وفق وكالة رويترز.
عززت نتائج شركة «TSMC» التايوانية لصناعة الرقائق، والتي أظهرت طلباً قوياً مدفوعاً بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، من التفاؤل في الأسواق، لا سيما بعد أن تجاوزت «إنيفيديا» حاجز 4 تريليونات دولار في القيمة السوقية، كما شهدت أسهم الشركات التقنية في كوريا واليابان دعماً مماثلاً.
فيما يستعد المستثمرون لموسم حاسم من نتائج الأعمال في أوروبا والولايات المتحدة لقياس تأثير حالة عدم اليقين التجاري على أرباح الشركات.
واصلت الأسواق دعمها بتوقعات خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، بعد أن أظهرت محاضر الاجتماع الأخير أن «معظم الأعضاء» يرون أن التخفيض سيكون مناسباً في حال كانت التأثيرات التضخمية الناتجة عن الرسوم «مؤقتة أو معتدلة».
وينتظر المستثمرون في وقت لاحق بيانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة ونتائج مزاد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً، والتي قد تؤثر في وتيرة تسعير السوق للمسار النقدي المقبل.
تراجع الريال البرازيلي بنسبة 0.6% إلى 5.5826 مقابل الدولار، مقترباً من أدنى مستوى له في شهر، وسط مخاوف متزايدة من استهداف البرازيل برسوم أميركية مشددة.
وسجّلت مؤشرات تقلبات الريال أعلى مستوياتها منذ أبريل، فيما تعرّضت الاستثمارات المعتمدة على استراتيجيات «الكاري تريد» لضغوط بيع كثيفة، مع تحذيرات من استمرار هذا الاتجاه في ظل أجواء تجارية متوترة.
في أسواق العملات المشفّرة، استقرّ سعر عملة «بيتكوين» بالقرب من مستوياته القياسية عند 111,161 دولاراً، بينما صعدت «إيثر» بنسبة 1.4% إلى 2,779 دولاراً.
أما في أسواق السلع، فقد تراجع النفط بنسبة 0.4%، حيث بلغ سعر خام «برنت» 69.95 دولار، و«غرب تكساس» 68 دولاراً، في المقابل، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.37% إلى 3,325.39 دولار للأونصة.