تقارير
تقاريرمستثمر في وول ستريت

الفيدرالي يقلب الأسواق.. الذهب يقترب من قمة تاريخية

يبدو أن الرهان على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، قد أحدث ثقبًا في جدار الدولار السميك، وفي الوقت ذاته أشعل آمال المضاربين في عودة بريق الذهب، وهو ما ظهر جليًا مع قفزة الذهب صوب أعلى مستوى في 6 أشهر ونصف الشهر.

وباتت الأسواق تسعر الآن أن يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب من التوقعات السابقة، وفي غضون ذلك تتوقع بنوك غولدمان ساكس وبنك أوف أميركا أن تؤدي سياسة الفيدرالي إلى تعزيز مكاسب الذهب في الأيام المقبلة.

ويرى مات سيمبسون كبير المحللين لدى سيتي إندكس، أن انخفاض عوائد السندات والرهانات بأن يخفض الاحتياطي الاتحادي (الفائدة)، في وقت أقرب مما كان يعتقد في الأصل، ساعد بالتأكيد الذهب على التألق.

الذهب يعزز مكاسبه مع ضعف الدولار الأميركي، وزيادة رهانات المستثمرين على أن الفيدرالي لن يرفع الفائدة مرة أخرى
غولدمان ساكس
الذهب الآن

وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء، ارتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم يناير بنحو 0.3%، أو ما يزيد عن 6 دولارات في الأوقية، وصولا إلى 2018 دولارًا للأوقية.

وتعد المستويات الحالية للذهب هى الأعلى منذ منتصف مايو الماضي، حيث بات الذهب على مقربة من قمته التاريخية قرب مستويات الـ 2080 دولارا للأوقية.

وفي غضون ذلك قلصت العقود الفورية للذهب الفارق مع العقود الآجلة، لتقفز إلى مستويات قرب الـ 2016 دولارا للأوقية.

اقرا أيضًا- الإمارات.. التأمين الصحي الاتحادي سيرى النور قريباً
الدولار الآن

جنبًا إلى جنب مع ارتفاع الذهب يأتي انخفاض الدولار، الذي يحوم بالقرب من أدنى مستوي في ثلاثة أشهر، والذي يأتي مع تراجع عوئد السندات.

ويتداول مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من ست عملات، خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء عند مستويات 103.2نقطة.

إن الارتفاع المحتمل في أسعار الذهب سيكون مرتبطا بشكل وثيق بأسعار الفائدة الحقيقية الأميركية وحركة الدولار
غولدمان ساكس
السندات الآن

وفي الوقت ذاته تحوم سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، بالقرب من أدنى مستوي في شهرين، عند مستويات دون الـ 4.4%.

بينما تنخفض سندات عائد عامين دون مستويات الــ 5%، فيما لا تزال سندات عائد عام و6 أشهر أعلى مستويات الـ 5%، عند مستويات 5.278% و 5.462% على التوالي.

اقرأ أيضًا- مع انهيار الثقة.. رجل أوروبا المريض يحتضر
توجهات الذهب

وفي غضون ذلك توقع خبراء غولدمان ساكس، أن يعزز الذهب مكاسبه مع ضعف الدولار الأميركي، وزيادة رهانات المستثمرين على أن الاحتياطي الفيدرالي لن يلجأ لرفع الفائدة مرة أخرى.

ولفت خبراء غولدمان ساكس إلى أن الأسواق باتت تسعر خفض أسعار الفائدة، في وقت مبكر من الربع الثاني من عام 2024.

وقال المحللون في بنك غولدمان ساكس، إن الذهب عاد للتألق، ويبدو أنه متجه صوب أعلى مستوى على الإطلاق.

شراء الذهب

وأضاف محللو غولدمان ساكس: "إن الارتفاع المحتمل في أسعار الذهب سيكون مرتبطا بشكل وثيق بأسعار الفائدة الحقيقية الأميركية وحركة الدولار".

وتابع محللو غولدمان ساكس: "نتوقع أيضا استمرار الطلب القوي من قبل المستهلكين الصينيين والهنود".

ولفت محللو غولدمان ساكس إلى استمرار مشتريات البنوك المركزية، لتعويض الضغوط الهبوطية الناجمة عن مفاجآت النمو، وإعادة تقييم الانخفاضات في أسعار الفائدة.

انخفاض عوائد السندات والرهانات بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة في وقت أقرب مما كان يعتقد، ساعد الذهب على التألق
مات سيمبسون
الفائدة الحقيقية

وقال محللو بنك أوف أميركا: "إن السيناريو الأساسي للسلع، هو أن يرتفع الذهب بدءًا من الربع الثاني من عام 2024".

وتوقع محللو بنك أوف أميركا أن يتم دفع أسعار الفائدة الحقيقية للانخفاض، نتيجة لخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

اقرا أيضًا- الأرقام ليست في صالحه.. اختبار صعب لـ"صبر" بنك اليابان
الدولار الضعيف

وفي غضون ذلك يري المحللون الاقتصاديون في بنك ING أن شهري نوفمبر وديسمبر دائما ما يكون الدولار الأميركي ضعيفا فيهما.

وأشار محللو بنك ING إلى أن عمليات البيع المكثفة للدولار حاليا جاءت مبكرة بعض الشيء.

وقال المحللون الاقتصاديون في بنك ING: "من المتوقع انخفاض الدولار حتى عام 2024 ولكن، قد يكون المحرك أو الداعم لصعود الدولار هو السندات الأميركية، وهو ما لم يحدث بعد".

ومع استقرار عائدات السندات الأميركية لأجل عامين بالقرب من 5%، فإنه من الواجب الحذر جيدا من الرهان على ضعف الدولار.

من المتوقع انخفاض الدولار حتى عام 2024 ولكن، قد يكون المحرك أو الداعم لصعود الدولار هو السندات الأميركية
بنك ING
نقطة دعم

وتوقع اقتصاديو بنك ING أن يجد دعما قويا قرب منطقة 103.50 أو 103 نقاط والتي يمكن أن يحافظ عليها مؤشر الدولار هذا الأسبوع.

وفي غضون ذلك لفت الاقتصاديون في بنك ING إلى أنه من المتوقع، أن يشهد الدولار الأميركي تراجعا بوتيرة سريعة خلال العام المقبل.

وقال الاقتصاديون في بنك ING: " ضعف الدولار سيسمح للعملات الأخرى بالارتفاع، وذلك كنتيجة محتملة لأن يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إلى التيسير النقدي خلال عام 2024".

ولفت الاقتصاديون في بنك ING إلى أن دورة التشديد النقدي الفيدرالية، ستلحق أضرارا بالغة بالاقتصاد الأميركي، وما ينطوي على ذلك من تباطؤ النشاط الاقتصادي بشكل قوي، وهذا بدوره سيعزز تراجع الدولار في هذه الأثناء.

اقرأ أيضًا- النفط على صفيح ساخن.. هدنة وخلافات واتهامات
تأثير جوهري

ويرى الخبراء في بنك HSBC أن يتأثر الدولار الأميركي بشكل جوهري، بالتخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة الفيدرالية في عام 2024.

ولفت خبراء إتش إس بي سي إلى أن وجهة النظر، بشأن القوة المتواضعة لمؤشر الدولار الأميركي في عام 2024، لا تستند إلى كارثة متوقعة.

وأشار خبراء اتش إس بي سي، إلى أن تأثير التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي في  2024، يعتبر أحد أسباب عدم اليقين التي قد تهدد الدولار الأميركي وذلك بدلا من التأكيد على صعود الدولار باعتباره ملاذا آمنا.

تأثير التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي في  2024 يعتبر أحد أسباب عدم اليقين التي قد تهدد الدولار الأميركي
إتش إس بي سي
بارقة أمل

بيد أنه وفي الوقت ذاته لفت خبراء البنك البريطاني إلى أن أن خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي، بالتزامن مع تباطؤ التضخم الأميركي بقوة، قد يعني بأن أسعار الفائدة الحقيقية الأميركية الحقيقية من المحتمل أن تظل إيجابية.

وتوقع خبراء اتش إس بي سي أن إيجابية معدلات الفائدة قد تدعم الدولار الأميركي، وأن خفض الفائدة قد يؤدي أيضا إلى استعادة الاقتصاد زخمه، وهذا أحد الأسباب التي قد تدعم أداء الدولار.

اقرا أيضًا- طفرة مرتقبة في اقتصاد أبوظبي.. توقعات متفائلة للغاية

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com