بكين تتفوق على واشنطن.. أرقام صينية أقوى من التوقعات
على عكس التوقعات المتشائمة بشأن الاقتصاد الصيني، انخفض التضخم وارتفع الناتج المحلي وانكمشت الصادرات ولكن بأقل من التوقعات.
وفي الوقت ذاته، سجل الميزان التجاري بين واشنطن وبكين زيادة بأعلى من توقعات الخبراء والتي جاءت في صالح الصين، تزامنًا وارتفاع إجمالي التمويل الاجتماعي الصيني.
ماذا حدث؟
ورغم توقعات أغلب بنوك الاستثمار بشأن استمرار فقد زخم نمو ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، يبدو أن قرارات التحفيز والدعم التي اتخذتها الصين بدأت تؤتي ثمارها.
بيد أنه ورغم تلك البيانات الإيجابية لا تزال مخاوف انفجار أزمة الديون العقارية لدى كبرى مطوري العقار الصيني تخيم على الأجواء، وتثير قلق الأسواق العالمية من أزمة ستطال الجميع.
اقرأ أيضًا- ماسك يفقد السيطرة.. هيمنة تسلا في خطر
أسعار المستهلكين
وكشفت بيانات مكتب الإحصاء الصيني اليوم الجمعة عن تباطؤ مؤشر أسعار المستهلكين (شهريا) (سبتمبر) بنسبة 0.2% دون التوقعات والقراءة السابقة عند 0.3%.
وعلى أساس سنوي، سجل مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (سبتمبر) نموًا صفرًا، دون التوقعات بنمو 0.2% ودون القراءة السابقة عند 0.1%.
وفي الوقت ذاته، انكمش مؤشر أسعار المنتجين على أساس سنوي خلال سبتمبر -2.5% مقابل توقعات -2.4% ومقابل القراءة السابقة ارتفع عند -3%.
الناتج الإجمالي
ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الصيني، ارتفع الناتج الإجمالي المحلي السنوي (سبتمبر) إلى 558.74 مليار يوان.
وكانت التوقعات تشير إلى تسجيل تسجيل 510 مليارات يوان ومقابل الناتج السابق في أغسطس عند 488 مليار يوان.
انكماش الصادرات
وفي غضون ذلك، انكمشت الصادرات على أساس سنوي ولكن جاء الانكماش بأقل من التوقعات، لتسجل -6.2% مقابل توقعات -7.6% و ومقابل الانكماش السابق -8.8%.
وفي الوقت ذاته، انكمشت الواردات بنسبة -6.2% مقابل توقعات بانكماش -6% ومقابل انكماش فعلي في سبتمبر 2022 بنسبة -7.3%.
وخلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، تراجعت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 16.4%، في حين انخفضت الواردات 6%.
اقرأ أيضًا- بعد الاستقالة من شعاع.. "الصديقي" يخرج من إشراق للاستثمار
التجارة مع أميركا
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الصيني ارتفاع الفائض في الميزان التجاري الناتج عن المعاملات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وارتفع الميزان التجاري خلال سبتمبر إلى 77.71 مليار دولار مقابل توقعات بتسجيل 70 مليار دولار، ومقابل فائض فعلي في أغسطس بقيمة 68.36 مليار دولار.
القروض الجديدة
وفي غضون ذلك، كشفت بيانات المركزي الصيني عن ارتفاع القروض الجديدة إلى 2.31 مليار يوان مقابل 1.36 مليار يوان في أغسطس.
وبلغ إجمالي التمويل الاجتماعي الصيني 4.12 مليار يوان متجاوزا التوقعات بتسجيل 3.8 مليار يوان ومقابل 3.12 مليار يوان خلال أغسطس.
واردات النفط
وأظهرت البيانات ارتفاع واردات الصين من النفط خلال سبتمبر لتواصل الواردات اتجاهها الصعودي الذي تسجله منذ بداية العام، وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك.
وارتفعت شحنات النفط الواردة للصين بنسبة 14% على أساس سنوي خلال سبتمبر إلى 45.74 مليون طن متري أو 11.13 مليون برميل يوميًا.
بيد أنه لا تزال مستويات الواردات في سبتمبر منخفضة 10.5% عن واردات أغسطس البالغة 12.4 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك.
رؤية قاتمة
وكتب الاقتصاديون في سيتي غروب: "إن مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي قد تتحسن، مضيفين أن انكماش صادرات البلاد قد يتقلص أيضًا بعد توسع مسوحات التصنيع الرسمية لأول مرة منذ ستة أشهر".
ورفع محللو سيتي غروب توقعاتهم للنمو في الصين إلى 5% هذا العام، حيث تساعد البيانات الواعدة في بناء قدرة البلاد على تحقيق هدفها الحكومي الرسمي للنمو.
ويرى الاقتصاديون في سيتي غروب بقيادة يو شيانغ رونغ أن الاقتصاد الصيني وصل إلى القاع، بعد سلسلة من البيانات التي أكدت أن الاقتصاد الصيني فقد زخم النمو عقب التخلي عن سياسة صفر كوفيد وإعادة فتح الاقتصاد.
مخاوف العقار
ونظرًا لتعرض النظام المصرفي الصيني للديون، يرى محللو سيتي غروب أن أزمة المطورين الرئيسيين للعقار ستضيف المزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني.
ولفت محللو سيتي غروب إلى أن الاقتصاد الصيني شهد تباطؤًا هذا العام على الرغم من عدة جولات من إجراءات التحفيز لضمان إكمال المشاريع وتحيز الاقتصاد.
ولفت محللو سيتي غروب إلى أن مبيعات المنازل الجديدة خلال الأسبوع الذهبي جاءت أقل بنسبة 17 % و24% من المستويات التي تم تسجيلها خلال نفس العطلة في عامي 2019 و2022.