في تحوّلٍ مثير يُذكّر بلحظة إطلاق أول آيفون، شهد عالم السيارات الكهربائية إعلانين ضخمين هذا الأسبوع:
«فوكسترون»، (وهي المشروع الصناعي المشترك بين «فوكسكون» و«يولون موتور»)، ليست شركة عادية في عالم السيارات، بل تمثل ذراعاً صناعيةً قويةً لشركة «فوكسكون» التايوانية، المعروفة عالمياً بأنها المُصنّع الرئيس لهواتف آيفون لحساب شركة «أبل». أما «يولون موتور»، فهي واحدة من أقدم شركات تصنيع السيارات في تايوان، وتمتلك خبرة واسعة في الإنتاج المحلي والتعاون مع علامات عالمية. هذا التحالف يُجسّد اندماجاً بين التقنية الدقيقة والصناعة التقليدية، ويشكّل أساساً قوياً لدخول سوق السيارات الكهربائية بقوة.
«فوكسترون» وقّعت اتفاقية استراتيجية مع «ميتسوبيشي»، عملاق صناعة السيارات اليابانية، لإنتاج سيارة كهربائية تُطرح أولاً في أستراليا ونيوزيلندا عام 2026. الشراكة تأتي في وقت تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الكبرى للاستفادة من خبرتها في الإلكترونيات لدخول قطاع السيارات.
السيارة الجديدة ستُصنّع من قبل شركة «يولون»، بينما تتابع «ميتسوبيشي» و«فوكسترون» المفاوضات النهائية لتوسيع نطاق التعاون لاحقاً.
«فوكسترون»، التي سبق وقدّمت موديل B الهاتشباك، تُخطّط لطرح 11 طرازاً كهربائياً مختلفاً، تشمل بيك أب وشاحنات وفانات.
من المتوقع أن تَضم الكروس أوفر الجديدة:
أما «فيراري»، فتخوض السباق بطريقتها الخاصة. الرئيس التنفيذي «بينيديتو فيجنا» أعلن أن أول سيارة كهربائية بالكامل من «مارانيلو» ستُكشف على 3 مراحل، تبدأ بعرض «القلب التكنولوجي» في أكتوبر المقبل، وتُطرح رسمياً للبيع في أكتوبر 2026.
السيارة المنتظرة ستحمل اسم «إليتريكا» (Elettrica)، وتُصنّع داخل منشأة حديثة تُعرف بـ«المبنى الإلكتروني»، حيث تطوّر فيراري مكوناتها الكهربائية يدوياً لضمان هوية الأداء الفاخر.
تقنياً، يُتوقّع أن تُجهز «إليتريكا» بـ:
اللافت أن «فيراري» و«فوكسترون» ليستا وحدهما في هذا السباق المتسارع، فشركات تقنية كبرى مثل «هواوي» و«شاومي»، دخلت بالفعل عالم السيارات الكهربائية بمنتجات تجارية تُباع في الأسواق الصينية والعالمية، مستفيدة من قوتها في أنظمة التشغيل والذكاء الاصطناعي.
أما شركة «أبل»، فعلى الرغم من سنوات التكهنات والعمل خلف الكواليس على مشروع سيارتها الكهربائية، أعلنت في وقت سابق من عام 2024 عن إلغاء المشروع نهائياً، لتبقى مشاركتها في هذا القطاع حالياً مقتصرة على التصنيع من خلال شركائها مثل «فوكسكون».
وهكذا، تتقاطع مسارات شركات التكنولوجيا والسيارات في مشهد جديد يعيد تعريف التنقل، والأداء، وحتى معنى الفخامة نفسها.