بعد التفوق على أميركا.. بيانات قوية جديدة تنعش آمال بكين
بعد سلسلة من البيانات السلبية التي عصفت بثاني أكبر اقتصاد بالعالم، يبدو أن نهاية الأسبوع قد حملت بين طياتها بعضًا من الآمال والإشارات، وإن كانت لا تزال خافتة، على عودة زخم النمو للاقتصاد الصيني.
ووفقًا للبيانات الرسمية التي صدرت اليوم فقد شهد قطاع إنتاج السيارات في الصين نموًا حادًا، بالتزامن مع ارتفاعات حجم المناولات وشحن البضائع في الموانئ الصينية.
وتأتي تلك البيانات بعد يوم واحد من بيانات أظهرت نموًا بالناتج المحلي الصيني، تزامنًا انخفضا التضخم إضافة إلى ارتفاع فائض الميزان التجاري بين الصين وأميركا لصالح بكين.
توسع مطرد
وأظهرت نتائج بيانات رسمية أصدرتها وزارة النقل الصينية توسعاً مطرداً في حجم شحن البضائع ومناولة الحاويات في موانئ الصين خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.
وذكرت الوزارة أن حجم شحن البضائع في الموانئ بلغ 11.1 مليار طن خلال الفترة المذكورة، بزيادة 8.4 % على أساس سنوي.
وعلى وجه التحديد، ارتفع حجم الشحن لبضائع التجارة الخارجية في الموانئ بنسبة 9.7 % على أساس سنوي ليبلغ 3.34 مليار طن.
وفي الفترة نفسها، بلغ حجم مناولة الحاويات في موانئ الصين 203.7 مليون حاوية قياسية مكافئة لـ 20 قدماً، بزيادة 4.8 %على أساس سنوي.
اقرأ أيضًا- العالم يخسر 123 مليار دولار في العام الواحد بسبب الكوارث
إنتاج السيارات
وأظهرت بيانات رسمية أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، شهدت مقاطعة آنهوي بشرقي الصين نموًا في إنتاجها من السيارات بنسبة 45.7 % على أساس سنوي، ليصل إجمالي الإنتاج إلى ما يقرب من 1.7 مليون وحدة.
وفي غضون ذلك تم تصدير 822000 مركبة أنتجتها المقاطعة خلال هذه الفترة، بارتفاع بلغ 78 % على أساس سنوي.
وبلغ إنتاج مركبات الطاقة الجديدة خلال الفترة 606000 وحدة، بزيادة 76.6 %، وفقًا للبيانات الصادرة عن لجنة التنمية والإصلاح بالمقاطعة.
25% من الإنتاج
وفي الفترة من يناير إلى سبتمبر، صُنعت سيارة واحدة من بين كل أربع سيارات صدرتها الصين في أنهوي؛ ومن بين كل 10 مركبات طاقة جديدة منتجة في البلاد، تم إنتاج واحدة في آنهوي.
وقالت حكومة المقاطعة: "إن المقاطعة اتخذت من صناعة السيارات أولويتها بين جميع القطاعات".
وأوضح تشين جيون، مدير لجنة التنمية والإصلاح بالمقاطعة، أنه في السنوات الخمس المقبلة، ستسعى المقاطعة جاهدة لتسريع بناء تجمعات صناعية لمركبات الطاقة الجديدة قادرة على المنافسة دوليًا.
اقرأ أيضًا- الصراع في الشرق الأوسط يهدد العالم بأكبر خطر منذ عقود
بيانات إيجابية
وكشفت بيانات مكتب الإحصاء الصيني أمس الجمعة عن تباطؤ مؤشر أسعار المستهلكين (شهريا) (سبتمبر) بنسبة 0.2% دون التوقعات والقراءة السابقة عند 0.3%.
وعلى اساس سنوى سجل مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (سبتمبر) نموًا صفرًا، دون التوقعات بنمو 0.2% ودون القراءة السابقة عند 0.1%.
وفي الوقت ذاته انكمش مؤشر أسعار المنتجين على أساس سنوي خلال سبتمبر -2.5% مقابل توقعات -2.4% ومقابل القراءة ارتفع لسابقة عند -3%.
ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الصيني ارتفع الناتج الإجمالي المحلي السنوي (سبتمبر) إلى 558.74 مليار يوان، وكانت التوقعات تشير إلى تسجيل تسجيل 510 مليار يوان ومقابل الناتج السابق في أغسطس عند 488 مليار يوان.
تفوق على أميركا
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الصيني ارتفاع الفائض في الميزان التجاري الناتج عن المعاملات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وارتفع الميزان التجاري خلال سبتمبر إلى 77.71 مليار دولار مقابل توقعات بتسجيل 70 مليار دولار، ومقابل فائض فعلي في أغسطس بقيمة 68.36 مليار دولار.
وفي غضون ذلك كشفت بيانات المركزي الصيني عن ارتفاع القروض الجديدة إلى 2.31 مليار يوان مقابل 1.36 مليار يوان في أغسطس.
وبلغ إجمالي التمويل الاجتماعي الصيني 4.12 مليار يوان متجاوزصا التقعات بتسجيل 3.8 مليار يوان ومقابل 3.12 مليار يوان خلال أغسطس.
تعاف محتمل
وفي تقرير سابق لفت محللو سيتي غروب إلى أن سياسة التحفيز والقرارات الي اتخذتها السلطات في بكين تشير إلى احتمال أن الطلب سوف يرتفع وسط زخم الدعم الحكومي.
وكتب الاقتصاديون في سيتي غروب :"إن مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي قد تتحسن، مضيفين أن انكماش صادرات البلاد قد يتقلص أيضًا بعد توسع مسوحات التصنيع الرسمية لأول مرة منذ ستة أشهر".
ورفع محللو سيتي غروب توقعاتهم للنمو في الصين إلى 5% هذا العام، حيث تساعد البيانات الواعدة في بناء قدرة البلاد على تحقيق هدفها الحكومي الرسمي للنمو.
ويرى الاقتصاديون في سيتي غروب بقيادة يو شيانغ رونغ أن الاقتصاد الصيني وصل إلى القاع، بعد سلسلة من البيانات التي أكدت أن الاقتصاد الصيني فقد زخم النمو عقب التخلي عن سياسة صفر كوفيد وإعادة فتح الاقتصاد.