سيناريوهات قرار الفيدرالي.. هذا ما قد يقوله جيروم باول
ساعات قليلة تفصل الأسواق عن القرار الأهم، اليوم الأربعاء، وربما خلال شهر مارس إجمالًا، حيث يراقب الجميع قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن معدلات الفائدة، ليس هذا فحسب، حيث ينتظر المتداولون تقرير التوقعات الاقتصادية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وتقريري توقعات سعر الفائدة المدى القريب والبعيد.
وتترقب الأسواق من كثب المؤتمر الصحفي لمحافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عقب إعلان الفائدة وما قد ينطوي عليه من إشارات فيما يتعلق بمسار السياسة النقدية وتحديدًا موعد أول خفض لمعدلات الفائدة.
وفي اجتماع ديسمبر الماضي توقعت لجنة السياسة النقدية في الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية لعام 2024.
ورجحت اللجنة أن تأتي تخفيضات أسعار الفائدة حينذاك عبر 3 تخفيضات، وذلك نزولًا من توقعات اللجنة السابقة في سبتمبر 2023 التي رجحت 7 تخفيضات.
سقف التخفيضات
ويتوقع خبراء بنك أوف أميركا أن يقدم اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة توقعات محدثة تظهر نموا اقتصاديا أقوى وتضخما مستمرا، وأن تظل معدلات البطالة بالقرب من أدنى مستوياتها التاريخية.
ويرى خبراء بنك أوف أميركا أنه على الرغم من هذه التوقعات الجديدة، فمن المتوقع أن يلمح بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى دورة خفض أسعار الفائدة التي قد تبدأ في يونيو المقبل.
اقرأ أيضًا- انقلاب بالين.. على اعتاب قاع 1990 والقوة الشرائية تتآكل
بيد أنه وفي المقابل وبعد حزمة من البيانات كشفت عن رسوخ التضخم وثباته في الشهر الماضي، تزايدت المخاوف من وجود خطورة لتأجيل خفض الفائدة بشكل ملحوظ، وفقًا لمحللي البنك
ورجح محللو بنك أوف أميركا أيضا إجراء مناقشات بشأن استراتيجيات الميزانية العمومية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مع التركيز على توقيت ومدى تقليص سقف التخفيضات في سندات الخزانة.
تحذير هام
يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه محللو ويلز فارغو الفيدرالي الأميركي من التسرع في اتخاذ القرار بخفض أسعار الفائدة حتى لا تحدث ردة عكسية لمعدلات التضخم التي يبدو أنها لا تزال أكثر رسوخًا.
وقال خبر ويلز فارغو: "إنهم لا يتوقعون أي تغييرات في السياسة النقدية من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في اجتماع هذا الأسبوع، لكنهم أشاروا إلى ضرورة أن يوضح المسار المحتمل لتعديلات السياسة النقدية".
اقرأ أيضًا- تعويم مصر حُر أم مُدار.. كيف استقوى الجنيه بعد ضعف عامين!؟
وتوقع المحللون في ويلز فارغو أن تبدأ لجنة السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو المقبل بدلا من اجتماع مايو".
خلال عامين
وقال خبراء ويلز فارغو: "نتطلع إلى خفض أسعار الفائدة بإجمالي 200 نقطة أساس بعامي 2024 و2025 للوصول بالنطاق المستهدف لأسعار الفائدة الأميركية إلى 3.25-3.50% بحلول نهاية 2025".
و أشار خبراء ويلز فارغو إلى أن توقعاتهم الأساسية بشأن متوسط معدل الفائدة ستبقى دون تغيير عند 4.625% لعام 2024.
بيد أنه وفي المقابل تميل التوقعات نحو متوسط أعلى نظرا لبيانات التضخم الأخيرة، ومع ذلك، فلا يتوقع المحللون أي تغيير في متوسط معدل الفائدة لعامي 2025 و2026.
اقرأ أيضًا-مصر تنتظر الإشارة الثالثة.. لماذا تأخرت؟
يونيو القادم
ويتوقع المحللون لدى بنك ING أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض سعر الفائدة والتخلي عن السياسة النقدية التشديدية اعتبارا من اجتماع يونيو القادم، وذلك استنادا إلى عدم رغبة البنك المركزي الأميركي في دفع الاقتصاد لحافة الركود.
ويرى محللو بنك ING أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يخفض سعر الفائدة بمقدار 125 نقطة أساس طوال هذا العام، 2024، بدءا من اجتماع يونيو المقبل وحتى نهاية العام.
ومن المحتمل أن تصل إجمالي التخفيضات بالفائدة الأميركية إلى 100 نقطة أساس خلال عام 2025 مع رغبة الفيدرالي الأميركي بتحقيق سيناريو الركود الناعم للاقتصاد، ووفقًا لمحللي أي إن جي.
خفض التوقعات
وتوقع محللو بنك جي بي مورغان الآن أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال عام 2024.
وتأتي التوقعات الأخيرة لخبراء جي بي مورغان بعدما كانت التوقعات السابقة ترجح قيام الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة بواقع 100 نقطة أساس هذا العام
ويأتي هذا التغيير في توقعات جي بي مورغان، وذلك بعد أن أوضحت البيانات الأميركية أن التضخم قد أظهر مقاومة كبيرة تجاه الانخفاض.
اقرأ أيضًا- الملابس تقود ارتفاع الأسعار في الكويت
تصريحات فيدرالية
وعن أحدث تصريحات مسؤولي الفيدرالي قبل أسبوع الصمت، وهو الأسبوع الذي يسبق إصدار القرار، فقد أكد محافظ البنك جيروم باول، خلال شهادته أمام الكونغرس الأميركي، أن دورة التشديد النقدي انتهت تقريبا، وأن الفيدرالي الأميركي بات قريبا من خفض الفائدة مع هدوء الضغوط التضخمية.
وقال باول خلال شهادته: "سننتظر حتى نكون أكثر ثقة في أن التضخم يمضي وفقا للمسار المحدد له، مشيرًا إلى البنك سيولي أهمية لمتابعة البيانات التي ستحدد مسار وموعد خفض أسعار الفائدة.
وقالت عضو الفيدرالي لوريتا ميستر: "هناك احتمال بأن يظهر التضخم المرتفع مقاومة أكبر تجاه التباطؤ خلال هذا العام، ومن المرجح أن يقوم الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام".
بينما أشار نائب محافظ الفيدرالي جون ويليامز إلى أن الطلب شهد تباطؤا في ظل السياسة النقدية التشديدية، وأن الاحتياطي الفيدرالي مسؤول عن تحقيق هدف استقرار الأسعار، مضيفا أن توقعات التضخم قد انخفضت قليلا.
القرار والتصريحات
الأول.. وهو السيناريو الأرجح أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير مع التلميح بخفض محتمل في الاجتماعات المقبلة تزامنًا ومتابعة تدفق البيانات، جنبًا إلى جنب إلى ان التخفيضات ربما من مرتين إلى ثلاث مرات.
اقرأ أيضًا- الذهب يتقهقر.. هل تبدد حلم الـ 2500 دولار؟
الثاني.. وهو سيناريو محتمل أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة مع التلميح إلى استبعاد خفض أسعار في اجتماع يونيو المقبل حتى يتسنى للبنك التأكد من انكسار التضخم وأن الأسعار تسير في اتجاه المستهدف
الثالث.. وهو السيناريو الأقل ترجيحاً، حيث يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة مع التأكيد على البنك منفتح على العودة إلى السياسة المتشددة إذا أظهرت البيانات رسوخًا أو انقلابًا في التضخم.
تسعير الفائدة
وفي غضون ذلك ووفقا لأداة FedWatch، فقد تراجعت نسبة توقع السوق لبدء تخفيضات أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي في يونيو إلى نحو 56%.
وكشفت أداة FedWatch، لتتبع الفائدة عن الهبوط الثالث في تسعير الأسواق لقرار يونيو المقبل حيث نزلت الأسبوع الماضي إلى 67% نزولًا من 71%.
ووفقًا لتوقعات المتداولين فإن خفض الفائدة ثلاث مرات يأتي بتوقعات مرتفعة بدأ يتراجع بينما التخفيض الرابع بات أكثر استبعادًا الآن.
وفي مطلع العام الجاري أظهرت آلية تسعير الفائدة، إمكانية حدوث ما يصل إلى سبعة تحولات هبوطية في سعر الفائدة النقدية بينما كانت ترجح الخفض الأول في مارس.