التنبؤات تعم وول ستريت.. ما الذي تقوله البيانات التاريخية؟
عمت التنبؤات بالمسار الذي ستسلكه أسواق الأسهم الأميركية ذات التأثير الواسع على نفسية المستثمرين في بافي الأسواق حول العالم. لكن انخراط رؤساء شركات الاستثمار والصناديق المعروفة في وول ستريت، في توقعات متضاربة أنتجت حالة من الارتباك لدى المستثمرين بشأن التوقع الذي يجدر اتباعه.
موقع "بيزنس إنسايدر" الذي يرصد تحركات الصناديق الكبرى والاستراتيجيين اللامعين في وول ستريت، سلّط الضوء على أحد ابرز هؤلاء الذين يحظون باهتمام وبتأثير واسع بين المستثمرين وهو توم لي كبير الاستراتيجيين في مؤسسة Fundstart.
وتوم لي هو أحد المستشارين في قطاع الأسهم الأكثر تفاؤلاً في وول ستريت الذي لا يزال يراهن على مستقبل أكثر إيجابية لجدوى الاسثتمار بالأسهم، لكنه وضع تفاؤله جانباً حالياً وتحول إلى التحذير من تصحيح حاد في الأسابيع المقبلة بناء على بيانات تاريخية لوول ستريت على مدى نحو 100 عام.
وأخبر توم لي عملاء الشركة يوم الثلاثاء أنه بعد ارتفاع مؤشر"إس أند بي 500" بنسبة 21% خلال فترة 14 أسبوعًا، فمن المحتمل حدوث تراجع خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال لي عن المؤشر: "أعتقد أننا قد نقترب من مستوى قريب من 5000، وربما أعلى قليلاً، وبعد ذلك أعتقد أن التراجع سيأتي بعد ذلك".
وبالنظر إلى تاريخ السوق وجد لي 7 حالات منذ عام 1927 عندما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 13 أسبوعًا من أصل 14 أسبوعًا، كما حدث بالفترة الأخيرة. وفي أربع من تلك الحالات السبع، بلغ سوق الأسهم ذروته خلال الأسبوعين التاليين.
وقال لي إن التصحيح الوشيك للسوق منطقي أيضًا لأنه سيحاكي نمط تداول سوق الأسهم الذي حدث آخر مرة خلال أدنى مستوى للسوق الهابطة في أكتوبر 2022.
وتظهر بيانات وول ستريت أن سوق الأسهم قفزت بنسبة 20% لمدة 16 أسبوعًا بدءًا من أكتوبر 2022 قبل أن تقوم بتصحيح بنسبة 9%، ثم ارتفعت بنسبة 21% على مدى 19 أسبوعًا قبل أن يتم بيعها بنسبة 11%.
وقال لي إنه بالنظر إلى ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز مؤخرًا بنسبة 21%، فإن التراجع لن يكون خارجًا عن المألوف، وقد يكون في نطاق 7% ما يعني أنه سيزور منطقة 4600 بناءً على المستويات الحالية.
وفيما يتعلق بالقضية الأساسية التي ستدفع لمثل هذا الانخفاض، قال لي إن توقيت تخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يمكن أن يثير القلق بين المستثمرين، خاصة إذا انتظر البنك المركزي لفترة طويلة وبدأ الاقتصاد في الضعف.
وعلى الرغم من التوقعات الهبوطية على المدى القصير، كرر لي وجهة نظره المتفائلة بشأن سوق الأسهم في عام 2024، قائلاً إن مؤشر 500 قد يرتفع في النهاية إلى نطاق يتراوح بين 5200 و5400 نقطة.