تسير البورصات الأوروبية بحذر، اليوم الاثنين، في وقت افتتحت فيه «وول ستريت» تداولاتها على ارتفاع، بعد أن سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية مستويات قياسية جديدة يوم الجمعة. ويواصل المستثمرون تركيزهم على تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.
في «وول ستريت»، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عند الافتتاح بنسبة 0,33%، وتقدم مؤشر «ناسداك» ذو الوزن التكنولوجي بنسبة 0,45%، بينما صعد مؤشر «داو جونز» بنسبة 0,45%.
أما في أوروبا، فقد استقرت بورصة باريس (+0,05%) وميلانو (+0,0%)، بينما تراجعت بورصة فرانكفورت بنسبة 0,19%، ولندن بنسبة 0,20%.
وفي آسيا، أغلقت بورصة طوكيو مرتفعة بنسبة 0,83%، وسيؤول بنسبة 0,52%، وسيدني بنسبة 0,33%، في حين تراجعت بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,87% بعد إعلان ثالث انكماش شهري متتالٍ في نشاط التصنيع الصيني خلال يونيو.
قال نيل ويلسون، محلل لدى «ساكسو ماركتس»: «المفاوضات التجارية تظل محور اهتمام المستثمرين مع اقتراب مهلة 9 يوليو»، وهو الموعد المقرر لبدء تطبيق رسوم جمركية أميركية أعلى على الواردات.
وأضاف ريكاردو إيفانجيليستا، محلل لدى «أكتيف تريدز»، أن الأسواق مدعومة بالتوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، يوم الجمعة الماضي، بشأن صادرات المعادن الأرضية النادرة. هذه المعادن تُعد ضرورية لتطوير العديد من الصناعات الحديثة مثل الهواتف الذكية وتوربينات طاقة الرياح والسيارات الكهربائية.
وأشار إيفانجيليستا إلى أن «التقارير تشير إلى احتمال توقيع عدة اتفاقيات أخرى قبل التاسع من يوليو، وهي تطورات قد تحسن آفاق الاقتصاد العالمي».
كما يترقب المستثمرون تاريخ 4 يوليو، الذي يسعى فيه الرئيس دونالد ترامب لإقرار خطته الضريبية التي أطلق عليها «القانون الكبير الجميل»، والتي تتضمن تمديد التخفيضات الضريبية الكبرى التي أُقرت خلال ولايته الأولى، وإلغاء الضرائب على الإكراميات، بالإضافة إلى تخصيص مليارات الدولارات الإضافية لقطاع الدفاع ومكافحة الهجرة.
وقالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث الاقتصادية لدى «إكس تي بي»: «توقعات خفض الضرائب من قبل ترامب هذا الأسبوع تدعم ارتفاع أسواق الأسهم».
وأشارت بروكس إلى أن هذه الخطة، التي قد تضيف نحو 3,3 تريليون دولار إلى العجز الأميركي خلال عشر سنوات، لا تُقلق الأسواق حتى الآن لكنها تضغط على الدولار.
وتراجع الدولار بنسبة 0,29% إلى 1,1721 دولار لليورو، بينما انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 4,25% مقابل 4,28% في إغلاق يوم الجمعة.
رغم الأداء القوي للأسهم الأوروبية منذ بداية العام مقارنة بالأميركية، إلا أن وتيرة الارتفاع تباطأت في يونيو، خاصة مع تباطؤ أسهم قطاع الدفاع، بحسب كاثلين بروكس.
وأوضحت بروكس أن سهم «نفيديا» الأميركية ارتفع بأكثر من 15% منذ بداية الشهر، في حين فقد سهم «راينميتال» الألمانية لصناعة الأسلحة أكثر من 5%.
وأضافت أن هذه التطورات تثير تساؤلات حول مدى استدامة تقييمات أسهم بعض شركات الدفاع الأوروبية التي حققت قفزات هائلة منذ بداية العام.
ومنذ بداية 2025، قفز سهم «راينميتال» بأكثر من 185%، و«هينسولت» بنحو 180%، و«تيسنكروب» بأكثر من 135%. كما حققت أسهم مجموعة «فينكانتيري» الإيطالية لصناعة السفن ومجموعة «ساب» السويدية قفزات مماثلة بنحو 130%.
أما أسعار النفط، فقد ظلت متقلبة، يوم الاثنين، في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن آفاق الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ولا سيما بعد تصريحات ترامب على منصته «تروث سوشيال» بأنه لم يعد يفكر في رفع العقوبات عن إيران. وتراجع خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 0,47% إلى 65,21 دولاراً للبرميل، وانخفض خام برنت بنسبة 0,19% إلى 67,64 دولاراً للبرميل.
وفي المقابل، ارتفع سعر الذهب بنسبة 0,23% إلى 3281,78 دولاراً للأونصة.