سجّل كل من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك المركب» مستويات قياسية جديدة، اليوم الجمعة، مدفوعين بموجة من التفاؤل المرتبط بتطورات الذكاء الاصطناعي وتزايد التوقعات بشأن تيسير السياسة النقدية، وهو ما أنعش الأسهم الأميركية بعد أشهر من التقلبات.
ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0,5% ليغلق عند 6,174.08 نقطة، متجاوزاً مستواه القياسي السابق البالغ 6,147.43 نقطة والمسجل في 19 فبراير. كما صعد مؤشر «ناسداك»، الذي يضم عدداً كبيراً من أسهم التكنولوجيا، بنسبة 0,56% ليصل إلى 20,281.02 نقطة، متخطياً قمته السابقة المسجلة في 16 ديسمبر عند 20,204.58 نقطة.
جاء هذا الارتفاع مدفوعاً بالتوقعات الإيجابية التي أعلنتها شركة «ميكرون» لصناعة الرقائق، والتي أعادت الثقة إلى قطاع الذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه، اقتربت القيمة السوقية لشركة «إنفيديا» من مستوى 4 تريليونات دولار بعد أن استعادت مركزها كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية.
كما أسهم الاتفاق على وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لإنهاء 12 يوماً من التصعيد الجوي بين إسرائيل وإيران، في تعزيز شهية المستثمرين للمخاطرة، لا سيما بعد أن كان الصراع قد تسبب بارتفاع أسعار النفط وأثار مخاوف من موجة تضخمية جديدة.
تلقت الأسواق أيضاً دعماً إضافياً من التصريحات المائلة إلى التيسير الصادرة عن عدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما عزز توقعات خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
كانت الرسوم الجمركية المتبادلة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2 أبريل ضد الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، وما رافقها من اضطرابات، قد دفعت مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى الاقتراب من تأكيد الدخول في سوق هابطة بعد أن تراجع بنسبة 19% من قمته المسجلة في 19 فبراير.
أما مؤشر «ناسداك»، فقد هبط حينها بنسبة 26,7% منذ أعلى مستوياته السابقة، ما أكد دخوله في سوق هابطة بعد أيام من «يوم التحرير» الذي أعلنه ترامب في 2 أبريل.
مع توقيع اتفاقيات تجارية بين الولايات المتحدة وكل من المملكة المتحدة والصين في الفترة الماضية، تعززت الآمال بعقد مزيد من الصفقات التجارية المشابهة، وهو ما خفف من مخاوف الركود العالمي.
قال روبرت بافليك، المدير الرئيس لإدارة المحافظ في «داكوتا ويلث» بولاية كونيتيكت لرويترز: «لقد أعاد المستثمرون تقييم المشهد بشأن كيفية إدارة الرئيس لملف التجارة، ويبدو أن المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى موجة تضخمية كبرى وانهيار اقتصادي قد لا تتحقق».
منذ أدنى مستوياته المسجلة في 8 أبريل، قفز مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 23,5%، فيما ارتفع مؤشر «ناسداك» بنحو 32%، مدعومين بشكل أساسي من قِبل عمالقة التكنولوجيا، مثل «مايكروسوفت» و«إنفيديا» و«ميتا بلاتفورمز» و«أمازون».
وإذا أغلق مؤشر «ناسداك» فوق قمته السابقة المسجلة في 16 ديسمبر عند 20,173.89 نقطة، فإن ذلك سيُعد من الناحية الفنية نهاية السوق الهابطة وبداية سوق صاعدة جديدة، وفقاً للتعريفات المتعارف عليها.
يُذكر أن السوق الهابطة تُعرف بانخفاض نسبته 20% أو أكثر من أعلى مستوى تاريخي، بناءً على أسعار الإغلاق.
منذ بداية العام، ارتفع كل من «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك» بنحو 5%، في حين صعد مؤشر «داو جونز» بنحو 2,8%، لكنه لا يزال أقل بنحو 3% عن أعلى مستوى تاريخي له.