الدولار يعزز سطوته على سوق العملات بفضل تشدد الفيدرالي

صعد لأعلى مستوى بـ 6 أشهر
الدولار
الدولاررويترز
عزز الدولار من ارتفاعاته القوية والتي بدأت مطلع الأسبوع الجاري، لتقفز العملة الأميركية إلى مستويات الذروة التي تم تسجيلها مع اندلاع أزمة انهيار المصارف الأميركية في مارس الماضي.

وفي هذا التوقيت، ارتفع الدولار بقوة تزامنًا ورفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، إضافة إلى تسعير الفيدرالي لتقييد شروط الإقراض التي فرضتها المصارف حينذاك بحوالي 25 نقطة.

المستثمرون الآن يراهنون على قوة الاقتصاد الأميركي الذي لا يزال قويا رغم قتامة توقعات النمو العالمي، وهو ما يمنح الدولار قوة إضافية.
بارت ميليك
الدولار الآن

وخلال تعاملات اليوم الخميس، وصل الدولار إلى مستويات المقاومة الرئيسية عند الـ 105 نقاط بزيادة في حدود 0.15% مقابل سلة العملات الرئيسية.

وتعد المستويات الحالية هي الأعلى لمؤشر الدولار الأميركي منذ 10 مارس الماضي، حينما أفصح رئيس الفيدرالي الأميركي، جيروم باول عن أن البنك منفتح على رفع أسعار الفائدة بقوة لمواجهة التضخم.

اقرأ أيضًا- التضارب يسود.. الأسعار الفورية للذهب تخالف العقود الآجلة
هبوط الكبار

وخلال تعاملات، اليوم الخميس، أدى صعود الدولار بقوة لدفع الين إلى أقل مستوى في عشرة أشهر ليتراجع بنسبة في حدود 0.2% إلى مستويات 147.5 ين للدولار.

وفي غضون ذلك، انخفضت العملة الأوربية اليورو قرب أدنى مستوي خلال ثلاثة أشهر بتراجع في حدود 0.25% إلى مستويات 1.07 دولار لليورو.

ونزل الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى منذ مطلع يونيو الماضي مرتجعًا بحوالي 0.3% إلى مستويات 1.247 دولار للإسترليني.

ما يقود الأسواق؟

ولفت خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز بارت ميليك، إلى أن المستثمرين الآن يراهنون على قوة الاقتصاد الأميركي الذي لا يزال قويا رغم قتامة توقعات النمو العالمي، وهو ما يمنح الدولار قوة إضافية.

بيد أنه في المقابل، فقد أشار ميليك إلى أن تقرير الفيدرالي الأميركي الأخير أظهر أن نمو الاقتصاد الأميركي كان متواضعا وسط تباطؤ سوق العمل وضغوط التضخم في يوليو وأغسطس .

وأشار خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز إلى أن الأسواق ترجح أن البيانات الأخيرة توفر للفيدرالي أرضية صلبة لرفع أسعار الفائدة مع تراجع مخاوف الركود.

ثبات التضخم سيؤدي إلى دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة.
تي دي كوموديتيز
سياسة متشددة

وفي غضون ذلك، يرجح خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز أن يؤدي ثبات التضخم إلى دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة.

وفي غضون ذلك، أكدت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر أن التغلب على التضخم قد يتطلب على الأرجح رفعًا آخر لأسعار الفائدة الأميركية.

وتأتي تصريحات ميستر متفقة مع توجهات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول بشأن انفتاح البنك على رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم وتحقيق مستهدف الـ 2%.

اقرأ أيضًا- ثالث أكبر اقتصاد بالعالم يسدد ثمن الضعف التاريخي للعملة
رهان الأسواق

يرى المحلل الإستراتيجي في آي جي، يب جون رونغ أن توجيهات الفيدرالي لصنع السياسات على أساس كل اجتماع على حدة أبقت الرهانات على تشديد إضافي في نوفمبر.

ولفتت يب إلى أن القفزة في أسعار النفط لا توفر الكثير من الطمأنينة بشأن توقعات التضخم العالمي، وتعزز التوقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة فترة أطول.

وفي الوقت ذاته، يرى كبير محللي السوق التجاريين في كيه سي إم تيم ووتر أن الذهب سيظل تحت رحمة ما يحدث لعوائد سندات الخزانة الأميركية قبيل اجتماع الفيدرالي في سبتمبر.

الثقة في الفيدرالي

وأشار كريستوفر وونغ، المدير التنفيذي لبنك أو.سي.بي.سي أن الأسواق لا تثق في وصول مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى نهاية دورة التشديد النقدي الحالية، ورفع الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 11 مرة بأكثر من 500 نقطة أساس منذ بداية دورة التشديد النقدي، لتقفز معدلات الفائدة إلى أعلى مستوى منذ 2001.

ولفت المدير التنفيذي لبنك أو.سي.بي.سي إلى أن التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في 2024 ما زالت غير واضحة إلى حد كبير.

هدف التضخم

ويستهدف الفيدرالي الأميركي مواجهة التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة والحصول على سوق عمل ضيق نسبيًا تزامنًا وانخفاض الأجور التي تغذي الإنفاق الاستهلاكي، لتحقيق ما يسمى بالركود الناعم.

وفي غضون ذلك، جاءت بيانات التوظيف الأميركية مفاجئة للأسواق والتي كشفت عن زيادات قوية تفوق التوقعات في إشارة إلى توسع نشاط التوظيف في القطاع الخاص.

بيد أنه وفي المقابل، انخفضت معدلات الأجور نسبيًا وهو ما قد يمنح الفيدرالي الأميركي بعض الشعور بالرضا عن سياسته المتشددة، تزامنًا وارتفاع معدلات البطالة إجمالًا في الولايات المتحدة الأميركية.

تسعير الفائدة

وأصبحت أداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME FedWatch تشير إلى أن الأسواق تسعر بنسبة 93% احتمال إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه هذا الشهر.

وفي الوقت ذاته، زادت توقعات الأسواق بشأن احتمال عدم رفع أسعار الفائدة لباقي العام الجاري حيث أصبح أكثر من 60% من المشاركين يتوقعون تثبيت الفائدة.

اقرأ أيضًا- بيانات صينية مقلقة.. هبوط حاد يفوق التوقعات للميزان التجاري

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com