وجاءت أغلب البيانات التي صدرت اليوم عن اقتصاد منطقة اليورو سلبية للغاية ودون التوقعات، في إشارة قوية لتأثر اقتصادات اليورو بسياسة رفع أسعار الفائدة.
وأظهرت بيانات يورو ستات اليوم الأربعاء، تدهورا حادا في معنوبات المستهلكين في منطقة اليورو وكذلك في مديري الشركات.
وفي غضون ذلك ارتفعت توقعات التضخم في منطقة اليورو مع انكماش المعنويات في القطاعين الخدمي والصناعي تزامنًا وانكماش مؤشر مناخ الأعمال.
وفي غضون ذلك كشفت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي عن انكماش المعنويات الصناعية لمنطقة اليورو إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2020.
وانكمشت المعنويات الصناعية لمنطقة اليورو لتسجل -10.3 نقطة مقابل توقعات بانكماش عند -9.9 نقطة، ومقابل انكماش فعلي بعد التعديل خلال يوليو عند مستويات -9.3 نقطة.
انخفض استطلاع الأعمال والمستهلك (أغسطس) إلى 93.3 نقطة دون التوقعات بتسجيل 93.7 نقطة ودون القراءة السابقة في يوليو عند 94.5 نقطة.
بينما عمق مؤشر مناخ الأعمال (أغسطس) من انكماشه خلال أغسطس، وفقًا لبيانات يورو ستات ليسجل -0.33 نقطة مقابل -0.09 نقطة خلال يوليو.
وفي غضون ذلك انكمش مؤشر ثقة المستهلك (أغسطس) إلى -16 نقطة مقابل التوقعات ذاتها، وأعلى من انكماش يوليو حينما سجل -15.1 نقطة.
وانخفضت المعنويات الخدمية لمنطقة اليورو (أغسطس) بأعلى من التوقعات إلى 3.9 نقطة مقابل توقعات 4.2 نقطة، وأدنى من قراءة يوليو التي سجلت 5.4 نقطة.
وفي الوقت ذاته ارتفعت توقعات التضخم للمستهلك (أغسطس) إلى 9 نقاط، مقابل توقعات بتسجيل 8.6% ومقابل القراءة السابقة عند 4.9 نقطة.
وفي غضون ذلك أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في إسبانيا نمو مؤشر العام لأسعار المستهلكين بنسبة 2.6%، خلال شهر أغسطس الحالي على أساس سنوي.
ويأتي ذلك أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيل 2.5%، بعدما كانت إسبانيا قد سجلت نموا في التضخم بنسبة 2.3% خلال شهر يوليو الماضي.
وعلى أساس شهري سجل مؤشر تضخم أسعار المستهلكين نموا بنسبة 0.5% خلال أغسطس، وذلك أعلى من توقعات الأسواق بتسجيل 0.4% وأعلى من قراءة يوليو عند 0.2%.
وفي غضون ذلك أكد عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ورئيس المركزي الألماني يواكيم ناغل، أن البنك سيحافظ على اتباع نهج يعتمد على البيانات لاتخاذ قرار بشأن خطوات السياسة النقدية.
وأشار ناغل إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيواصل تقييم ما يجب القيام به باجتماع السياسة لشهر سبتمبر.
وامتنع رئيس المركزي الألماني عن إبداء أية تلميحات بشأن قرار المركزي الأوروبي المقبل لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى أو التوقف مؤقتا هذا الاجتماع.
وأوضح ناغل أن التضخم الأساسي داخل منطقة اليورو لا يزال صلبا، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون السياسة النقدية أكثر قوة من نمو الأسعار.
وقال محافظ المركزي الألماني: "من غير المتوقع حدوث ركود اقتصادي في منطقة اليورو ، بينما أشار إلى أنه من السابق لأوانه التفكير في إيقاف المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة مؤقتا".
ومنذ قليل كشفت بيانات مكتب الإحصاء الألماني عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين(التضخم) في ألمانيا بأعلى من توقعات الأسواق والمحللين، ما يعمق من تداعيات الركود الفني المسجل فعليًا في ألمانيا.
ووفقًا للبيانات التي صدرت اليوم الأربعاء، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين (شهريا) (أغسطس) في ألمانيا بنسبة 0.3% مقابل 0.2% في الشهر الماضي.
بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (أغسطس) إلى 5.9% مقابل 5.8% في الشهر الماضي.
وارتفع التضخم السنوي في بادن فورتمبيرغ، ألمانيا من 6.8% إلى 7% خلال أغسطس، بينما ارتفع على أساس شهري من 0.2% إلى 0.3%.
وفي الوقت ذاته أشار محافظ بنك النمسا روبرت هولزمان وعضو المركزي الأوروبي إلى أن المركزي الأوروبي لم ينتصر بعد بمعركة مكافحة التضخم.
وأوضح روبرت هولزمان عضو المركزي الأوروبي إلى أنه ربما يحتاج البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى باجتماع شهر سبتمبر المقبل.
وقال هولزمان: "اقتصادات منطقة اليورو لا تواجه خطر حدوث ركود، وأسواق العمل الضيقة تعني أن النقابات العمالية قد تحصل على زيادات كبيرة في الأجور، بما يغذي الضغوط التضخمية".
وأكد محافظ بنك النمسا المركزي أن المركزي الأوروبي سيراقب جميع المعلومات الواردة لتقييم المخاطر على مستويات الأسعار.
ولفت هولزمان إلى أنه إذا لم تكن هناك أية مفاجآت كبيرة، فلا يوجد مبرر للمضي قدما في زيادة أسعار الفائدة دون توقف.
وأشار محافظ المركزي النمساوي إلى أنه من الأفضل الوصول بمعدل ذروة أسرع للفائدة، وهو ما يعني أنه يمكن للبنك المركزي الأوروبي البدء في الانخفاض بوقت مبكر.
وأكد هولزمان عضو المركزي الأوروبي أنه من الصعب على الأسواق استيعاب مسار رفع الفائدة خاصة في حال تجاوزت المستويات الحالية.