الأعلى بالتاريخ.. ثيران الذهب يندفعون صوب الـ 2300 دولار
يبدو أن الطريق السريع بات مفتوحًا أمام المعدن الأصفر لستجيل ذروة سعرية جديدة بعد أن أقر الفيدرالي خطته لأسعار الفائدة دونما أي تغير يذكر عن الاجتماع السابق إضافة إلى توافقه مع توقعات الأسواق.
وفي غضون ذلك تجاوز المعدن الأصفر أعلى مستوى قياسي جديد في طريقه لكسر حاجز الـ 2300 دولار، وسط توقعات قوية باستمرار الزخم بين ثيران الأصفر لتجاوز مستهدفات الـ 2500 دولار.
وأمس الأربعاء قررت لجنة السياسة النقدية في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الإبقاء على سعر الفائدة الأميركية دون تغيير ليستقر معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية 5.5%، بما يتفق مع توقعات الأسواق.
وقال رئيس الفيردالي جيروم باول: "إذا استمر الاقتصاد الأميركي في الأداء كما هو متوقع، فقد يكون من المناسب البدء في التخلي عن السياسة النقدية التشديدية وخفض الفائدة هذا العام.
الذهب الآن
وقبل دقائق من الآن ارتفع أسعار الذهب إلى أعلى مستوى سعري جديد على الإطلاق عند مستويات 2225 دولارًا للاوقية صعودًا من قاع عند مستويات 2190 دولارًا للأوقية.
وتحوم العقود الآجلة للمعدن الأصفر عند مستويات لا تزال قياسية حيث تخطت الذروة السابقة، وسجل سعر الأوقية تسليم أبريل بحلول الساعة 10.50 بتوقيت دبي مستويات 2208، بارتفاع 2.2% أو ما يعادل 47 دولارًا في الأوقية.
اقرأ أيضًا- أسهم أحدث طرح إماراتي تقفز 30% في الدقائق الأولى
بينما تحوم الأسعار الفورية للمعدن الأصفر عند مستويات عند مستويات 2207 دولارًا للاوقية بحلول الساعة 10:52 دقيقة بالتوقيت المحلي لمدينة دبي، بزيادة 22 دولارًا في الأوقية أو ما يعادل 1%.
وقال باول: "الفيدرالي الأميركي لن يعمل على خفض الفائدة قبل أن يكون واثقا من أن التضخم يتجه نحو الهدف المحدد له بشكل مستدام".
الذهب أمس
وعند نهاية تعاملات امس الأربعاء ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو هامشيًا بما يعادل 1.3 دولارًا، لتصل إلى 2161 دولارًا للأوقية قبل صدرو قرار الفيدرالي.
وفي غضون ذلك ارتفعت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب طفيفًا عند مستويات 2158 دولارًا للأوقية بينما كانت تراقب الأسواق عن كثب كلمات جيروم رئيس الفيدرالي الأميركي.
وقبل الاجتماع قال كبير محللي سيتي إندكس، مات سيمبسون: "هناك فرصة حقيقية ألا يكون الاحتياطي الفيدرالي متشائمًا كما يريد المتداولون سماعه".
اقرأ أيضًا- احتفال مبكر.. وزير الخزانة يهنئ بنك إنجلترا
رؤية الفيدرالي
وقال جيروم باول: "الفيدرالي الأميركي يتفهم أن قراراته تؤثر على الاقتصاد الأميركي، وسوف يبذل قصارى جهده لتحقيق هدفي التضخم والاستغلال الأمثل لسوق العمل".
وأضاف باول في اجتماع لجنة السوق المفتوح أمس الأربعاء: "توقعات الفائدة قد لا تكون هي القرارات التي سيتم اتخاذها هذا العام، وأشار إلى أن البنك يتخوف من خفض الفائدة بشكل متأخر، وهذا قد يضر الاقتصاد الأميركي".
وتابع باول: "الفيدرالي يحاول الموازنة بين التبكير أو التأخير فيما يتعلق بقرار الفائدة، حيث أن بيانات التضخم في فبراير كانت مرتفعة ولكنها ليست مقلقة".
وأوضح باول أن الفيدرالي لن يتجاهل بيانات التضخم المرتفعة خلال الشهرين الماضيين، وأنهم سوف ينتظرون صدور بيانات اقتصادية إضافية حتى يتأكد ويثق في أن التضخم يعود إلى الهدف بشكل مستدام، وهذا سيحدث خلال الاجتماعات المقبلة.
وقال باول: "بيانات التضخم خلال شهري يناير وفبراير، أثبتت صحة قرارانا بالانتظار فيما يتعلق بالفائدة، ولذلك، يجب علينا الحذر قبل اتخاذ قرارات الفائدة، ونريد بيانات إضافية قبل اتخاذ قرار الخفض".
هذا العام
وقال باول: الفيدرالي يتخذ قرارات السياسة النقدية كل اجتماع على حدة، أعتقد بأن الفائدة لن تنخفض إلى المستويات المتدنية التي كانت عليها قبل وباء كورونا".
وأضاف باول: "أعتقد بأن الفيدرالي سوف يخفض الفائدة هذا العام، وقد يحدث ذلك خلال النصف الثاني من العام، وذلك بعد أن يثق الفيدرالي الأميركي بأن التضخم يعود إلى الهدف".
اقرأ أيضًا- انقلاب بالين.. على اعتاب قاع 1990 والقوة الشرائية تتآكل
وتابع باول: "لن نتخذ قرارا بالتراجع عن السياسات التشديدية قبل أن نكون واثقين من أن التضخم يعود للهدف بشكل مستدام، ولقد حصلنا على بيانات متقلبة للتضخم خلال الشهريين الماضيين، ولذلك، لدينا قلق ومخاوف حيال اتخاذ قرار بشأن الفائدة".
وأكد باول على ان البنك سيحذر جيدا قبل اتخاذ قرار خفض الفائدة، لأنه قد يقوم برفعها مرة أخرى إذا ارتفع التضخم مجددا، مشيرًا إلى أن البنك يترقب عن كثب بيانات التضخم المقبلة".
شهية المخاطر
وقال كبير الاستراتيجيين لدى TD Securities كريس ويلن: "يبدو أن الطريق بات ممهدًا للذهب لمواصلة تحقيق مستهدفات جديدة جنبًا إلى جنب وحالة الزخم التي ضربت سوق الأسهم مع خفوت قوة الدولار.
وأضاف ويلن: "علاوة على ذلك، يتزامن ذلك مع دورة صعودية واسعة النطاق على مستوى أصول متعددة، إذ حصل الذهب على الكثير من الاهتمام مع تسجيل مستويات قياسية مرتفعة مؤخراً".
ولفت ويلن إلى أن شهية مخاطر المتداولين يبدو أنها باتت أكثر تفاؤلًا ورهاناً على أن موجة صعودية واسعة قد بدأت في أغلب الأصول والتي شملت الذهب والنفط والعملات المشفرة .
2500 دولار
وكتب محلل فاندسترات Fundstrat مارك نيوتن ففي وقت سابق: "صعود الذهب فوق مستويات الـ 2200 دولار أمر إيجابي للغاية من الناحية الفنية، وأتوقع أن الذهب قد بدأ في الارتفاع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق".
ولفت نيوتن إلى أن مجموعات البيانات المختلفة لديها تسجيل لمستويات قياسية وتسعير مختلف طفيفًا لقمة الذهب، لكن جميعها تعود إلى عام 2020.
وكتب نيوتن المذكر: "الهدف الفني للذهب هو مستويات 2500 دولار للأوقية، ويبدو من الأفضل شراء المعادن الثمينة نظرًا لانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، وزيادة الصراع الجيوسياسي المستمر".